الطبيب عندما يكون طبيبا…
د. غالب خلايلي
عندما فكّرت بالجزء الثالث (الظلم الصحّي للفقراء، والصمت العالمي المريب)، رأيت أن الخوضَ في الفكرة ليس سهلاً، لكن القارئَ سوف يكتشف بعد قليل أنه يعرفُ الكثير. وفي الختام أصحّحُ النظرة إلى الأطباء (1و2).
الثالوث المرعب (الفقر والجهل والمرض):
كان أحد الموضوعات المُستَنهِضَةِ لتفكيرنا صغاراً هو: ثالوث الجهل والفقر والمرض (3).
والجهلُ هو أبو الأمراض جميعِها، فـ “بِبَـذْرِه وزراعتِه وتخصيبِه” يحصد البشر شرّ العلل. وقد جذب نظري موضوع عنوانه (الظلم الصحي -4) يتحدّث عن أهمية العوامل الاجتماعية والبيئية (مقارنة بالعوامل الحيوية والوراثية) في إصابة الناس بالمرض. هذا الموضوع حسمتْه دراسةُ المُحدّدات الاجتماعية Social Determinants لمنظمة الصحة العالمية، عندما رأت أن طفلةً تولد في اليابان، يزيد متوسّطُ عمرها 42 عاماً عن طفلة تولد في أفريقيا، وأن طفلاً يولد في حي ثريّ في غلاسجو الأسكتلندية يعيش أطولَ 28 عاماً ممن يولد في حي فقير مجاور. نعم، الفقراء يمرضون لعدم توافر الرعاية الصحية، لكن اختلاف المَراضة والوفيات Morbidity & Mortality لا يُفسَّر في دول تساوي صحياً بين الناس (نظام NHS البريطاني مثلاً)، ولا في دول متقدمة تقنياً (أميركا مثلاً)، حيث ما زال الفقراء في البلدين يعانون أكثر، ويشيع عندهم:
· التوتر والاكتئاب والقلق المزمن والخوف من المستقبل (وحالة سمّاها الكاتب: القرف المستمر).
· التدخين والمخدّرات الرخيصة ذات الآثار السلبية الخطيرة.
· شراء أغذية رخيصة تفتح أبواب السّمنة وانسداد الشرايين والجلطات، ويزيد وبالها عدم التريّض.

هذا يعني أن مستويات الدخل والتعليم والثقافة هي أهم المحدّدات، ومن ثم فإن تدنّيها يقصف الأعمار. هو ظلم صحي في ظلام اجتماعي، أكبر المشكلات على مرّ التاريخ، حيث الاستعباد المهين لفئات من البشر تجد نفسها فئران تجارب حربية ودوائية…، فتبقى مكشوفةً فقيرةً مهما عملت واجتهدت وناضلت.
بين الحبّ والحرب:
لم أسمعْ، في ستة عقود ونصف، عن شيء أكثر من الحروب التي لا تتوقّف وتجّارها الشياطين. وما النتيجة؟ شرّ مستطير، أبلغنا عنه مبكراً جدا النجديّ زهير بن أبي سلمى (520-609 م)، يوم قال:
وما الحربُ إلا ما علمتمْ وذقتمُ وما هو عنها بالحديثِ المرجَّمِ
فتعرككم عركَ الرّحى بثِفالـــها وتلقَحْ كشافاً ثم تُنْتـَـــجْ فتُتـْـئِمِ
والمعنى أنه لا يمكن الرّجم بالغيب حتى نعرفَ بلايا الحرب، وتأثيراتها المرعبة في حياة البشر الذين يطحنون برحىً نشطة كأنها الناقة تحمل كل عام ولا ترتاح، فتنجب بدلاً من الحُوار توأمين.
