الشيخ خالد بن محمد ولي عهد أبو ظبي ود. سلطان بن أحمد الجابر يتفقدان مدينة أكسبو دبي قبل انعقاد المؤتمر
تستضيف “اكسبو دبي” ابتداء من اليوم الخميس (30-11-2023 وحتى 12 ديسمبر المقبل)، وبحضور وفود من 200 دولة وتحت شعار: “نتّحد، ونعمل وننجز”، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28)، في إطار السعي الى إحراز تقدم ملموس بشأن العمل المناخي العالمي، وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الدولية الساعية إلى تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية.
وفي خطوة غير مسبوقة في مؤتمرات الـ COP السابقة، سيشارك أكثر من 70 ألف شخص، بينهم ممثل عن البابا فرنسيس الذي اعتذر عن الحضور لظرف صحي طارئ، فضلاً عن الملك تشارلز الثالث ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إضافة إلى حشد كبير من رؤساء دول وحكومات ووزراء وممثلي منظمات غير حكومية وأصحاب أعمال وصحافيين، حيث سيعكف الجميع على مناقشة مسألة المناخ برعاية الأمم المتحدة.
ووفق بيان وزعته دائرة العلاقات العامة في مدينة “اكسبو دبي”، سيبدأ المؤتمر بمراسم افتتاح، يلي ذلك «قمة القادة» التي تستغرق يومين ويلقي خلالها قرابة 140 رئيس دولة وحكومة كلمات، قبيل محادثات تستمرّ نحو عشرة أيام. يبقى موعد انتهاء المؤتمر غير نهائي، إذ إنّ غالباً ما يتمّ تمديده ليوم أو يومين وأن أعلن أن 12 ديسمبر هو اليوم الأخير لهذه القمة.
وتسعى الرئاسة الإماراتية للمؤتمر لـ “استعادة الزخم اللازم لتحقيق التقدم في العمل المناخي، والوصول إلى إجماع عالمي، وتقديم خريطة طريق لتحقيق تحوّل جذري في نهج العمل المناخي في المستقبل، والوصول إلى مخرجات حاسمة عبر ركائز خطة عمل المؤتمر، وذلك عبر تسريع تحقيق انتقال منظّم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر”.
وتتمثل المهمة الكبرى التي يتعين على البلدان المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP 28) في تقييم مدى ابتعادها عن المسار الصحيح للوفاء بوعودها بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية.
وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي ورئيس مؤتمر الأطراف COP 28 د. سلطان الجابر، أعرب “عن أمله في إيجاد حلول فعّالة وعملية للتحديات المناخية خلال هذه النسخة من مؤتمر المناخ” أضاف خلال مؤتمر صحافي: «لدينا حتى الآن أكثر من 97 ألف مندوب مسجل في المنطقة الزرقاء، وسجلنا أكثر من 400 ألف زائر في المنطقة الخضراء، أن نسخة مؤتمر المناخ في الإمارات هذا العام ستكون الأكثر شمولا على الإطلاق”. تابع: «نشكر جميع الفرق المشاركة في تنظيم مؤتمر المناخ في الإمارات على جهودهم المبذولة»، مشيرا إلى أن لدولة الإمارات بنية تحتية وتكنولوجية، أن عوامل النجاح لمؤتمر المناخ هذا العام تتوافر”. صحيح أن «هناك فجوة كبيرة بين الطموحات والأفعال فيما يخص التحديات المناخية، الاّ أن علينا تقليل تلك الفجوة، كما علينا قبل وضع الأهداف المناخية الكبيرة معرفة الطريق الصحيحة لتحقيقها”. تابع: “لا يمكننا الاستمرار في الحديث عن حلّ المشاكل المناخية دون وضع خطة مالية محددة وميزانية لتحقيق ذلك”، لافتاً إلى أنه “مصمم على إسناد مسؤولية تقييد ارتفاع حرارة الكوكب عند 1.5 درجة إلى جميع الشركات والدول وأصحاب المصالح، اذ حان الوقت لنتحد لمواجهة التغيرات المناخية. ان مؤتمر COP 28 على أتم الاستعداد لاستقبال ممثلي الدول والشركات والقطاعات المختلفة وفئة الشباب وممثلي السكان الأصليين حول العالم”.
