تشعر بألم المخاض
مع أن ولادة واحدة في السيارة تحصل من بين 1700 ولادة فإنه لا يُمكن تجاهل هذه الحالة المحتملة الحصول خصوصاً في البلاد الشاسعة المساحات التي يصعب الوصول الى مستشفياتها بسهولة وقد حصل في المدة الأخيرة حالات عدّة من هذا النوع حملتنا الى الكتابة عن هذا الموضوع من باب توعية القارئ، علماً أن التأمين يدخل في صلب هذه القضية خصوصاً اذا كانت السيدة الحامل تملك وثيقة تأمينية تسمح لها بعد حصول الولادة، الدخول الى المستشفى وإجراء ما يلزم من قبل طبيبها والممرضات. في ما يلي نص المقال..
الخوف من الاخطاء التي قد تحصل في اثناء الولادة قضية يعانيها الكثيرون. فماذا لو تعطلت السيارة فجأة ولم تتمكن من نقل الأمّ الحامل الى المستشفى لوضع طفلها؟
قد تضطر المرأة الحامل في بعض المرات الى الانتظار ساعات طويلة في المستشفى ريثما يحين موعد ولادتها. وقد تصل في بعض الاحيان الى المستشفى قبل الموعد ببضع دقائق. وهذا كله طبيعي لا خطورة فيه. ولكن ماذا لو عجزت المرأة الحامل عن بلوغ المستشفى قبل ان يبدأ الجنين في الخروج من الرحم؟
يقول الخبراء ان هذه الحالة أيضاَ لا توجب القلق الشديد، وأن بإمكان المرأة، أن تسترخي وان تدع عملية الولادة الطبيعية تحصل بشكل طبيعي بدون أي تدخل.
وفيما يلي بعض الفوائد المتعلقة بذلك:
كيف تعرفين ان الولادة قد اصبحت وشيكة؟ عندما يصبح الجنين على وشك الخروج من الرحم، فإن الأم تشعر بمقدار كبير من الضغط، وفي كثير من الأحيان تشعر بأن الطفل على وشك الخروج. ومن المفيد في هذا المجال أن تعمد الى توقيت التقلصّات، فإذا كانت الفترة الفاصلة بين كل نوبتين منها تقل عن دقيقتين فإن موعد الولادة يكون قد اقترب تماما. واخيراً فإن بروز رأس الجنين من الرحم هو دليل كاف. واليك فيما يلي بعض النصائح المفيدة:
-لا تجزعي وتذكري ان الولادة عملية طبيعية صحيةتتم في معظم الاحيان تلقائياً. وبالاضافة الى ذلك فإن الخبراء يؤكدون ان الولادة التي تتمّ بسرعة تفوق سرعة الوصول الى المستشفى هي سهلة نسبياً. فإذا خرج الجنين بهذه السرعة وبتلك السهولة، فإن ذلك يكون ولادة مباشرة، علماً بأن الطفل الذي يخرج من رحم امه في السيارة يتمتع عادة بصحة جيدة وبقوام متناسق وبوزن جيد مناسب. ويعلق أحد اساتذة كلية الطب ضاحكاً “قد يكون المقعد الخلفي في سيارة التاكسي آمن مكان لولادة الطفل، وذلك ان كثيراً من الولادات السهلة والسريعة قد تمت بهذه الطريقة”.
-لاتحاولي ان توقفي عملية الولادة. فإذا كنت لا تزالين في طريقك الى المستشفى، حاولي ان تتنفسي بسرعة، وذلك كوسيلة لوقاية نفسك من الاغماء. ولمساعدة الرحم على أن يقذف الطفل. ولكن لا تحاولي وسائل اخرى لتأجيل الولادة، فإن هذه الوسائل قد تضر بالجنين.
أما بالنسبة للتي ترافق المرأة الى المستشفى فلا بدّ لها من أن تنتبه الى الارشادات التالية:
–لا تجوز القيادة بسرعة. وفي الواقع فإذا كان الطفل على وشك الوصول، فالافضل أن تقف السيارة على جانب الطريق. ولا بدّ من تشجيع المرأة الحامل والعمل على بث الثقة في نفسها وتطمينها أن كل شيء سيكون على ما يرام. وإذا كنت تقودين سيارتك وكان لديك وقت كافٍ، فارفعي غطاء المحرّك، واشعلي المصابيح للتنبيه. فإذا توقف احد ما، فاطلبي منه أن يطلب الاسعاف. ثم احرصي على تدفئة المرأة والطفل. فإن الطفل، بشكل خاص، يحتاج الى التغطية الجيدة خاصة وأنه قد خرج من جو كانت درجة الحرارة فيه 37 درجة تقريباً.
-كيف تستقبلين الطفل: إذا كنت مضطرة ان تستقبلي الطفل بنفسك، ففيما يلي بعض الارشادات المفيدة التي تستطعين ان تتبعيها:
–اطلبي من الأم أن تستلقي على ظهرها مع رفع الوركين قليلاً. وضعي قطعة من القماش النظيف تحتها. وحالما يظهر رأس الطفل، فاخرجيه بلطف، وإياك ان تضغطي رأسه أو أن تسحبيه بعنف. وعندما يخرج الرأس، مرّري يدَيْك حول رقبة الطفل للتأكد من أن الحبل السري ليس ملتفاً حوله. فإذا كان ملتفاً حول رقبة الطفل، فخلصيه منه بسحب الحبل السري من فوق كتفي الطفل ثم من فوق رأسه. وتأكدي من عدم وجود أنشوطة اخرى من الحبل السري حول العنق، وفي حال وجودها، أزيليها بالطريقة نفسها التي أزلت فيها الأولى.