لكنّ الطُبّ والحبّ غير الحرب: ففي الطُب نرى حالاتٍ لا يمكن للعاقل إلا أن يقف إجلالاً واحتراماً للأطباء الذين يبذلون كل جهد طيّب من أجل تحسين الحياة لأصحابها، بأية نسبة مئوية ممكنة، إذ يعدّون التحسّن – ولو بنسب ضئيلة – نصراً مؤزراً. ترى الأطباء يتعبون من أجل شفاء العلل التي توجع الناس، وتقضّ مضاجعهم، وهذا هدف نبيل جداً، لأن حياة البشر تصبح جحيماً لا يطاق مع الأوجاع، وأدنى هدف هو تسكين الآلام، أما أعظمها فهو السعي إلى الشفاء، دون أن ننسى التكاليف الضخمة.

فإذا أخذنا حالة قلبية خاصة مثل زُرقة الوليد، فإنّ تدخلاً دوائياً من طبيب خُدّجٍ متمكّن، أو تدخّلاً جراحياً إسعافياً من جرّاح قلب ماهر، ينقذ الحياة، ليبدأ بعدئذ عمل طبي جراحي دؤوب، يأخذ سنواتٍ من العمر، وكل خطوة تقرّب الطفل من زملائه، فإذا هو – بعد حينٍ – طفل طبيعي أو أقرب إليه، يمارس حياته كالآخرين. كم هذا رائع! وكم من طفل وُلِدَ بتشوّه قصبي، فإذا هو مختنقٌ، ويبقى عليلاً حتى تتلقّفَه يد جراح عظيم، هو أحد ملئكة الرحمة بلا شك، ليبدّل كل مرّة من إنذار المرض نحو الأحسن، فإذا بالطفل بعد سنوات طبيعي تماماً.
وقد يسأل بعضهم: لماذا خلال سنوات؟ والجواب هو أن الأنسجة التي أُصلحت تحتاج إلى وقت حتى تترمّمَ، وحتى يكبرَ الطفل فتكبر أحشاؤه معه، ومن ثم فإنه قد يحتاج إلى تدخل جراحي ثانٍ وثالثٍ ورابع، لكنْ كم من السرور والبهجة للأهل والجرّاح عندما يرون جميعاً ذلك الطفل الذي كان شديد الاعتلال وقد أصبح طبيعياً، ينمو ويلعب ويضحك ويتعلم، ثم يكبر ويتزوج وينجب!.
وفي طب الجراحة والتجميل يعالج الأطباء التشوّهات الناجمة عن الحروق والكسور، سواء أنجمت عن الحوادث، أم القصف الجوي. وهنا ترى مسرح الأطباء خليّةَ النحل، كل يقوم بواجبه في إنعاش المرضى، بالانتباه للنبض والضغط ووظائف القلب والرئة والكلى والكبد والدماغ، وتجبير كسورهم، وخياطة جروحهم، وتسكين آلامهم، فإذا بهم يعيدون، بعد تداخلات متعدّدة، البسمة إلى وجه من فقدها.

ولا ننسَ هنا الدور المهم للاختصاصات غير الجراحية التي تعتني بالعلامات الحيوية والأمراض غير الجراحية، مثل قصور الكُلى والقلب والكبد، والأمراض الطارئة كالإنتانات الشديدة في الرئة أو السحايا، والتجفاف الخطير (نقص السوائل والأملاح) أو ارتفاع سكر الدم، وهذه تتطلب أطباء فنانين، فدائيين أحياناً (كهرباؤهم عالية)، يعجلون بإنقاذ المريض، ثم السير به رويداً رويداً إلى جادة السلامة، في عمل دؤوب يستغرق ساعات، قد تصل مع المتابعة إلى الأيام بل الأشهر.
وأنت تتابع الأطباء يعملون بكل إخلاص بلا كلل ولا ملل، يتركون عائلاتِهم ومتعَهم، ويبقون مع المريض سنوات أحياناً حتى يحسّنوا إنذاره، ترى المجرمين العتاة يدمّرون حياة الأبرياء الأصحاء بالآلاف، ليقتلوا أو يحرقوا ويكسروا ويشوّهوا، مما يحتاج إلى كوادر ضخمة من الأطباء والعتاد، وتلالاً من المال.
