كوفيد وتأثيراته في الدماغ
بحسب نتائج بحث أجري في السويد، فإن استخدام تقنية جديدة من التصوير بالرنين المغناطيسي، كشف عن اختلافات في بنية أنسجة المخ بين المرضى الذين يعانون الأعراض المستمرة بعد «كوفيد – 19»، مقارنةً بالأصحاء.
في هذا البحث أيضاً: “أن معظم المصابين بـ«كوفيد – 19» يتماثلون للشفاء خلال أسابيع، لكن بعض المرضى ربما تنتابهم أعراض مستمرة للمرض تُعرف بمتلازمة «كوفيد طويل الأمد» التي تسبّب أعراضاً أبرزها ضيق التنفس والتعب وضباب الدماغ، وقد تستمر لأشهر بعد الإصابة بالفيروس لأول مرة.
ولرصد تأثيرات المرض على الدماغ بشكل أكثر دقة، أضاف الباحثون في دراستهم نوعاً جديداً من التصوير بالرنين المغناطيسي، يسمى التصوير بالرنين المغناطيسي المنتشر المتقدّم. وكانوا مهتمين بشكل خاص برصد المادة البيضاء في الدماغ التي تتكّون بشكل أساسي من محاور عصبية مهمة جداً لنقل الإشارات بين الدماغ وبقية الجسم.
لقد أوضح الباحثون أن هذه التقنية الجديدة حساسة للغاية، وتسمح باكتشاف التغييرات التي تطرأ على المحاور العصبية، لذلك استخدموها لدراسة تأثيرات «كوفيد – 19» المستمرة على الدماغ، والتي قد لا تلتقطها تقنيات التصوير التقليدية الأخرى.
وخلال الدراسة، استخدم الفريق التقنية الجديدة المشار اليها لفحص أدمغة 16 رجلاً دخلوا المستشفى بسبب حالات حادة من «كوفيد – 19»، وما زالوا يعانون الأعراض المستمرة بعد 7 أشهر من الإصابة الأولى، ففُحصت أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي والرنين المغناطيسي المنتشر المتقدّم، وقورنت النتائج مع 16 من الأصحاء الذين خضعوا للفحص عينه، ووجد الباحثون اختلافاً كبيراً بين المجموعتين في بنية المادة البيضاء بالدماغ. فما هي هذه التغييرات؟
تشير التغييرات كما ورد في البحث الى مشكلات مثل “الوذمة الوعائية” التي تؤدي لتلف الخلايا والألياف العصبية، وزوال الـ Myéline المادة الدهنية التي تحوط بالألياف العصبية وتساعد على نقل الإشارات العصبية بسرعة وكفاءة، وقد تكون هذه التغييرات عاملاً مساهماً في تنوّع أعراض الجهاز العصبي المركزي التي يعانيها مرضى كوفيد طويل الأمد. ولا شك أن الدراسات المقبلة، ستأتي بالمزيد من الحقائق العلمية والطبية وربما… المفاجآت.