منظمة الصحة العالمية والمركز الإسلامي لتنمية التجارة، وهو هيئة فرعية تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، أطلقا تحالفاً جديداً للتمويل الإسلامي من أجل الصحة العالمية. بعد إجتماع رفيع المستوى للمائدة المستديرة يتمّ خلالها التداول بشأن تعزيز الاستثمار في الصحة العالمية من خلال التمويل الإسلامي. وكان هذا الإجتماع عُقد في الرياض بحضور كبار القادة من جميع قطاعات التمويل الإسلامي والتنمية والصحة العالمية.
يهدف هذا الائتلاف إلى تعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات المتعددة الأطراف والجهات الفاعلة المالية والمؤسسات الخيرية والشركاء التقنيين لتوسيع نطاق استخدام أدوات التمويل الإسلامية لدعم الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة وأهداف التنمية المستدامة. والعضوية في التحالف طوعية، وستُدعى المؤسسات المهتمة إلى الانضمام إليه مع تطور المبادرة.
وكانت المائدة المستديرة قد صمّمت وزراء ومسؤولين كبار وقادة مؤسسات من منظمة المؤتمر الإسلامي والدول الأفريقية الأعضاء، إلى جانب شركاء من بنوك التنمية المتعددة الأطراف والمنظمات الخيرية والقطاع الخاص. وبحث المشاركون الفرص الفعلية لحشد رأس المال الأخلاقي من خلال أدوات مثل الزكاة والأوقاف والصدقات والخُمس والصكوك والتكافل، وناقشوا تطبيقها على تعزيز النظم الصحية وتقديم الخدمات والتدخلات الصحية المراعية للفقراء.
بالمناسبة، أكدت منظمة الصحة العالمية والمركز الإسلامي لتنمية التجارة، أن التمويل الإسلامي – استرشادًا بمبادئ الإنصاف والتضامن والعدالة والمسؤولية المشتركة – يوفّر سبيلًا قويًا ولكنه غير مُستَغل للتوسع في التمويل المستدام للصحة. وإدراكًا من الشركاء للنمو السريع للتمويل الإسلامي والإمكانات الكبيرة غير المُستَغلة لتدفقات التمويل الاجتماعي مثل الزكاة والوقف، فقد أكّد المجتمعون وجود فرصة لتوجيه موارد جديدة يمكن التنبؤ بها نحو تلبية أولويات الصحة العامة.
وسيدعم التحالف البلدان والمؤسسات من أجل ما يلي:
-تحديد النماذج الناجحة لإشراك التمويل الإسلامي في مجال الصحة، وتوسيع نطاق تلك النماذج؛
-تيسير الحصول على الخبرة التقنية والأدوات التحليلية والإرشادات بشأن السياسات؛
-تعزيز التعلّم والتعاون المشترك على الصعيد الإقليمي بين الدول الأعضاء؛
-تشجيع الشراكات بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص والمؤسسات الخيرية؛
-حشد التمويل الإسلامي المبتكر من أجل الرعاية الصحية الأولية وتعزيز النُّظُم الصحية.
د. حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أشارت إلى أن التمويل الإسلامي “يُعدُّ أحد المسارات المُبشرّة لحشد الموارد المستدامة على نطاق واسع انطلاقًا من الجوانب الأخلاقية، لا سيما من أجل البلدان التي تواجه عجزًا مستمرًا في التمويل الصحي”، أما لطيفة البوعبدلاوي، المديرة العامة للمركز الإسلامي لتنمية التجارة، فأبرزت أهمية التعاون في أنحاء إقليم منظمة التعاون الإسلامي من أجل “ترجمة التمويل المتوائم مع القيم إلى تحسينات ملموسة في الحصائل الصحية للمجتمعات الأشد احتياجًا”.