وبحسب البيان أيضاً: سيشهد المؤتمر أول حصيلة عالمية لتقييم التقدّم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس للمناخ 2015، ما يتيح محطة مهمة وحاسمة لتوحيد الرؤى والاستجابة للتقارير العلمية، التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030، للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وسيُسهم إنجاز الحصيلة العالمية في تحقيق الزخم اللازم لمفاوضات هذا المؤتمر ومؤتمرات الأطراف المستقبلية.
الى ذلك، يسعى المؤتمر لاستكمال مسيرة الجهود العالمية لمواجهة تحديات التغيّر المناخي، وزيادة التمويل، ورفع سقف الطموحات والالتزامات للبلدان تجاه تحويل تحديات المناخ إلى فرص اقتصادية وتنموية مستدامة، تعزّز الإجراءات العالمية بتخفيف تداعيات التغيّرات المناخية. فضلاً عن أن مهمة رئيسة أخرى للمؤتمر ستتمثّل في إطلاق أول صندوق عالمي للأضرار الناجمة عن التغيّر المناخي، وهو مخصص لمساعدة البلدان التي عانت بالفعل من أضرار لا يمكن تداركها من تأثيرات تغير المناخ مثل الجفاف والفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر. وقد توصل ممثلون من البلدان المتقدمة والنامية إلى اتفاق مبدئي بشأن إنشائه. وستقوم جميع الدول بمراجعة هذا الاتفاق، في الوقت الذي لن يكون هذا الاتفاق نهائيا حتى توافق عليه الدول المشاركة في COP 28.
يُذكر أن المسيرة الدولية لمفاوضات مكافحة التغيّر المناخي بدأت خلال قمة الأرض، التي عقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 1992، وتشكلت عقب هذه القمة الهيئة الرسمية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، بهدف السماح للنظام البيئي بتحقيق التنمية المستدامة، وتثبيت غازات الاحتباس الحراري في إطار زمني. ودخلت الاتفاقية حيز النفاذ عام 1994، وصادقت عليها 199 جهة مشاركة من الدول والمنظمات، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وانطلقت الدورة الأولى لقمة المناخ COP 1 في مدينة برلين الألمانية عام 1995، وعقب ذلك تقرر عقدها سنوياً.
يُذكر ان الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ، تفقّد مدينة «إكسبو دبي»، مقر مؤتمر الأطراف قبل انعقاد المؤتمر واطلع على جاهزيته خلال جولة قام بها في مختلف أقسام الموقع وفي تصريح له أكّد أنَّ استضافة الإمارات هذا الحدث الذي يجمع قادة السياسة والأعمال، والمنظمات غير الحكومية، والخبراء، تُسهم في عملية صُنع السياسات التي تدعم تحقيق أهداف الاستدامة وتدفع النمو الاقتصادي المستدام، ما يتماشى مع رؤية عام الاستدامة في الدولة”.
وكان رافق رافق سموّه، خلال الزيارة، كلٌّ من: د. سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف (كوب 28) رئيس مجلس إدارة شركة «مصدر»، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، الرئيس التنفيذي لسلطة مدينة إكسبو دبي، الفريق طلال حميد بالهول الفلاسي، مدير عام جهاز أمن الدولة في دبي، محمد عبدالله الجنيبي، رئيس الهيئة الاتحادية للمراسم والسرد الاستراتيجي، سيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وأنجيلا مجلي، وعددٍ من أعضاء اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للمؤتمر.
