رمزي صبوري
بعد تاريخ حافل بالإنجازات المصرفيّة وما له علاقة بهذا القطاع من بطاقات ائتمان وتسويق لها، وصولاً إلى إدارة شركة “فيزا” في منطقة المشرق العربي، فاختياره مسؤولاً تنفيذيًا لشركة ZWIPE للبطاقات البيومترية في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، لم يكن مستغربًا بعد هذه المسيرة الطويلة والشّاقة، أن يكون رمزي الصبّوري أحد المؤثرين والمطوّرين في مجتمعاتهم ضمن العشرة الأوائل في العالم، وأن يتصدّر غلاف مجلة Time Iconic المعروفة عالميًا والتي أجرت هذا الاستقصاء، وخصّصته بتسع صفحات مدعومة بصّوَر عدّة.
المقابلة التي اختارت لها المجلة عنوانًا هو: “رمزي الصبّوري الرائد في مجال الخدمات المصرفية والدفع البيومتري”، أعطت صورة واضحة عن الإنجازات التي حقّقها، وقبل ذلك عن نشأته في زحلة بلبنان حيث أبصر النّور وتابع دراسته الثانويّة قبل أن ينتقل إلى الولايات المتّحدة الأميركية لمتابعة دراسته في الهندسة الكهربائيّة وهندسة الحاسوب في جامعة Wayne State في ميشغين.
تابع المقال في ما بعد تفاصيل حياته العملية بعد تخرّجه من الجامعة في العام 1992، ليتسلّم وظيفته الأولى كمحلّل لنُظُم المعلومات الإداريّة في بنك الكويت الوطني وطوال عشر سنوات انتهت مع بداية 2008 ليتمّ اختياره واحدًا من أفضل القادة الواعدين في الصناعة المالية في منطقة آسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط، وقد حاز جراء هذه التسمية، على جائزة من منظمّة المصرفيّين الآسيويّين وكان مقرّها هانوي في فييتنام.
من التواريخ المهمّة التي ركّز عليها المقال هو: العام 2012، عندما اختارته شركة “فيزا” مديرًا عامًا لمنطقة المشرق العربي، وعلى أن تكون بيروت المقرّ والمنطلق. هذه التجربة الجديدة فتحت له آفاقًا في مجال الخدمات المصرفيّة والتكنولوجيّة المالية. ولأنّه كان يمتلك هاتَيْن الناصيتَيْن التكنولوجيّة والمصرفيّة، فقد كان واحدًا من المساهمين في الانتقال من النقد الورقي إلى النقد الرقمي المتمثّل، يومذاك، بالبطاقات الائتمانيّة. لم يتوقّف عند هذا الانتقال الجديد، بل شاء الغَوْص أكثر في هذا المعترك الذي خبِرَه جيّدًا في سنوات سابقة، إذ انضمّ في العام 2017 إلى شركة areeba المتخصّصة في تكنولوجيا الدفع الالكتروني، وقد تولّى يومها منصب الرئيس التنفيذي للشؤون التجاريّة فيها. وغنيّ عن القول أنّ مركزه الجديد نمّى علاقاته مع البنوك بشكل أقوى وكذلك مع الشركاء العالميّين في مجال الدفع غير النقدي. ولم تدُمْ تجربته الجديدة طويلاً إذ سرعان ما اختارته شركة ZWIPE النروجيّة للبطاقات البيومترية مديرًا تنفيذيًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وZWIPE التي تأسّست في العام 2009 وانكبّت على ابتكار هذه البطاقة، تمكّنت من إطلاق بطاقة تعمل بواسطة الحواس كتسجيل البصمة. ومنذ ذلك الحين، رافق رمزي الصبّوري نجاحات هذه الشركة ومواكبة ولادة الجيل الأوّل منها، وصولاً إلى بطاقة الجيل الثالث المميّزة بكلفتها المدروسة وتكنولوجيّتها المتطوّرة وعدم تشعّب فذلكاتها التقنيّة، وكانت الشركة الأولى في العالم التي تتوصّل إلى هذا الجيل، على رغم أنّ عددًا كبيرًا منه الشركات العالميّة المنافسة حاولت التقدّم ولكنّها لم تُوفّق. وقد كان له الفضل في جولاته العربيّة، من الترويج لهذه البطاقة والاتّفاق مع مصارف عدّة لتبنّيها وتسويقها بين الزبائن في كلّ من الأردن ومصر والعراق والإمارات والسعودية وقطر والكويت وغيرها، إضافة طبعًا إلى لبنان. ومن المنتظر أن يكون إطلاق البطاقة بشكلٍ رسمي من عمّان في غضون أسابيع قليلة.
في هذه المقابلة أيضًا، طُرحت على رمزي الصبّوري عدّة أسئلة، سبق لمجلة “تأمين ومصارف” كما لموقعها، أن سلّطت الأضواء عليها، منها عن خدمات ZWIPE وهل الخطوة هي ثورة في صناعة الدفع؟ ما هي توقّعاتك للتحديات المقبلة في هذه الصناعة؟ ما هو مفتاح رضى العملاء؟ ما هي وجهة نظرك بالنسبة لتطوّر الجيل القادم من البطاقات البيومتريّة؟ أخيرًا ما هي نصيحتك لرجال الأعمال الطموحين؟ وقد توقّفنا عند الجواب الذي أدلى به بالنّسبة لمستقبل هذه البطاقة في العقد المقبل والذي أجاب فيه عن السؤال بالتالي:
– العقد المقبل هو بالنسبة إليّ، تكرار للفترة التي يرجع تاريخها إلى عام 2012، كان ذلك هو الوقت الذي بدأنا فيه نشهد الانتقال من بطاقات الدفع العادية إلى البطاقات البيومترية. وقد لوحظ أن مطلقي البطاقات قاوموا في البداية ما كان عبئا على تسريع هذه التكنولوجيا التي دفعتها المخطّطات لتمهيد الطريق للدفع عبر الهاتف المحمول، ثم في وقت لاحق، فرضت Visa وMasterCard هذه التكنولوجيا على جميع البطاقات الجديدة المنتجة في جميع أنحاء العالم.
بعد 11 عاما، وابتداءً من 2023 وصاعدًا، سنعيش مرحلة تسويق البطاقات البيومترية التي ستحتفظ بنفس تجربة المستخدم من حيث النقر والدفع، ولكنها ستضيف المزيد من الأمان وحماية البيانات، بالنظر إلى أن جميع المعاملات بغض النظر عن المبلغ، سيتمّ تأمينها بواسطة المطابقة البيومترية لتتمكّن من المرور. يجب على البنوك أن تنظر إلى البطاقات الجديدة، ليس كتكلفة إضافية (بالنظر إلى أن سعر البطاقة البيومترية هو أكثر بكثير من مجرد بطاقة عادية بدون تلامس) ، بل كحلّ للعديد من المشاكل وإحداها الاحتيال وعمليات ردّ المبالغ المدفوعة التي تُكبّد مصدّري البطاقات خسائر، نظرا للتزايد حالات المدفوعات الاحتيالية في جميع أنحاء العالم.
في الواقع، وهذا مثبت من البيانات التاريخية، يميل المستهلك إلى استخدام وإنفاق المزيد على بطاقته، ممّا يزيد من إيرادات البنوك ومصدري البطاقات معًا. بالنظر إلى كل هذه المعلومات، لن يكون من المستغرب أن تُفرض البطاقات البيومتريّة وتُعمّم، وهذا هو الاحتمال كبير في المستقبل.