وزير المالية د. محمد معيط يلقي كلمته متوسّطًا د. محمد عمران وعلاء الزهيري
الملتقى الاقليمي السابع للتأمين الطبي والرعاية الصحيّة الذي نظّمه الاتحاد المصري بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد العام العربي للتأمين والجمعية المصرية لإدارة الرعاية الصحيّة، كان الأكثر أهميّة واهتمامًا من سائر الملتقيات السابقة نظرًا إلى المواضيع التي أثيرت فيه، ولاسيما منها ما له علاقة بكيفيّة التعاون بين شركات التأمين الخاصة وبين القطاع العام، إضافة إلى ضرورة التركيز على دور الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات لترشيد الكلفة الاستشفائية الباهظة مع زيادة المخاطر الصحيّة وبخاصة ما نتج عن تداعيات جائحة كورونا.

الملتقى الذي حمل عنوان “التأمين الطبّي والشراكة بين القطاعَيْن العام والخاص”، والذي استمرّ يومَيْن، عُقد تحت رعاية الهيئة العامة للرقابة المالية وتخلّلته ورش عمل أربع وكلمة افتتاحيّة مهمّة لوزير المالية د. محمد معيط الذي شارك في الافتتاح، إلى جانب رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية د. محمد عمران ونائبه المستشار رضا عبد المعطي. أمّا ورش العمل الأربع، فتمّ التركيز في الأولى منها على التطوّر التنظيمي في مجال الرعاية الصحيّة والتأمين الطبي، وكانت برئاسة السيد علاء الزهيري، رئيس الاتّحاد المصري للتأمين والذي تناول فيها التسعير والاكتتاب في التأمين الطبّي. وقد أدار هذه الورشة كلّ من: د. مازن أبو شقرا، المدير العام لمكتب “جين ري” الاقليمي وبشير بردويل، وهو خبير اكتواري أوّل للتسعير لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقبرص.

في الورشة الثانية، والتي كانت برئاسة العضو المنتدب لشركة Metlife لتأمينات الحياة في مصر، فقد تطرّق الحديث إلى أثر التحوّل الرقمي على التأمين الطبي والرعاية الصحيّة. وفي الورشة الثالثة، وكانت برئاسة د. إيهاب أبو المجد، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لشركات إدارة الرعاية الصحيّة، فقد تركّزت النقاشات فيها على دور شركات الرعاية الصحيّة والهيئة العامة للتأمين الصحّي الشامل. وفي الورشة الرابعة، وكانت تحت عنوان “الرعاية الصحيّة والشمول المادي” فترأسها أمين عام الـ GAIF السيد شكيب أبو زيد وركّز فيها على “أنّ القطاع العام لا يمكنه تحمّل كلفة الرعاية الصحيّة وحده”.

وكان وزير المالية د. محمد معيط قد ألقى كلمة الافتتاح التي ركّز فيها على عدّة نقاط منها: “أنّ التأمين الصحّي الشامل لن ينجح إلاّ بشراكة قويّة مع القطاع الخاص”، وأنّ “شركات التأمين الطبّي بخبراتها الكبيرة هي شريك أصيل في برنامج التأمين الصحّي الشامل”. وإلى هاتَيْن النقطتَيْن، تناول الوزير معيط تعديلات قانون التأمين الصحّي الشامل والذي تضمّن آلية تنظيم عمل الشركات المتخصّصة في هذا المجال، وكذلك عمل شركات الرعاية الصحيّة. على أنّ أبرز ما ورد في كلمته هو أنّ مصر تهدف إلى نقل العبء المالي للمرض من “جيوب المواطنين” إلى “التأمين الصحّي الشامل”، وأنّ “مصر لا تريد الانفراد بأي قرار حول مستقبل التأمين الصحّي الشامل ولهذا أُدخِل إلى مجلس إدارة هذا التأمين خمسة خبراء من صنّاع القرار، وبالتالي فإنّ الدولة لن تحتكر تقديم الرعاية الصحيّة لكلّ المواطنين وفي جميع الخدمات، بل أفسحت المجال للقطاعَيْن العام والخاص للمشاركة في هذا المجال الحيوي، وبذلك نُسهم في إصلاح القطاع الصحّي في مصر والحدّ من معدّلات الفقر”. بعد ذلك، ألقى د. إيهاب أبو المجد كلمة اكّد فيها “الأهميّة المتزايدة لقطاع الرعاية الصحيّة، ليس في مصر وحدها بل في كلّ دول العالم”.

أمّا التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى، فتناولت التالي: تشجيع الشراكة بين القطاعَيْن العام والخاص بهدف ترشيد الانفاق، الارتقاء بصناعة التأمين الصحّي، الاستمرار في تطوير البيئة التشريعيّة والتنظيميّة لقطاع التأمين، تفعيل استخدام آليات التكنولوجيا المالية والتحوّل الرقمي في مجال التأمين الطبي، ضرورة تضافر كافة أطراف منظومة التأمين الصحّي للارتقاء بمستوى الخدمة المقدّمة للمواطنين… إلى توصيات أخرى تصبّ في المنحى نفسه.