وعندما يخرج الرأس، اتركي الطفل يخرج وحده. ضعي يداً تحت الرأس لتأمين الدعم اللازم له. واليد الأخرى تحت جسم الطفل. وبما أن الطفل المولود حديثاً عادة ما يكون رطباً وزلقاً، فامسكي به بحذر، واحرصي على أن لا ينزلق من بين يديك.
-لا تجزعي من منظر الطفل. فإن الطفل المولود حديثاً عادة ما يكون أرجواني اللون. وفي بعض الأحيان، يكون جسمه مغطى بمادة بيضاء شمعية، وهذه ظاهرة طبيعية تماماً. والآن نظفّي الطفل. ابدأي بمسح وجهه بمنشفة نظيفة أو قميص نظيف أو أي شيء تجدينه في متناول يديك، وتأكدي أن فم الطفل خال من المخاط، ولا تفركي جلده، بل امسحي بلطف جسمه بما فيه مؤخرته وظهره.
-ضعي الطفل على بطن أمه وغطيه بهدف تدفئته وإراحته، وبعد ذلك، قودي السيارة بحذر الى المستشفى. لا تحاولي أن تخرجي غشاء الجنين، ومن جهة أخرى لا ترتعبي إذا خرج لوحده. فإذا خرج وحده فعليك ان تحافظي عليه، وان تحضريه معك الى المستشفى حيث يخضع للفحص، للتأكد من انه سليم لم يمس بأذى، ولا تقطعي الحبل السري.
ما هي الأخطاء التي قد تقع؟ غالباً ما تخلو الولادات السريع من المشاكل. ولكن ماذا لو حصل خطأ ما؟ فيما يلي اشهر الاضطرابات والاخطاء التي يمكن ان تقع وبعض الارشادات المفيدة في معالجتها:
-اذا لم تستطيعي ان تحرري الطفل من الحبل الملتف حول عنقه، فاعملي على استقبال الطفل بأفضل الطرق الممكنة. وإذا انقطع الحبل، فخذي القسم الاقرب الى الطفل واربطيه بسرعة بأي شيء يقع تحت يدك، سواء أكان خيطاً ام قطعة من القماش أو حتى رباط حذاء.
-اذا بدأت المرأة في النزف بشدة، فاعملي أن إيقافه يتمّ بقطعة من القماش أو بفوطة صحية او بمنشفة أو بأي شيء مماثل، ومسّدي القسم الأسفل من بطن الأم، فإن ذلك قد يفيد في تخفيف النزيف.
-اذا لم يبدأ الطفل بالتنفس خلال دقيقتين من خروجه، فتأكدي أن انفه وفمه خاليان من المخاط. وفي حال وجود المخاط، فاعملي على إزالته باصبعك، أو بعود من القماش المغطى بقماش نظيف، واضربي بلطف على أخمص قدمي الطفل. فإذا لم يتنفس بالرغم من كل هذه المحاولات، فطبقي عليه طريقة الاسعاف بالتنفس من الفم الى الفم. ضعي أطراف اصابع يدك على فك الطفل قرب الذقن، وضعي اليد الأخرى على جبهته، وادفعي بلطف، بحيث يميل الرأس الى الخلف ويرتفع الفك الى الأعلى قليلاً، وتأكدي من أن الطفل قد بدأ في التنفس التلقائي، وذلك بالاستماع الى فمه وصدره معاً. وإذا لم تنجح هذه الوسائل كلها، فغطي أنفه بفمك وانخفي 4 نفخات، وتأكدي مرة اخرى من أن التنفس قد بدأ، وإلا فاستمري بعملية التنفس من الفم الى الفم عن طريق النفخ بلطف كل 3 ثوان واستمري في محاولاتك للتعرّف ما أذا كان الطفل قد اصبح يتنفس بشكل طبيعي.
ماذا تستطيعين أن تفعلي سلفاً؟ من الواضح أن أفضل طريقة لتجنّب الولادات الطارئة هو محاولة الوصول الى المستشفى قبل موعد الولادة بفترة كافية من الوقت. وعلى كل حال، فإذا كنت لا تزالين قلقة بشأن الولادة المرتقبة، فتذكري الاحصائيات التي تؤكد أن نسبة الولادات التي تحصل في السيارة لا تتجاوز الواحدة بين 1700 ولادة. وعلى هذا، فإن ظروف الاحتمالات الممكنة هي في صالحك تماماً. وعلى كل حال فحتى لو كان من سوء حظك ان تكوني من ضحايا هذه النسبة القليلة، فمن المرجح ان الولادة سوف تتم بشكل طبيعي، وستكون حالتك على أحسن ما يرام. وإذا وصلك طفلك بسرعة اكبر من المتوقع، فإنه سيكون على الأغلب ذا صحة ممتازة، وستكون تجربتك معه من مصادر البجهة التي لن يكون من السهل عليك ان تنسيها.