ولك أن تقارن أيها القارئ العزيز بين من يعمل كل حياته ليحسّن حالة عدد محدود – مهما كثر- من البشر، وبين من يشوّه أو ينهي حياة عددٍ غير محدود منهم في تصرّف فظيعٍ لا يستغرق أحياناً سوى ثوانٍ. أليست تلك مفارقة هائلة؟ إنها الفرق بين الحب والحرب.

جشع الشركات والبشر عموما:
ليس عدلاً أن نتحدث عن الجشع في الطب دون أن نذكر الجشعَ المرعبَ في الحياة، حيث ينهش الناس لحمك وعظامك ما لمسوا منك ليناً وشفقة أو ضعفاً حالهم حال ما يسمى الاستعمار البغيض. ترى ذلك عند التاجر الذي ينهش الزبائن، وعند أصحاب المُلك الذين يؤجّرون عقاراتهم، بل عند بعض المستأجرين الذي لا يكلّون ولا يملون من المناورة والكذب والاستعطاف خاصة الأغنياء منهم وأصحاب المصالح الكبيرة. هذا ينسحب على دولٍ يسود فيها الفساد، من أعلى هرمها إلى أسفل سافليها، لتنهار منظومة الأخلاق، ويحدث أي شيء.
ولا بد أن نعطف على تجار الأدوية الأباطرة (وسبق أن تحدثنا عنهم بإسهاب، وعن تحكّمهم حتى بالدراسات العلمية)، وتجّار العلم (المؤتمرات الطبية) منذ أن برز شيء يسمى التعليم الطبي المستمر CME، الضروري لتجديد التراخيص، هؤلاء الذين يبتزون الأطباء والممرضات وشركات الأدوية، كما
الحشرات تمصّ دماء البشر، في مؤتمرات كرنفالية عجيبة تعرض فيها حتى سيارات السباق والدراجات النارية الفخمة.
جشع المرضى مع الأطباء:
ليس عدلا أيضاً ألا نتطرّق إلى جشع المرضى المقتدرين والمحتالين، الذين يستخسرون أي مبلغ يعطونه للطبيب (إذا أعطَوا)، إذ تعوّدوا الأخذ، ناهيك عن الذين يقطعون أيديهم ويشحدون عليها. ومثل هؤلاء ليسوا ندرةً في معظم المجتمعات العربية، ولا أدري حال الغربية، وإن كنت أظن بعدلها. والأدهى أن يستكثروا حتى كلمة شكر لطبيب خدمهم بعيونه وتعب من أجلهم في تفاصيل معقدة كان يمكن أن تتعبهم كثيراً. هذا أمرٌ أشرت إليه سابقاً، وهو موضوع متجدد، إذ يشعر بعضهم المنتفخ المتجبّر أن الديكة لم تصحْ إلا لتوقظَه وحدَه، وأنّ الشمس لم تشرق إلا كي تداعبَ بشرته، وأن الآخرين ما خُلقوا إلا ليخدموه، ومن ثم يشرّف الطبيب أن يلامس بسمّاعته جلدَه، ويدبكَ فرحاً على دقّات قلبه، ويرقصَ على “موسيقى شخيره” التي يستحسن أن توزَّع نغماتٍ على الهواتف الذكية.

يبرز الجشع أيضاً في تقدير قيمة التقرير الطبي، فكثيراً ما يحصل أحدهم على بُغيته ثم يمشي غير مقدّر قيمة الوقت والجهد، إذ يظن أن كتابة تقرير أمر سهل، ولا يحتاج إلا إلى الإمساك بالقلم، أو الجلوس إلى الحاسوب. هذا بالتأكيد منافٍ للحقيقة، إذ يجدُ معظمُ البشر عَنَتَاً في كتابة سطرين. ولمن لا يعرف، فإن أي تقرير يأخذ من الوقت ما لا يقل عن نصف ساعة، وقد يصلُ إلى ساعتين أو حتى إلى أيام.
