مي الخليل ربحت الرهان
عاصمتان عربيتان (السعودية ولبنان) وعاصمة أجنبية (أثينا) شهدت السبت والأحد 11 و 12 تشرين الثاني (نوفمبر) تظاهرات رياضية تحت عنوان واحد: “المشي والركض”، مع إختلاف في النوعية والأداء، اذ في ما اقتصرت فعالية الرياض ومدن سعودية كبرى على المشي 30 دقيقة، ضمن مبادرة “إمشِ 30” في نسختها الرابعة وقد شارك فيها آلاف السعوديين من مختلف الأعمار والفئات، ضمن أكبر تجمع صحي رياضي على مستوى البلاد، شهدت أثينا نوعَيْن من الماراتون، أحدهما كبير والثاني متوسط، وقد شاركت في الأخير شركة “فنشرس فارس” بعدد من الإداريين والموظفين تقدمهم مدير العمليات فيها محمد السيد. وكان لافتاً في هذا الماراتون أنه تحوّل الى تظاهرة مؤيدة لفلسطين وغزة ومندّدة بالوحشية الإسرائيلية وما ترتكبه من مجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، مطالبين بوقفها وإعادة الحقوق لأصحابها، مع الإشارة هنا الى أن “فنشرس فارس”، ولدعم الوضع الإجتماعي في فلسطين، افتتحت فرعاً فيها في الضفة الغربية منذ حوالي الشهر، وكنا في “تأمين ومصارف” قد أشرنا الى ذلك في حينه.
ننتقل الى الحدث الرياضي السنوي في لبنان والمعروف بـ “ماراتون بيروت”، لنشير الى أن هذا الحدث الذي يعود ريعه لمرضى السرطان، وخلافاً للتوقعات، انطلق في موعده ولم يُلغَ أو يؤجل، كما اعتقد البعض بسبب الوضع السائد في غزة وفي الجنوب اللبناني. ومع أنه، رياضياً، حافظ على مستواه الدائم، الا أن عدد المشاركين فيه تراجع بشكل ملحوظ. ففيما كان هذا العدد في السنوات الماضية، يصل الى 50 ألفاً، لم يتعدّ الرقم هذا العام الـ 14 ألف شخص، بينهم مئة عداء فقط من جنسيات أجنبية، في ما كان يصل الى 5 آلاف وما فوق في السنوات الماضية. ولولا همّة السيدة مي الخليل، مُطْلِقة هذا الحدث والساهرة والمشرفة عليه، لما كان وصل الرقم الى ما وصل اليه، ولما قيّض لهذا الماراتون أن يحصل.
اللافت هنا أن شركة “التأمين العربية”، وللعام الثاني توالياً، شاركت في هذا السباق عبر 45 موظفاً من دون عائلاتهم، أي ما يصل الى 80 شخصاً، وقد سجّلت السيدة ندى الجسر، المسؤولة التنفيذية بمكتب الرئيس التنفيذي للمجموعة السيد ايلي أنطوان خوري، رقماً قياسياً بحلولها ثانية عن فئة النساء، علماً أنها حلّت ثالثة في سباق الماراتون في العام الماضي، على أمل أن تحقّق المرتجى وهو الوصول الى المرتبة الأولى العام المقبل.
وندى الجسر رياضية من الطراز الرفيع، وقد ربّت أولادها الثلاثة (شابتان وشاباً) على الرياضة في لعبة كرة الطائرة، وبسبب مهارتهم في هذه الرياضة فقد انخرطوا في الفريق الوطني اللبناني.
ندى، وفي دردشة معها، أهدت هذا الفوز لـشركة “التأمين العربية” وللرئيس التنفيذي لهذه المجموعة ايلي أنطوان خوري الذي آل على نفسه منذ تسلّم منصبه، أن يولي المواضيع الإجتماعية والثقافية والرياضية، اهتماماً خاصاً، طبعاً الى جانب اهتمامه الأول بالشأن التأميني وتوفير التسهيلات المطلوبة للمضمونين، سواء بالنسبة للبرامج أو في ما يتعلّق بأسعار البوالص المدروسة. وفي دردشة مع ندى، قالت لنا: “صباح هذا اليوم الإثنين، رنّ هاتفي، فكان إيلي خوري على الخط يُهنّئني بهذا الفوز، متمنياً أن أُحقّق ما أصبو اليه، وهو احتلال المقعد الأول في العام المقبل، علماً أن الشركة وفّرت لي كلّ التسهيلات المطلوبة لناحية الإستعداد لهذا السباق من حيث التمرين وخصّصت لي مدرّباً ماهراً هو روبير بجاني”.
نعود الى مبادرة “امشِ 30” السعودية التي رعاها وزير الصحة فهد الجلاجل، لنقول أن وزارة الصحة في هذه الفعالية طرحت مجموعة من الأنشطة المتنوّعة منها: اختبار ذاتي يقيس مستوى الفرد في ممارسة المشي، مع تقديم حلول علمية للتخطيط والاستمرار. كما تمّ الإعلان عن دراسة ميدانية قيّمت واقع ممارسة المشي بين السعوديين، بالإضافة إلى تدشين مسابقة للاستمرار على مشي 8 آلاف خطوة في اليوم عبر تطبيق “صحتي”. مع الإشارة الى أن الصحة السعودية تسعى من خلال هذه المبادرة، إلى رفع جودة حياة السكان من خلال نشر نمط صحي مُستدام يمثّل ترسيخ سلوك المشي كعادة يومية وكأحد أركانه الرئيسة، حيث أثبتت الدراسات أن ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم يقي من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة حوالي 35%، كما يقي من الإصابة بمرض السكري بنسبة تصل إلى 58%.