حسام خطاب
الباحث والخبير الأردني والمالي التكنولوجي (MBA) حسام خطاب، تناول في مقال له نُشر في صفحات موقع LinkedIn موضوعاً عنوانه “التهرب الضريبي والذكاء الصناعي”، استناداً الى إدارة الضرائب في نيويورك التي بدأت تزيد من إحكام قبضتها على المتهربين ضريبيا، بفضل الذكاء الصناعي، علماً أنها، كما كتب، قلّلت عدد المدققين بنسبة 5%، وبالمقابل، ازاددت عدد الحالات المدققة ضريبيا بنسبة 56% في العام نفسه.
وفي التفاصيل يقول الكاتب الإختصاصي بهذا الشأن أن “تحصيل الضرائب ومكافحة التهرب الضريبي زاد جدية في ولاية نيويورك خلال الشهور الأخيرة، وكانت الفئات المستهدفة تحديدا العاملون عن بُعد ومن غيروا مكان إقامتهم مؤخرا”، مضيفاً أن “عدد الحالات المدققة ضريبيا مقارنة بالعام الماضي، زاد بنسبة 56%. وفي ذات الوقت، ذاته انخفض عدد المدققين انخفض بنسبة 5%، اعتماداً على الذكاء الإصطناعي، كما أسلفنا سابقاً”.
ويقول الكاتب أن إدارة الضرائب ركّزت على فئتين، الأولى من غيَّر مكان إقامته، والثانية من يعمل عن بُعد والسبب أنه خلال جائحة كورونا حوّل العديد من الأثرياء أماكن إقامتهم من الولايات ذات الضرائب المرتفعة مثل كاليفورنيا ونيويورك، إلى الولايات ذات الضرائب المنخفضة مثل فلوريدا وتكساس. ويجري التدقيق بمداخيل هؤلاء استدعت سواهم، علماً أن الولايات التي انتقلوا منها يعتقد القيّمون عليها بأن “تغيير مكان الإقامة كان مؤقتا أو غير حقيقي، أي هو مجرّد إجراء شكلي للتهرب من الضرائب”.
ويمضي الكاتب قائلاً: أن “المدققين يستعينون بوسائل الذكاء الصناعي، ويتحققون من سجلات مكالمات الهاتف للتأكد من أين أمضى المشكوك بأمره معظم وقته. أما العاملون عن بُعد، فإن ولاية نيويورك ترى بأن العامل لو جرى توظيفه من شركة مقرّها أو مكتبها في نيويورك، فعليه دفع الضرائب بغض النظر عن مكان إقامته. ناهيك عن أن بعض الأثرياء غير مكان إقامته، ومع ذلك ما زالوا يحتفظون بأماكن سكن مملوكة أو مستأجرة بأسمائهم في نيويورك. لذا، ومن أجل الغايات الضريبية، هم فعليا لم ينتقلوا من نيويورك. وهنا تظهر وجهة النظر المقابلة، بأن الأثرياء قادرون على تملك عقار وتأثيثه في أكثر من مدينة بنفس الوقت؛ مما يتطلب التحقق أكثر من كل حالة.”.
يختم حسام خطاب مقالته بالقول: ” الذكاء الصناعي يساعد في تجميع البيانات من شتى المصادر وتحليلها، ومن ثم التنبؤ بالموظفين ذوي المخاطر الأعلى من غيرهم أو من احتمالية تهربهم من الضرائب أعلى ممن سواهم. بعدها تتم مراسلتهم طلبا لتعزيزات أو وثائق إضافية.. ان الاستعانة بوسائل الذكاء الصناعي، تساعد في تقليل الوقت اللازم للمراجعة وزيادة حجم العينات، وتقّلل حجم المصادر المطلوبة لإتمام العملية. قد يكون من المهم الإقرار بأن ما تمّ إنجازه أو استغلاله أقرب إلى تحليل البيانات ولكنه يمثل الخطوات الأولى في استغلال الذكاء الصناعي، في مجال التهرب الضريبي”.