توقيت الزيارة المنزلية وثنائية الطبيب الجوعان والبطران:
وفي الزيارات المنزلية، يستكثرُ بعضهم أن يُعطى الطبيب أجرَه (مع أن أي زيارة تأخذ بين الساعة والساعة والنصف)، وقد يفاصلُه أحدهم في بيته الفاخر كأنه في سوق البصل أو المواشي، ليقلّلَ من المبلغ ما أمكنه، وهذا بالطبع لا يشبه حالة المريض الذي ذكرناه في الجزء 1، وقام الطبيب بتمزيق وصفته. لا يمكن للطبيب الحرّ النبيل أن يمزّق وصفة مهما كان الموقف كما يفعل زملاء بزملائهم أحياناً، ويا للعار!.
أما من حيث التوقيت، فكثير من الأهل يفرضون أن يأتي الطبيب إليهم في أصعب الأوقات، عصراً مثلاً (وقت استيقاظهم!) أو ليلاً، فبعضهم لا يحسب أصلاً أن للطبيب وقتاً، ولو كان على نوم أو مرض أو سفر، فهو وكلّ وقته ملكُهم كما يعتقدون. فإن قبِل الطبيب، واضعاً الإنسانية في المقام الأول، قالوا: جوعان، ومن ثم يُستَغَلّ أكثر، وإن عزّت عليه كرامتُه ورفض (إن كان يستطيع الرفض): قالوا: شبع، وبطر على النعمة.
مضحك أيضاً أن هذا الصنف من البشر، يفهم كل شيء عن أي شيء (الطب، السياسة، الاقتصاد…)، وكم هو محزن التعامل مع هؤلاء الذين يفكرون بانتقاص حق الأطباء، والتعالي عليهم. ربما هذا هو ما يجعل بعضَهم قاسياً.
الأطباء النبلاء.. وفن الكتابة:
ليس الأطباء كلّهم لصوصاً كما قد يُفهم من الشاعر الذي لم نذكر اسمه في الجزء الأول. لقد أغفلتُ عن قصد اسمه، كيلا يوحي باسم الطبيب المهجو، وأنا لا أريد التعرض للأسماء بقدر أخذ العِبر من الفِكَر، علماً أن القصة ليست من ذاكرتي بل هي منقولة عن زميل عزيز حفظ الله له ذاكرته الوقادة.
وللتوضيح: فإن مسألة الكتابة مسألة حسّاسة جداً وفنّ لا يجيده كثيرون، والأدهى –مع قلة القراء- ألا يفهمه كثيرون. وعنّي، فأنا كاتب دقيقٌ جداً وواحدٌ ممّن يتمعّنون بكل كلمة، فلا يرمي الكلام على عواهنه منذ وعيت الكتابة (قبل نحو أربعة عقود)، وأرى من واجبي الكشف – ما أمكن – عن أماكن الخلل حتى في مهنتي التي بتّ أتحسّر على الوافدين الجدد إليها، كيف ستكون حياتهم وحياة مرضاهم في الأجواء التي ذكرتها. هذا بالطبع قد يخلق عداوات، ولكن الكاتب ما وجد كي يمسح الجوخ للبشر والزملاء. إنني أروي القصص كما تحدث كأنها عين الكاميرا، لا أختلق، ولا أزيد حرفا، وإن كنت أخفّف الوطء، لأن بعض القصص مرعبة ولا تروى. وعلى هذا أخفي الاسم والاختصاص والجنس والمكان وربما الزمان بحيث لا
يتعرّف القارئ إلى الشخص المقصود، فليست الغاية هي التشهير، وإن كان بعض الأطباء يستحقون أقصى العقوبات، ووسم اليد اليمنى كما علمنا التاريخ، وإن كان هذا ليس شأني في النهاية. وكما ذكرت في ختام الجزء الأول، فإن كتب الأستاذ إبراهيم حقي (1920-2023) رحمه الله، وكذا ذاكرة ابنه الدكتور منقذ، مليئة بقصص موجعة جدا، مما يدلّ على أن موضوع الجشع قديم متجدد.
