مصافحة بين الوزير الفرنسي ود. سلطان أحمد
في إطار الشراكة بين الإمارات وفرنسا في قطاع الطاقة النظيفة والمتجدّدة، التقى وزير الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسي Bruno Le Maire، مع الدكتور سعفان أحمد، رئيس مجلس إدارة “مصدر”، في إطار زيارة الأوّل إلى الإمارات حيث أعلنا برنامجًا مشتركًا يجمع خبرات الدولتَيْن لتطوير فرص تجارية مستدامة للاستثمار بهدف تسريع حلول الطاقة النظيفة، لا سيما في مجال إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب فيها الحدّ من الانبعاثات، والتي تشمل استخدام حلول الهيدروجين النظيفة في مجال التنقّل، وذلك في ضوء التحضيرات لاستضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف COP28 في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأوّل (ديسمبر) من العام الحالي.
تأتي هذه المبادرة بين الدولتَيْن لتطوير واستثمار وتشغيل أكثر من 6.2 جيغاواط من مشاريع الطاقة النظيفة والمتجدّدة حول العالم، من بينها مشروعان في دولة الإمارات يعتبران من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، بالإضافة إلى استثمارات بقيمة 6 مليارات دولار، والمساهمة في تجنّب إطلاق انبعاثات كربونية تُقدّر بحوالي 10 ملايين طن سنوياً.
ومن المقرّر إطلاق العمليّات التشغيلية للبرنامج خلال الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ “COP28” التي ستقام في مدينة “إكسبو دبي” خلال كانون الأوّل (ديسمبر) المقبل، تجسيدًا لالتزام الإمارات وفرنسا بتسريع عملية تحديد وتمويل المشاريع ودعم الشركات المساهمة في تطوير حلول جديدة للطاقة النظيفة، والعمل على خفض البصمة الكربونية للقطاعات الاقتصادية ذات المنتجات والعمليات التشغيلية عالية الانبعاثات، والمساهمة في دعم تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
بهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر: “تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بتسريع التقدّم في العمل المناخي ودعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات، تأتي هذه المبادرة المهمة التي تستند إلى العلاقات الثنائية الوثيقة والراسخة والشراكات طويلة الأمد بين دولة الإمارات وجمهورية فرنسا الصديقة، للاستفادة من الفرص العملية والتجارية لتحقيق تنمية منخفضة الكربون، ودعم انتقال واقعي ومنطقي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة، وتعزيز العمل المناخي والتنمية الاقتصادية المستدامة في كلا البلدين وفي مختلف أنحاء العالم”. أضاف: “من خلال الاستفادة من خبرات الطرفين في مجالَيْ التكنولوجيا والطاقة، سنكثّف جهودنا لتطوير مشاريع طاقة متجددة خالية من الكربون بهدف إزالة الكربون من القطاعات الاقتصادية، خاصةً تلك التي يصعب فيها الحدّ من الانبعاثات. وفي ضوء استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، نعتزم أن يكون مؤتمراً للعمل والإنجاز، واحتواء الجميع ويسهم في اتخاذ إجراءات عملية. ونحن نوجه دعوة مفتوحة إلى المجتمع العالمي للانضمام إلينا لرفع سقف الطموحات والانتقال من التعهدات إلى العمل الجاد وتحقيق الهدف الأساسي لاتفاقية باريس الساعي إلى تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية”.
بدوره أعرب الوزير الفرنسي Bruno Le Maire عن “سعادته بعقد هذه الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تسهم في دعم الأهداف المشتركة للبلدين ورفع مستوى الطموحات وصولاً إلى مؤتمر الأطراف للمناخ COP28 مؤكداً بأن هذا البرنامج سيساهم في تعزيز علاقات التعاون بين القطاعَيْن العام والخاص في كلا البلدين بهدف تسريع تنفيذ مشاريع مهمة في مجال الطاقة النظيفة في قطاع النقل”.
وسيسعى البرنامج إلى تنفيذ مشاريع تركّز على إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب فيها الحدّ من الانبعاثات، ودعم الشركات التي طورت حلولاً مبتكرة للطاقة النظيفة في مجال الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام، والاستفادة من الابتكار والخبرة في القطاع وقدرات التمويل للمؤسسات الحكومية والخاصة من كلا الدولتين. وستبحث الحكومتان الإماراتية والفرنسية الاستفادة من أدوات تمويل القطاع العام لتسهيل تنفيذ المشاريع المؤهلة والصديقة للمناخ. وستركّز المبادرة جهودها بشكل رئيسي على الدولتين، واختيار الفرص في مجال الطاقات النظيفة مع التركيز على الهيدروجين منخفض الكربون وإنتاج الوقود المستدام وسلاسل القيمة الخاصة بكل منهما. كذلك ستسعى الدولتان من خلال هذا البرنامج المشترك، إلى إحداث تأثيرات ملموسة وإيجابية للحد من تبعات التغيّر المناخي والتكيّف معها وتحسين أثر مشاريعهما الداعمة للعمل المناخي على التنوع البيولوجي. وسيتمّ تطوير فرص قابلة للاستثمار بشكل مشترك، حيث ستكون شركة “مصدر” ممثلة للجانب الإماراتي من الشراكة، وبحيث تكون هذه الفرص متوافقة بشكل كامل مع أهداف اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ مع تقييم كل فرصة بناءً على مدى انسجامها مع الأهداف العالمية ومساهمتها في النمو الاقتصادي المستدام.