الى ذلك، فإن أساتذة الجامعة الأميركية في الشارقة سيشاركون في مجموعة من الجلسات الحوارية والنقاشية خلال المؤتمر وسيقدمون مساهماتهم البحثية والحلول الرائدة والتوجهات الفكرية التي تسهم في الحوار العالمي حول تغير المناخ، استنادًا على خبراتهم في مجالات الاستدامة وعلوم البيئة وتغير المناخ خلال المؤتمر. وتأتي هذه المشاركات بناءً على التزام الجامعة بمعالجة تحديات المناخ، ومواءمة جهودها مع استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة للحياد المناخي 2050، وتعزيز العمل الجماعي الذي يهدف إليه المؤتمر لتحقيق نتائج مستدامة من خلال التعليم. ومن بين المشاركين في المؤتمر، الدكتورة فاتن سمارة أستاذة علوم الأحياء والكيمياء والبيئة من كلية الآداب والعلوم في الجامعة، والتي تنظم وتدير حلقات نقاشية على مدى خمسة أيام خلال المؤتمر. وفي حين أنها سوف تتناول التدخلات المناخية المؤثرة من خلال الابتكارات التحويلية في قطاع التعليم والفرص والإمكانيات لدمج الإجراءات التي تخدم المناخ والتنوع البيولوجي خلال جلسات مختلفة، فهي تركز بشكل خاص على دور البحث العلمي وشبكات البحث في التعاون في مجال تغير المناخ وتعليم الشباب، حيث تسلط الضوء عبر الجلسة التي تنظمها بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة وجامعة أبوظبي وجامعة أم القيوين، على دور التعليم في تسريع الأبحاث والاكتشافات في المجالات المتعلقة بتغير المناخ والاستدامة، وعلى مساهمة الأبحاث في تعزيز المعرفة بالعمل المناخي بين الشباب. كما تنظم الدكتورة سمارة وتدير جلسة بالتعاون مع شبكة أبحاث تغير المناخ التابعة لوزارة التغير المناخي والبيئة، حول تحليل الفجوات في أبحاث تغير المناخ في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تجمع خبراء المنطقة في أبحاث المناخ ودراسات تغير المناخ لمناقشة التحديات والتقدم في أبحاث تغير المناخ. ويشارك في هذه الجلسة أيضًا أعضاء من الهيئة التدريسية في الجامعة الأميركية في الشارقة هم الدكتورة إيفون بيجارانو، أستاذ مساعد في علوم الأحياء والكيمياء وعلوم البيئة، والدكتورة يوتينج وانج، أستاذ ورئيس قسم الدراسات الدولية، والدكتور عادل التميمي، أستاذ الهندسة المدنية.
يُذكر أن الدكتورة نوريتا أحمد، أستاذة نظم المعلومات وتحليلات الأعمال ومديرة مركز الابتكار في التدريس والتعلم في كلية إدارة الأعمال، جلسة حول تصميم المناهج والتعليم من أجل التنمية المستدامة، فضلاً عن مشاركتها في ورشة عمل مع مكتب اليونيسف للابتكار تركز فيها على تطوير المهارات المستدامة لدى الأطفال والشباب المتعلمين باستخدام نهج التعلم القائم على الألعاب. كما أنها عضو في لجنة تحكيم مبادرة مصدر العالمية “الشباب من أجل الاستدامة”، والتي تعد جزءًا من برنامج مدته أربعة أشهر للشباب يهدف إلى تسريع تطوير 10 حلول مبتكرة يمكن أن تساعد في معالجة قضايا المناخ والطاقة الأكثر إلحاحًا.
