الوزير فهد الجلاجل
في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال ملتقى الصحة العالمي في نسخته السابعة الذي عُقد في العاصمة الرياض، أعلن وزير الصحة السعودي فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، عن إطلاق اتفاقيات صحية استثمارية بأكثر من 50 مليار ريال، تُسهم في معالجة التحديات العالمية الصحية، وترفع وتعزز من مستوى صحة المواطن، مشيراً الى أن “قطاع التأمين الصحي الخاص يشهد نموًا كبيرًا، إذ إنه في العام 2011 كان عدد المؤمنين من حملة الوثاق، 3 ملايين شخص، أما بنهاية 2023 فقد ارتفع الرقم ليتجاوز 12 مليوناً، بحجم سوق يصل إلى 40 مليار ريال”، لذا تشير التوقعات الى أن “يتضاعف التأمين الصحي الخاص بحلول العام 2030، فضلاً عن نمو قطاع الأدوية السعودي بمعدل سنوي يلامس 10 ٪، وأن يصل إلى أكثر من 72 مليار ريال في العام 2030، وبذلك يكون قطاع الأدوية السعودي الأسرع نموًا بين مجموعة العشرين”، ودائماً حسب الوزير السعودي.
على صعيد تطوير الكوادر البشرية الصحية، أوضح الجلاجل أن “وزارة الصحة تعمل على مسارَيْن متوازيين يسهمان في تميّز الكوادر الوطنية الصحية، الأول يصبّ في الاستثمار في الطاقات الوطنية عن طريق زيادة البرامج التدريبية، وتعزيز برامج التوطين، أما المسار الثاني فهو تعزيز الشراكة واستقطاب الكفاءات العالمية لتعمل جنبًا إلى جنب مع الكفاءات الوطنية”، معلنًا نيابة عن رئيس مجلس مركز الإقامة المميزة الدكتور ماجد القصبي عن “منح الإقامة المميزة لأكثر من 2600 كفاءة صحية استثنائية”.
وبين وزير الصحة في ختام كلمته أن “نموذج الرعاية الصحية الحديث، يخدم حاليًا 28 مليون مستفيد، وقدم أكثر من 50 مليون موعد عن طريق الخدمات الرقمية”، مفيدًا أن “الرعاية الصحية قدمت استشارة افتراضية تخطت 30 مليون مستفيد مرتبط بالملف الصحي الموحد “نفيس”. في الإطار نفسه، وضمن فعاليات ملتقى الصحة العالمي، أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أنه “يتم حالياً استهلاك نحو 8 آلاف نوع من الأدوية بالمملكة”، كاشفاً عن “تحديد مجموعة من الأولويات التي تعمل عليها المملكة هي 172 دواء، وتوطين نحو 42 دواء”، مضيفاً خلال جلسة حوارية على هامش اليوم الأول من ملتقى الصحة العالمي، لدى المملكة، تسهيلات للصناعة والتوطين، ووضوح تام في هذا المجال من ناحية الممكنات وتحفيز الراغبين والمستثمرين للدخول في القطاع الصحي”. والى ذلك، بيّن أن “الوزارة تعمل مع قطاعات عدة لتطوير الصناعات في المملكة، في توجّه إلى أن تصبح البلاد محطة لتصنيع اللقاحات لعدد كبير من دول العالم، تزامناً مع حديث عن تحديد مواقع لتصنيع اللقاحات حول العالم، ونطمح إلى أن تكون المملكة إحدى هذه المناطق”، مشيراً الى أن “مصانع الأجهزة الطبية بالمملكة نمت من 54 إلى 150 مصنعاً، كما زادت مصانع الأدوية من 42 إلى 56 مصنعاً”.
الى ذلك، أوضح أن “التقنيات الحديثة تتلاءم مع سوق المملكة في نقل هذه التقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهي وسيلة متميزة لكثير من الحلول التي تساعد الأطباء والمعالجين، وقد وصلت إلى مراحل متقدمة باستخدامها في بعض الجراحات، وهذا يعني أن المملكة تبني قاعدة صناعية عريضة سيتّم الاستفادة من جزء كبير منها لخدمة قطاع الأجهزة الطبية، سواء في المعادن، أو البتروكيماويات المتقدمة، أو الأدوية الكيميائية، أو غيرها.
نشير هنا الى صفقة دوائية تمتّ على هامش ملتقى الصحة العالمي تمثّلت باتفاقات وُقعّت لتوطين صناعة 3 إلى 4 أنواع من الإنسولين في السعودية، في صفقة بلغت قيمتها 4 مليارات ريال (1.06 مليار دولار). وتهدف هذه الإتفاقيات إلى نقل التقنية والمعرفة وتوطين صناعة الإنسولين في السعودية، وإنتاج الأقلام بتصنيع كامل وبأعلى معايير الجودة داخل المملكة بأيادٍ وطنية. ذلك أن مرض السكري بات يشكل تحدياً كبيراً، ومن المهم أن يتمّ الإمداد الموثوق به والمستمر بإنسولين عالي الجودة؛ ولذلك تأتي هذه الخطوة الاستراتيجية للتعامل مباشرة مع هذه المشكلة الصحية العاجلة.