زيارة تفقدية لبلخي
19 آب، هو اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي تأسس عقب تفجير فندق القناة في العراق في العام 2003، احتفاءً بشجاعة العاملين في هذا المجال، الذين يخوضون غمار الخطر إنقاذًا لأرواح الآخرين. وفي هذا العام، يواجه إقليم شرق المتوسط، وهو الإقليم نفسه الذي شهد نشأة برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، بعضًا من أسوإ أزماته الإنسانية على الإطلاق، بخاصة مع انخفاض التمويل إلى مستويات غير مسبوقة، فضلاً عن وضع عمال الإغاثة أنفسهم أمام خيارات مؤلمة بشأن تحديد من يحصل على المساعدة، ومن يترك بلا عون.
ووسط هذا المشهد المأساوي، يتعرض العاملون في المجال الإنساني لاعتداءات غير مسبوقة. وكان العام الماضي الأشد فتكًا على الإطلاق لعمال الإغاثة في جميع أنحاء العالم، وينذر العام الحالي 2025 بمصير أفدح من ذلك، بدليل وقوع 382 هجمةً على مرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، أسفرت عن 1040 وفاةً و324 إصابةً، إضافة الى وقوع ما يقارب 80% من الهجمات المبلغ عنها حتى الآن، في عام 2025 في الأرض الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن وقوع ما يقارب 90% من جميع الوفيات في السودان، مع الإشارة الى أنه تمّ استهداف وقتل عمال الإغاثة في أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية ولبنان والصومال والجمهورية العربية السورية واليمن. ولا يزال عشرات العاملين في مجال الإغاثة في اليمن محتجزين عنوةً، ومنهم أحد موظفي منظمة الصحة العالمية. ووفق بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، فقد تعرّض قبل عدة أسابيع، موظفو المنظمة وأسرهم في غزة لمعاملة مهينة، وأجلوا قسرًا من مساكن الموظفين في دير البلح. ولا يزال أحد الموظفين محتجزًا، وتطالب المنظمة بالإفراج عنه دون أي إبطاء، كما نطالب بإطلاق سراح المحتجزين في اليمن.
د. حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية للمنظمة قالت في هذا الصدد: أريد من هنا أن أعرب عن خالص تقديري للشجاعة الاستثنائية التي يبديها العاملون الصحيون والعاملون في المجال الإنساني في جميع أنحاء الإقليم، الذين أخذوا على عاتقهم مواصلة تقديم الرعاية وإنقاذ الأرواح، حتى في أحلك الظروف”. أضافت: “رغم استهداف مرافق الرعاية الصحية نفسها، وتعريض حياتهم للخطر، يواصلون عملهم بشجاعة لا تلين وإخلاص لا يفتر. ومع تعاقب الأيام واستمرار النزاع، يظل النظام العالمي عاجزًا عن حماية العاملين الإنسانيين ومن يقدمون لهم يد العون.
لقد آن لهذا الوضع أن ينتهي. فإخفاقنا في توفير الأمان لمن يوفرون الحماية للآخرين يعني انهيار القيم الإنسانية التي تربطنا جميعًا. لذلك، فإننا نجدد دعوة جميع أطراف النزاع في هذا اليوم العالمي للعمل الإنساني إلى: دعم القانون الإنساني الدولي، حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني”.
ختمت قائلة: “أكرر نداءاتنا إلى المجتمع الدولي من أجل: استخدام جميع قنوات الضغط المتاحة من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام، توفير التمويل الكافي بما يتناسب وحجم الاحتياجات الإنسانية واستعادصحة وعافية جميع المحتاجين وصون كرامتهم في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط” تابعت: “إن ملايين الأرواح معرضة للخطر، وحري بنا أن نتحرك الآن من أجل حماية الإنسانية، فالعالم بأسره يتطلع إلينا”