كذلك تشارك الدكتورة مي زكي، أستاذ مشارك في دراسات اللغة العربية والترجمة والمدربة المعتمدة في جمعية تصميم التعلم والتعليم من أجل التنمية المستدامة، مع الدكتورة أحمد في مناقشة تصميم المناهج والتعليم من أجل التنمية المستدامة، والتي وصفته بموضوع “شامل” يغطي جميع مجالات التعليم” لأنه يمكن ترجمته مباشرة على شكل تحسينات في المناهج الدراسية، مما يضمن توافق البرامج التعليمية مع أهداف وتحديات الاستدامة العالمية الحالية”. كما يشارك الدكتور فادي احمد العلول، عميد كلية الهندسة في الجامعة، في المائدة المستديرة للاستدامة التي نظمتها شنايدر إلكتريك حول تحفيز إزالة الكربون: التكنولوجيا الرقمية والاستراتيجية، حيث يناقش التحديات والفرص الرئيسية لطلبة الهندسة والمهنيين في المساهمة في جهود إزالة الكربون في الشرق الأوسط وخارجه وكيف يمكن للمؤسسات الأكاديمية أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون بين الطلبة والصناعات لمواجهة التحديات التقنية لإزالة الكربون. بهذا الصدد قال: “نحن نعمل على تغيير أسلوب تفكير وعقلية الطلبة ونشر ثقافة تجعلهم يفكرون في الاستدامة في كل ما يفعلونه، مما يعني اكتساب فهم أفضل لتغير المناخ وتأثيره وتحدياته، فهذا هو دورنا بصفتنا مؤسسة تعليمية. كما أننا نعمل على مواجهة تحديات في الانتقال نحو الطاقة المستدامة عبر بحوثنا، فنحن في الجامعة الأمريكية في الشارقة منخرطون في أبحاث متعددة الأوجه لفهم الأبعاد العديدة لهذا التحول وتطوير المنهجيات التي تدمج الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لإنشاء أطر شاملة لاعتماد الطاقة المستدامة. تستمر كلية الهندسة في شراكتها مع شنايدر إلكتريك في تعزيز الجهود والممارسات المستدامة من خلال تقديم تدريب لطلبتنا ودعم المبادرات البحثية المتطورة، ويسعدنا أن نساهم في حوار المناخ العالمي في كوب 28”.
وتتواجد الجامعة أيام 10 -12 ديسمبر في مركز التعليم الأخضر – (Earth)، من أرض زايد، الذي تستضيفه وزارة التربية والتعليم في المنطقة الخضراء بالتعاوُن مع الشراكة من أجل التعليم الأخضر بأمانتها الموجودة بمنظمة اليونسكو، حيث يمكن لزوار مؤتمر كوب 28 أيضًا التعرف على برامج الاستدامة في الجامعة الأمريكية في الشارقة والاطلاع على أعمال الطلبة والأساتذة البحثية، بما في ذلك الأعمال البارزة لكرسي أستاذية دانا غاز في الهندسة الكيميائية والبيولوجية، وكرسي أستاذية أبحاث بتروفاك في الطاقة المتجددة وكرسي أستاذية رياض صادق في الهندسة المدنية في الجامعة. كما تسلط الجامعة الضوء خلال المؤتمر على برامجي الدكتوراه في العلوم والهندسة الحيوية، وعلوم وهندسة المواد، فضلًا عن مراكزها البحثية الثلاثة التي أنشأتها حديثًا وهي مركز أبحاث الطاقة والمياه والبيئة المستدامة في كلية الهندسة، ومركز ريادة الأعمال والابتكار والتنمية المستدامة في كلية إدارة الأعمال، ومركز أبحاث المواد في كلية الآداب والعلوم.
يذكر أن طلبة الجامعة سوف يشاركون في عدد من الجلسات النقاشية خلال المؤتمر يتناولون فيها بعض أهم القضايا الأساسية للشباب في جناح بنك أبوظبي الأول في مركز تمويل المناخ، بدءًا من طموحات الشباب للعمل المناخي، وتأثير المناخ على الثقافة والهوية الوطنية، والقلق البيئي في ظل أزمة المناخ، إلى المدن الذكية ورؤى شباب دولة الإمارات حول الدروس المستفادة من مؤتمر الأطراف كوب 28. كما يشارك طلبة الجمعة في نسخة خاصة من “منتدى الشباب العالمي ” تحت شعار: “تمكين الشباب من أجل الاستدامة “، والذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، بمناسبة عام الاستدامة.