الامير محمد مستقبلا الرئيس ترامب
زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى السعودية وتوقيعه اتفاقيات انمائية واقتصادية بالعشرات، فضلاً عن مشاركته في قمة خليجية عُقدت خصيصاً للتشاور مع المشاركين ،الى جانب متابعته المؤتمر الاستثماري السعودي-الأميركي، فترحيبه بلقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع و كان مسك الختام ، هذه الزيارة المهمة جداً والمصيرية، لا يُمكن اختصار ابعادها بمقال أو خبر صحفي عابر، بل تحتاج الى دراسات وأرقام حول ما يمكن أن تتمخّض عنه في الحاضر والمستقبل البعيد والقريب، ليس اقتصادياً فحسب، وان كان الإقتصاد هو الطاغي، وانما على مستوى السياسة ومستقبل الشرق الأوسط، وفي الطليعة مستقبل الدولة الفلسطينية.

وإذا كان الحدث السياسي الأبرز في هذه الزيارة، تمثّل باللقاء بين ترامب والشرع برغبة ملحة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فإن قضية لبنان كانت في صلب هذا اللقاء، بل لعله سيكون المستفيد الأكبر من نتائج هذا اللقاء الذي ادّى الى رفع العقوبات عن دمشق، ليس لأن عبء النازحين السوريين سيُرفع عن كاهله بالتأكيد، بل لأن إعادة بناء سوريا سيشارك فيها بالتأكيد،و بمعنى آخر، ستشهد الساحتان اللبنانية و السورية “نزوحاً” لبنانياً من أصحاب الكفاءات الى سوريا للمساهمة في هذا الإعمار، باعتبار أن الخبرة التي يتمتع بها اللبنانيون كفيلة بسد النقص الذي يمكن أن يحصل. إضافة الى ذلك، وهذا ما أشار اليه وزير المالية ياسين جابر، ان قرار رفع العقوبات عن سوريا، فبالقدر الذي يشكّل فيه عاملاً مهماً لدمشق،يشكّل بالقدر ذاته أيضا دفعاً إيجابياً في انعكاساته على ما يقوم به لبنان من تحضيرات لتأمين عبور النفط العراقي الى مصفاة طرابلس وخط الفايبر أوبتك. وكذلك خط الربط الكهربائي الخماسي وتأمين نقل الغاز والكهرباء من مصر والأردن الى لبنان.
هنا لا بد من الإشارة الى سرعة تحسن سعر صرف الليرة السعودية مقابل الدولار وهو أيضاً من الإيجابيات التي ستطاول الليرة اللبنانية، كما الودائع، لأن تحرك الإقتصاد ونموه من شأنهما أن يسرّعا موضوع إعاة الودائع لأصحابها ولو بصيغة مظبوطة.

ملاحظة هنا هي أن سوق الدواء الأميركي سينتعش في لبنان بعد قرار ترامب تخفيضه ما بين 30 الى 80 بالمئة، ما يعني أن شركات الأدوية ستتخلّى عن الدواء الأوروبي لتستورد الدواء الأميركي الأكثر تطوراً بسبب التكنولوجيا الحديثة.
ختاما، فان مواقع التواصل الاجتماعي شهدت موجة تفاعل واسعة مع لقطة عفوية للأمير محمد بن سلمان، خلال كلمة ألقاها الرئيس دونالد ترمب في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي. وتحديداً عندما أعلن: “تقديرًا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبعد المناقشة معه، سنرفع العقوبات عن سوريا”، ليظهر الأمير السعودي واضعًا يديه على صدره بابتسامة امتنان وسط تصفيق الحضور.

انتشرت الصورة على نطاق واسع في مواقع التواصل، حيث اعتبرها المغردون تجسيدًا لتأثير المملكة ومكانة قياداتها، مؤكدين أنها تعكس الدور الإقليمي والدولي البارز لولي العهد، وحضوره المؤثر في قضايا المنطقة.
وعلّق عدد من المتابعين بالقول: “ولي العهد لا يعمل فقط لأجل وطنه، بل لأجل أمة بأكملها”، فيما وصفه آخرون بأنه قائد يُحسِن التوقيت، ويُتقن التأثير.

ويأتي هذا التفاعل الواسع ليؤكد من جديد المكانة الاستثنائية التي يحظى بها ولي العهد على المستويين الشعبي والدولي، ودوره المحوري في رسم ملامح مستقبل أكثر استقرارًا وتأثيرًا في المنطقة والعالم.