جدير بالذكر أنّ شركة Comin – مصر للوساطة، شاركت في هذا المؤتمر بشخص رئيسها السيد روجيه زكار وأحد أبرز خبراء إدارة الملفات الاستشفائية السيد وليد حلاسو الذي طرحنا عليه سؤالَيْن اثنَيْن أجاب عنهما، الأوّل عن الملتقى بشكلٍ عام، والثاني عن مشاركته بالملتقى من خلال Comin.
بالنسبة للسؤال الأوّل، أشار حلاسو إلى أنّ هذا “الملتقى الذي يُعقد مرّة كلّ سنتَيْن، تناول بشكل أساسي التغطية الصحيّة الشاملة التي يُعمل على تنفيذها في مصر والتي بدأت منذ عدّة أعوام في بور سعيد ويُستكمل العمل بها حاليًا بتعديل بعض القوانين المتعلّقة بها. وهذا يعني أنّ محور الملتقى الأساسي كان التركيز فيه على كيفيّة تنظيم القطاع الاستشفائي واعتماد الرقمنة لتفعيل هذه التغطية التي ستجمع بين القطاعَيْن العام والخاص”.
س: لقد قدّمت في هذه الندوة عرضًا عن التحوّل الرقمي وإنشاء ما يُشبه منصّة يتمّ من خلالها شراء بوالص تأمين وإجراء استشارات عن بُعد بسبب جائحة كورونا…

ج: نعم، هذا صحيح وما أودّ الإشارة إليه هو أن الحكومة المصريّة أنشأت شركة رقميّة EHealth لكي تهتمّ بجميع المواضيع التي تتعلّق بالتنظيم الالكتروني بين مقدّمي الخدملات (أي شركات التأمين) وبين الـ TPA (إدارة الملفات الاستشفائيّة) وبين الأشخاص المؤمّنين ، على غرار (تقريبًا) ما جرى في الإمارات والسعودية من خلال الأبواب الالكترونيّة. إنّ EHealth مملوكة من الدولة وسيكون لها دور كبير في إعداد المعلومات وترتيبها (الداتا).
لقد تكلّمت في هذه الندوة عن موضوع عزيز على قلبي والذي عملت عليه ولا ازال، ألا وهو التوعية الصحيّة والوقاية، فضلاً عن كيفيّة إدارة الأمراض والتواصل مع العميل أو المضمون عبر الـ Mobile App أو الـ Call Center لتذكيره بما يتوجّب عليه القيام به ليبقى بصحّة جيّدة بإجراء فحوص مخبريّة دوريّة وزيارة الطبيب بحسب جدول زمني، وغير ذلك من الواجبات كي يبقى سعر بوليصة التأمين مقبول. وبالفعل، فنحن في Comin – مصر بدأنا بهذه التوعية على مستوى البلد ككلّ من خلال التحوّل الرقمي والتطبيقات على الهواتف النقّالة.
س: تتمتّع بخبرة تفوق العشرين عامًا في إدارة الملفات الاستشفائيّة، وفي واحدة من أكبر شركات الـ TPA في الوطن العربي، عنيت بها “غلوب مد”. فكيف ستستثمر هذه الخبرة في شركة Comin-مصر مع رئيسها السيد روجيه زكار؟
ج: من خلال خبرتي، أساعد روجيه زكار في Comin في تطوير التطبيق والبرامج التأمينية الطبيّة التي نُدخلها إليه. فمنذ أن أخذنا الموافقة من هيئة الرقابة في مصر لإطلاق شركة الوساطة أوّلاً، ومن ثمّ الوساطة الالكترونية، عملنا على إيجاد برنامج تأميني صحّي لمصر وأطلقناه على التطبيق، وهو مؤمّن من شركة gig ، أمّا الإعادة فلشركة Munich Re والإدارة الاستشفائيّة (TPA) لشركة Mednet. هذه هي الشراكة بين Comin كوسيط الكتروني وبين هذه الشركات، وقد تمّ ذلك منذ حوالى الأسبوعَيْن، والحمدلله، وقد بدأنا نلاحظ تهاتف الناس على هذا التطبيق عن طريق بدء كثيرين مَلء المعلومات وتقديم الطلبات. من خلال هذا التطبيق الذي نعتبرّه السبّاق في مصر، أصبح لدينا وجود وبدأ المصريّون يكتشفون خبرتنا في هذا المجال، ولهذا السبب تقرّر إضافتنا في الندوة التي قدّمت عن هذا الموضوع أي التحوّل الرقمي. وقد مثّلتُ Comin على هذه المنصّة بسبب خبرتي في الموضوع الصحّي وكيفيّة استعمال التكنولوجيا فيه، وقد قدّمنا أمام الجميع، مواضيع متطوّرة وجعلناهم يفكرون بهذا التطوّر للقطاع الخاص وأيضًا في النطاق العام، إذ أن المؤتمر هو عن التأمين الصحّي الشامل وقد أطلقته الحكومة المصرية، وخاصة في ما يتعلّق يالوقاية وتخفيض الكلفة الصحيّة.