الرئيس احمد الشرع يتقدّم الحضور
أعمال «منتدى الاستثمار السوري – السعودي 2025»، انطلق في القصر الرئاسي السوري، بحضور الرئيس أحمد الشرع، ووزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح ، إلى جانب عدد من المسؤولين السوريين ونخبة من رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين، فضلاً عن 120 مستثمراً سعودياً.
تأتي هذه الخطوة ذات الدلالات الكثيرة، بناءً على توجيهات ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تأكيداً على دعم المملكة لجهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية في سوريا، وتعزيز الشراكة الاقتصادية المستدامة بين البلدين.
ووفق وزير الصناعة السوري نضال الشعار الذي افتتح المنتدى متحدثاً عن العلاقات الأخوية والتاريخ المشترك بين دمشق والرياض، سيصار إلى توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية تقارب 24 مليار ريال (6.4 مليار دولار)، كما سيتم انشاء مصانع جديدة للأسمنت في سوريا، موضحاً أن “الاستثمار سيكون في العديد من المجالات”، كاشفاً أن “هناك استثمارات سورية في السعودية تصل إلى نحو 10 مليارات ريال”.
يُذكر هنا أن وزارة الاستثمار السعودية أكدت في بيان لها، أن الهدف من هذا المنتدى، هو تفعيل دور القطاع الخاص السعودي في دعم الاقتصاد السوري، من خلال تنظيم عدد من ورش العمل وحصر الشركات السعودية الراغبة بالاستثمار في سوريا، إضافة إلى بحث فرص التعاون في قطاعات متنوعة، وعلى هذا الأساس تضمّن برنامج المنتدى لقاءات ثنائية موسعة بين رجال الأعمال السعوديين والسوريين، وورش عمل متخصصة لبحث سبل تعزيز الشراكة في القطاعات الحيوية، كما شهد توقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين شركات ومؤسسات من الجانبين، بقيمة إجمالية تُقدّر بمليارات الدولارات.

ورأى خبراء سياسيون واقتصاديون معاً أن الخطوة السعودية تعكس تحوّلاً هاماً في العلاقات الاقتصادية بين سوريا والمملكة العربية السعودية، وتفتح آفاقاً جديدة نحو تعاون اقتصادي طويل الأمد يخدم مصلحة الشعبين، وأن الشعب السوري بالدرجة الأولى كون دمشق، كما وصفها البعض، “عطشى للإستثمارات” بسبب الدمار الكبير الذي خلفته الحرب. ولفت البعض أن التحضير للمنتدى وانعقاده هو بمثابة شارة البدء بإعمار سوريا وبداية نهضتها وتعزيز شراكاتها مع الدول العربية، وفي مقدمها السعودية.
يُشار الى أن تكلفة إعادة الإعمار في سوريا، بحسب بعض التقارير قد يصل الى 400 مليار دولار، بينما الأرقام الرسمية تقدر التكلفة بـ600 مليار دولار؛ بسبب الحرب التي استمرت نحو 14 عاماً وخلّفت دماراً كبيرًا في مساحات واسعة من البلاد. وبات معروفاً ان السعودية بذلت جهوداً دبلوماسية رفيعة المستوى، خصوصاً مع الرئيس الأميركي ترامب الذي رفع تلك العقوبات اثر زيارته الأخيرة للرياض.

على هامش هذا المنتدى، يشار الى أن “من المشاريع المطروحة للإستثمار، بناء مطار جديد في دمشق بطاقة استيعابية تبلغ 30 مليون مسافر سنوياً”، كذلك تأهيل مطار حلب”، وفق رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عمر الحصري.