معمّرة تجاوزت الـ 100 عام
ما السرّ وراء تمكّن بعض الأشخاص من العيش بعد قرن من الزمن؟
في دراسة أجراها فريق من الباحثين السويديين ونشرتها صحيفة “التلغراف” البريطانية، أن السرّ يكمُن في دمائهم! فكيف ذلك؟
بداية نشير الى أن هذه الدراسة شملت 44 ألف شخص خضعوا لعدد من الاختبارات الصحية بين عامي 1985 و1996، وأن أعضاء فريق الدراسة ركّزوا بشكل خاص على عيّنات الدم المأخوذة من الأشخاص الذين وُلدوا بين عامي 1893 و1920 وكانت أعمارهم تتراوح بين 64 و99 عاماً حين خضعوا للاختبارات.
وتذكر الدراسة أن القيّمين عليها، تابعوا الخاضعين للتجربة لفترة تصل إلى 35 عاما، تمّ خلالها تقصّي 12 «مؤشراً حيوياً» في دماء أولئك الذين تجاوزوا سن المئة، وأولئك الذين لم يصلوا لهذه السن، فوجد هؤلاء أن هناك 3 مؤشرات حيوية في الدم ترتبط بالعمر الطويل، وهي الغلوكوز (السكر) والكرياتينين (حمض أميني يوجد في العضلات والدماغ) وحمض اليوريك (نفايات ينتجها الجسم). فكلما انخفضت مستويات هذه المؤشرات، عاش الأشخاص لفترة أطول.
يشير الغلوكوز، أولاً، إلى مستويات السكر في الدم، فيما يكشف حمض اليوريك عن مستويات الالتهاب بالجسم والإنزيمات التي تدلّ على صحة الكبد، ويستخدم الكرياتينين مقياسا لصحة الكليَتَيْن.
د. كارين موديغ، الأستاذة في علم الأوبئة في معهد كارولينسكا السويدي والتي شاركت في هذه الدراسة علّقت بالقول: “أولئك الذين يصلون إلى عمر المئة يميلون إلى امتلاك مستويات منخفضة من الغلوكوز والكرياتينين وحمض اليوريك بدءاً من الستينات من عمرهم فصاعدا”. أضافت: “وعلى رغم أن مستويات هذه المؤشرات الحيوية قد تنتج عن بعض العوامل الوراثية، فإن معظمها يرتبط ارتباطا وثيقا بأسلوب حياتنا، وبممارستنا الرياضة وتناول الأطعمة الصحية”.
يُذكر أن عدد الأشخاص الذين بلغت أعمارهم مئة عام أو أكثر في عام 2021 وصل إلى نحو 621 ألف شخص، وفقا لتقرير نشرته الأمم المتحدة توقع أيضا أن يتجاوز هذا الرقم المليون بحلول نهاية هذا العقد.