القطار السريع
قوافل الحجيج بدأت تتوافد الى السعودية، استعداداً لأداء مناسك الحج. ولتسهيل رحلتهم الإيمانية، سخّرت المملكة وعلى جاري عاداتها، كلّ سبل الخدمات المتاحة التي تُلبي الإحتياجات وعلى مختلف الأصعدة. ومن جديد هذه التسهيلات، دخول «قطار الحرمين السريع» إلى الخدمة بكامل طاقته بحيث أصبح ضيوف بيت الله الحرام يقطعون هذه المساحة الشاسعة من الأراضي بين المدينَتَيْن المقدسَتَيْن في مدة زمنية لا تتجاوز 135 دقيقة. أكثر من ذلك: فمن لحظة صعود الحجاج على متن القطار وجلوسهم في مقاعدهم، تتوافر لهم مستلزمات الراحة والرفاهية كافة ليتفرّغوا للعبادة والذكر على طول الطريق، حتى الوصول إلى وجهتهم عبر أضخم مشاريع القطارات في الشرق الأوسط، الذي خصص لموسم حج هذا العام 3800 رحلة.
وتتميّز محطتا القطار في مكة المكرمة والمدينة المنورة بموقعيهما الاستراتيجيين وقربهما من المسجدين الحرام والنبوي الشريف. كما يلبي مشروع القطار الطلب المُتنامي لخدمة الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين والزوار، بطاقة استيعابية تبلغ 60 مليون مسافر سنوياً.
في الإطار نفسه، ولو في سياق آخر، فقد أعلن وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج في السعودية، د. عايض الغوينم أن شركات نقل الحجاج الوهمية وما تقوم به من عمليات احتيال في الداخل والخارج، سيتمّ ملاحقتها بعدما حصل رصد وجرى الضبط والإيقاف في دول مثل باكستان، مصر والعراق، موضحاً أن من يقوم بالنصب والاحتيال على الحجاج يدرك تماماً أن المستهدفين لا يمكنهم تأدية الحج وسط كل الاحتياطات الأمنية التي يجري تنفيذها لسلامة الحجاج.
وقال الغويم، توضيحاً، ان من “يرغب في الحج، أن يتقدم من خلال المنصات الرسمية (نسك) لحجاج الداخل، كذلك مكاتب شؤون الحجاج في الدول الإسلامية، ومن خلال منصة (نسك حج) للدول غير الإسلامية»، مرحباً بمن تمكن من الحصول على مقعد لحج هذا العام، وحذر من لم يحصل على مقعد بعدم القدوم لأن العقوبة رادعة، وغرامة تصل إلى 10 آلاف ريال، وترحيل من الأراضي السعودية، ومنع دخولها في حال ضُبط متسللاً لدخول الحج”، مضيفاً: “إن الضوابط على الشركات، مقدمة الخدمة، ستكون في موسم الحج للعام الحالي أقوى مما كانت عليه”، مشدداً على أنه “لن يكون هناك أي تهاون ضمن منظومة الحج بما في ذلك الدخول غير النظامي للمشاعر المقدسة، وسيكون الرد حازماً ورادعاً”. وتوقّع الوكيل زيادة في أعداد الحجاج عما كان مسجلاً العام الماضي، لافتاً إلى قدرة الوزارة والجهات المشاركة التشغيلية والخدمية التي تضمن تقديم الخدمة لأكبر قدر من الحجاج، في ظلّ وجود 400 شركة في كافة التخصصات في تقديم الخدمات ونقل وتقديم الإعاشة.