عشبة اكليل الجبل
مركّب مستخلص من عشبة «إكليل الجبل (الروزماري)»، قد يساعد على تحفيز الذاكرة، وبالتالي يُسهم في تطوير علاج جديد لمرض ألزهايمر. واكليل الجبل عشبة منتشرة بشكل كبير في لبنان في الساحل والجبل.
هذا ما أنتهى اليه باحثون من معهد Scripps للأبحاث الطبية الأميركية بهمة باحثين قالوا عن هذا المركب أنه أظهر قدرة واعدة على تقليل الالتهاب وتعزيز الذاكرة، عبر آلية ذكية تستهدف الخلايا المتضررة فقط.
يُذكر أن مرض ألزهايمر يُعدّ اضطراباً تنكسياً عصبياً يؤثر على الذاكرة والتفكير والقدرة على أداء المهام اليومية، وهو ينتج عن تراكم بروتينات غير طبيعية في الدماغ، مثل «بيتا أميلويد» و«تاو»؛ ما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية وفقدان الروابط بينها، وهو السبب الرئيسي للخرف، ولا يوجد له علاج نهائي حتى الآن، لكن الأبحاث مستمرة في تطوير علاجات تبطئ تقدمه، وتُحسن جودة حياة المرضى.
وبحسب المجلة التي نشرت الخبر، فإن الدراسة ركّزت على تطوير وتحليل تأثير مركب جديد مشتق من حمض «الكارنوسيك» الموجود في «إكليل الجبل»، يُسمى «diAcCA»، بوصفه علاجاً محتملاً لألزهايمر. وقد أُجريت التجارب على نماذج فئران مصابة بالمرض فخضعت للعلاج بالمركب على مدار 3 أشهر. وتم تقييم تأثيره على الوظائف الإدراكية والدماغية عبر اختبارات سلوكية وتحليلات نسيجية للدماغ. وقد أظهرت النتائج أن المركب نجح في الوصول إلى الدماغ بجرعات علاجية، ما أدَّى إلى تحسين الذاكرة وزيادة كثافة الوصلات العصبية، وهي الروابط الأساسية بين الخلايا العصبية المسؤولة عن التعلم والتذكر. كما أظهرت التحليلات النسيجية أن المركب قلل بشكل ملحوظ من الالتهابات في الدماغ؛ حيث يتم تنشيطه في المناطق المصابة فقط، ما يجعله أكثر أماناً، ويحد من الآثار الجانبية مقارنة بالعلاجات الأخرى.
وإذا أثبتت التجارب البشرية، في ما بعد، فاعليته، فقد يُمثل هذا المركب المستخلص من إكليل الجبل أملاً جديداً لملايين مرضى ألزهايمر حول العالم، ويمهد الطريق نحو علاج ثوري لأمراض الدماغ والالتهابات المزمنة.