أبنية لا تقاوم حتى الزلزال البسيط، فكيف الكبير
استكمالاً لما نشرناه عن زلزال المغرب، نُشير الى أن العديد من المنازل لم تكن مصمّمة لتحمّل الإرتجاجات والتشقّقات الأرضية ولذلك لم يتمّ التأمين عليها، يقول Thierry Leger، مدير عام مجموعة Scor لإعادة التأمين، ولهذا كان حجم الخسائر من ناحية التغطية، دون مستوى ما خلّفه الزلزال…
ووفق جان بول Conoscente، الرئيس التنفيذي لشركة SCOR Global للمتلكات والحوادث، فإن معدل الأشخاص المؤمّن عليهم في المغرب أقل منه في تركيا التي ضربها زلزال هائل في 6 شباط (فبراير). وتشير تقديرات أولية للبنك الدولي إلى أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكارثة في تركيا وسوريا قُدّرت بنحو 34 مليار دولار، لكن تعويضات شركات التأمين وصلت الى 5.3 مليار بحسب “سويس ري”.
وفي الإطار نفسه، قال روبرت مازولي، مدير مجموعة التأمين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا التابعة لوكالة Fitch للتصنيف الائتماني، خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش ملتقى مونت كارلو الأخير (قبل يومَيْن)، إن “الزلزال الذي ضرب المغرب “من غير المرجح أن يكون حدثا كبيرا لصناعة التأمين وإعادة التأمين”، كما أشرنا الى ذلك في مقال سابق. من جهة ثانية، ذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) إن الأضرار الناجمة عن الكارثة في المغرب قد تصل إلى 8٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. أي ما يُعادل 10.7 مليار دولار، بناءً على تقديرات الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022 الذي بلغ 134.18 مليار دولار، وفقًا لبيانات البنك الدولي. وكانت الهيئة المذكورة قد أصدرت تقديراتها من خلال جهاز نظام “التقييم الفوري للزلازل العالمية” من أجل الاستجابة (Pager)، وأطلقت تحذيرًا أحمر بشأن الخسائر الاقتصادية المحتملة التي يواجهها المغرب. والجهاز المشار اليه نظام آلي يقوم بتقييم تأثيرات الزلازل من خلال مقارنة السكان المعرّضين لكل مستوى من شدة الهزات مع نماذج الخسائر الاقتصادية والخسائر المميتة، بناءً على الزلازل في كل بلد أو منطقة. يُذكر أن مركز الزلزال الذي ضرب المغرب بقوة 6.8 درجة على عمق 18.5 كيلومترًا، وقع في جبال الأطلس في البلاد، على بعد حوالي 72 كيلومترًا جنوب غرب مدينة مراكش القديمة بعد الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وقد أصيبت مراكش والعديد من المدن والقرى الأخرى في الجبال. بشكل عام، يقيم السكان في هذه المنطقة في مبانٍ معرّضة للسقوط عند حصول الزلازل، على رغم وجود البعض من تلك المنازل القادرة هياكلها على المقاومة. أما أنواع المباني الضعيفة السائدة فهي من الطوب غير المسلح ومن الطين. وقد حذّرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية من أن الهزّات الارتدادية الكبيرة يمكن أن تسبّب أضرارًا إضافية، خاصة في الهياكل الضعيفة أو سيئة البناء.