إن لي نظرتي (بصفتي الطبيب الأديب) في تقييم المواقف، وتحليل الكلمات بطريقة لا تخطر على بال القارئ العادي، وأستطيع – بعد طول خبرة – معرفة الغثّ من السمين. لهذا لا يصحّ مسح الذقون بخصوص أخطاء كبيرة على أساس أنها صدف عابرة، أو أن صاحبها صديق فلان أو مدعوم من قبل علان، فالصداقة قد لا تعبر عن حقيقة الصديق الذي لم يُختبر حقيقة، وأنا أومن أن الإناء ينضح بما فيه من مسك أو عفن، ولا يمكن للمرء أن يتصنّع طويلا، ولا بد أن ينكشف معدنه.
كلمة حق بحق الأطباء المكافحين:
يعيش معظمنا في أجواء لا تخدم الطبيب ولا المريض، فيعانيان معاً، في قَدَرٍ أرجو أن يتغير، وكان الله في العون. وتبقى كلمة حق يجب قولُها: وهي أن معظم الأطباء يبذلون جهوداً صادقة من أجل علاج مرضاهم، ولكنّ (التفاحة الفاسدة تفسد صندوق التفاح) كما يقول المثل. ومع ذلك يجب ألا نثق بكل كلمة تقال (منوّهين إلى فوضى الكتابة في الوسائط الاجتماعية التي تخلط الحابل بالنابل بشكل مدمّر)، فهناك أناسٌ دائمو التذمر والشكوى (والشتم أحيانا)، لا يعجبهم شيء في الحياة، لتأتي الكلمات كاللكمات نتيجة انفعالات بحقّ أطباء شرفاء، سمعت ذلك كثيراً عن أطباء أثق بهم، وسمعتُ العكس عن أطباء جشعين.
إننا نشهد يومياً تضحيات أطباء يقدمون الغالي والنفيس في سبيل إنقاذ مرضى في ظروف رديئة جداً، لا يضمن فيها حتى أن يعيش الطبيب، أو المريض بعد خروجه من المستشفى. يحدث هذا في دول كثيرة، مهما كانت القوانين قاسية، إذ إن هناك أطباء يتجاوزون القانون من أجل الإنسان، ولو غُرّموا من حرّ أموالهم أو تعرّضوا للتوبيخ (يا للعار!) أو حتى الفصل من العمل، لكن يوجعُ هؤلاء بحقّ بعد التضحيات أن بعض من خدموهم (ملحُهم على الذيل) كما يقال، وسرعان ما ينسون الخدمات، إن لم يناصبوا أطباءهم العداء، وما قولي هذا بافتراء.
مع أطيب التحيات للأطباء النبلاء.. وإلى لقاء قريب مع أطباء الأسنان.
دمتم بخير وعافية في عالم يتقلب على صفيح ساحن.
العين في 30 نيسان 2025
هوامش:
1- الجشع في الطب، الجزء الأول: secrets/-doctors-khalayli-ghaleb-https://taminwamasaref.com/dr
2- الجشع في الطب، الجزء الثاني: medicines/-khalayli-ghaleb-https://taminwamasaref.com/dr
3- لا أدري حقيقة ماذا يستنهض تفكير أجيال اليوم، عدا الهواتف الذكية، وهم يعيشون الإحباط بكل صوره، مع ضعف شديد باللغة العربية.
4- الظلم الصحي، د. أكمل عبد الحكيم: –HTTPS://WWW.ALETIHAD.AE/WEJHATARTICLE/39298/%D8%A7%D9%84%D8%B8%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A