الهاتف الخليوي..فوائد وكثير من الأضرار
منذ تفشي جائحة كورونا، انتشرت ظاهرة ما عُرف بـ “الجرائم الرقمية” التي يعتمدها محتالون بادعائهم أنهم شركاء جيدون في أوقات الوحدة والكآبة التي رافقت هذه الجائحة وألزمت الناس البقاء في بيوتهم، وبالتالي تعرّض البعض منهم للإحتيال والقرصنة السيبرانية التي أوقعت خسائر تراوحت بين 30 و 50 مليار دولار دفع ثمنها ضحايا من النساء والرجال وقعوا في الحبّ، وذلك في العام 2022. وبهذا الصدد، ذكرت نائب المدعي العام في مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا ايرين ويست، أن “رقم الخسائر ضخم والوصول إلى حجمها قد يكون صعباً، لأن ثمة ضحايا قد يترددون في الإبلاغ عن تفاصيل “إذلالهم المالي”.
حول هذه المسألة قال نائب الرئيس التنفيذي للمخاطر والاحتيال والأمن السيبراني في جمعية المصرفيين الأميركيين بول بيندا، في مقابلة مع شبكة C.N.B.N: «نحن حقاً بحاجة إلى مساعدة شركات ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي لإغلاق حسابات هؤلاء الأشخاص الذين يحتالون على الناس، نحن بحاجة إلى تدخّل جهات إنفاذ القانون لمحاسبة هؤلاء الأشخاص. وما لم تضع رجلاً سيئاً خلف القضبان، فسيستمر هذا الرجل في ارتكاب المزيد”.
ووفق بول بيندا أيضاً، فإن “حالات الاحتيال التي تم الإبلاغ عنها، تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات كل عام. وإذا أخذنا في الاعتبار أن العديد من الضحايا لا يبلغون عن خسائرهم لأي شخص، فإن الخسائر الإجمالية يمكن أن تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات سنوياً”.
وتتمّ إدارة عمليات الاحتيال الرومانسية من قبل عصابات إجرامية منظمة، غالباً ما يكون مقرّها في جنوب شرق آسيا، وتقوم بإعداد صُور رمزية زائفة لوسائل التواصل الاجتماعي وتستخدمها للاتصال بالضحايا الأميركيين وغير الأميركيين المحتملين. وأهداف هذه العصابات هي الذكور والإناث، كباراً وصغاراً، سواء من ذوي التعليم العالي أم متوسطي التعليم، أي أن جميع الفئات دخلت دائرة أهدافهم.
ولخفض هذا النوع من الجريمة، رأى الخبراء الذين تحدثت إليهم C.N.B.B أنه على شركات وسائل التواصل الاجتماعي أن تبادر إلى تقييد وصول هذا النوع من المجرمين إلى منصاتها والقيام بما هو مناسب للقضاء على الجناة. كذلك رأوا ضرورة إجراء تغييرات تنظيمية من شأنها أن تسمح للمؤسسات المالية بالتواصل حول العملاء المعرّضين للخطر. فقد يقوم بعض الضحايا باستنزاف حساب التوفير لدى مؤسسة واحدة لإرسال الأموال إلى محتال، في حين تظلّ المؤسسة التي تخدم حساب التقاعد الخاص بهم غير مدركة لعملية الاحتيال.