بعض أدوية داء السكر استُخدم لإنقاص الوزن
برزت السمنة في السنوات الأخيرة كأزمة صحية عالمية تؤثر على ملايين الأفراد في جميع أنحاء العالم. واستمرت معدلات انتشارها في الارتفاع بشكل ينذر بالخطر، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على الصحة البدنية والعقلية.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فقد رصد في عام 2016 أكثر من 1.9 مليار بالغ (18 عاماً فما فوق) يعانون زيادة الوزن أو السمنة المفرطة. ومن بين هؤلاء، تم تصنيف أكثر من 650 مليوناً على أنهم يعانون السمنة المفرطة. وتضاعف معدل انتشار السمنة على مستوى العالم ثلاث مرات تقريباً منذ عام 1975.
ويختلف انتشار السمنة بين المناطق. ففي أميركا الشمالية يُعد انتشار السمنة هو الأعلى، حيث يعاني أكثر من ثلث البالغين من زيادة الكيلوغرامات. وفي أوروبا، يعد الانتشار أقلّ، حيث يعاني ما يقرب من 23 في المئة من البالغين من السمنة المفرطة. ففي «مؤتمر السمنة الأوروبي السنوي الحادي والثلاثين لعام 2024″ (31st European Congress on Obesity – 2024) (ECO2024) الذي عقد في مدينة Venise بإيطاليا.
تناول المؤتمرون هذه المشكلة الصحية عارضين عواقبها الصحية الكبيرة، اذ هي تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وأنواع معينة من السرطان والاضطرابات العضلية الهيكلية ومشكلات الصحة العقلية إضافة إلى العبء الاقتصادي الكبير حيث قُدرت التكلفة العالمية للسمنة، في عام 2020، بنحو تريليوني دولار سنوياً. وتمّ في هذا المؤتمر تسليط الضوء على عدد من الأبحاث التي قدمت ومنها ما يلي:
–إبر خفض الوزن. أثبتت دراسة شملت 2246 شخصاً، أن استخدام جرعات قليلة وفعاّلة من “سيماغلوتيد” (أدوية السكري من النوع الثاني)، يُعتبر اقتصادياً للمرضى، ويؤدي إلى آثار جانبية أقل. أما النصيحة المعطاة لتفادي هذه الإبر: اتباع نظام غذائي غني بالبروتين وممارسة تمارين المقاومة للحفاظ على الكتلة العضلية وزيادتها، وذلك لتجنب خسارة الكتلة العضلية المصحوبة باستخدام هذه العقاقير. إذ إن خسارة العضلات تقلل من عمليات الأيض (الحرق) أو ما يعرف بعملية التمثيل الغذائي.
2-متى إيقاف إبر خفض الوزن؟ في دراسة شملت 335 شخصاً مصاباً بالسمنة أو زيادة الوزن، تمّ فيها خفض جرعة الدواء تدريجياً على مدار تسعة أسابيع في المتوسط إلى أن تصل للصفر، مع التثقيف بشأن التغذية المناسبة والنشاط الرياضي. كان متوسط فقدان الوزن 2.1 في المئة بعد مرور 26 أسبوعاً من توقف استخدام الدواء بشكل نهائي. ووُجد أن 240 مريضاً لم يستعيدوا الوزن، بل ظلّ وزنهم ثابتًا.
3-السمنة لدى الأطفال، وتعتبر مصدر قلق متزايد على مستوى العالم. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وتحديداً في العام 2019، كان أكثر من 340 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً يعانون زيادة الوزن أو السمنة. وقد ارتفع معدل انتشار زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال والمراهقين بشكل كبير في العقود القليلة الماضية. وفي بعض المناطق زادت بمقدار عشرة أضعاف أو أكثر.
بالنسبة لمتوسط العمر المتوقع لأطفال السمنة، فقد وجدت الأبحاث أنه كلما زادت مستويات السمنة فترة الطفولة زادت خطورة الوفاة بسن مبكرة، فمثلاً من يصاب بالسمنة الشديدة بعمر الأربع سنوات، فإن عمره المتوقع تسعة وثلاثون عاماً، بينما من يصاب بعمر العشرين فإن متوسط عمره المتوقع اثنان وأربعون عاماً وهكذا. كلما كانت السمنة مبكرة وشديدة كان المريض عرضة للإصابة بمضاعفات أكبر مثل السكري، أمراض القلب، السرطان، الكبد الدهني، وضيق التنفس. ووفقاً لبحث جديد قُدم في المؤتمر، فإن منصّات البث المباشر لبعض ألعاب الفيديو تدس دلالات تحض المراهقين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أقل، بشكل غير مباشر على شراء الأطعمة غير الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والملح و/ أو السكر، خاصة مشروبات الطاقة. وهذا يستدعي وضع لوائح صارمة على مثل هذا التسويق. وتؤكد الأبحاث على أهمية الرياضة في الوقاية من أمراض العصر، ومنها الأمراض الأيضية كالسكري من النوع الثاني، وتصلب الشرايين، والسرطانات.
4-ضعف العضلات وخطر الوفاة المبكرة. في إدارة الأمراض المزمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، يُوصى بإنقاص الوزن. فقد وُجد أن الأدوية التي تساعد في إنقاص الوزن تكون نتائجها قريبة من نتائج خفض الوزن جراحياً. لكن، ما يقلق حالياً هو فقدان العضلات بكميات كبيرة وانخفاض القدرة على الحركة. اشارة الى أن كمية العضلات قد تكون مرتفعة لدى المصابين بالسمنة، لكن نوعيتها وقوتها قد تكون متدنية مقارنة بالأشخاص من ذوي الأوزان الصحية. وتقاس جودة العضلات وفقاً لحجمها، ولمدى احتوائها على الدهون.
إن ضعف صحة العضلات يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة وقد تصل هذه الخطورة إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالذين يتمتعون بصحة عضلية جيدة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
5-التدخين والوزن. وعن التدخين وعادات الغذاء المرتبطة به، ظهر أن المدخنين يميلون إلى تناول كميات أقل من الطعام وتبني عادات غذائية أقل صحة من غير المدخنين، ما قد يفسّر زيادة أوزانهم بعد الإقلاع عن التدخين. وتؤكد دراسة بريطانية شملت أكثر من 80 ألف شخص بالغ على أهمية توفير الإرشاد التغذوي، وخصوصاً في مجال إدارة الوزن، لأولئك الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين.
وقد وُجد في دراسة أن القلق من زيادة الوزن هو سبب شائع لعدم أو فشل محاولة المدخنين الإقلاع عن التدخين. كما كان المدخنون أكثر عرضة بمرتين لتخطي وجبات الطعام، وتناول كميات أقل بكل وجبة.
كما يميل المدخنون للبقاء أكثر من ثلاث ساعات دون طعام مقارنة بغير المدخنين. على غرار غير المدخنين فإن المدخنين لا يميلون لتناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، أو تناول الطعام بغرض المتعة أو بدافع الملل.
كان المدخنون أقل عرضة بنسبة 8 إلى 13 في المئة لتناول الأطعمة عالية السكر بين الوجبات، ولكنهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 8 في المئة لتناول الأطعمة المقلية وأكثر عرضة بنسبة 70 في المئة لإضافة الملح، وأكثر احتمالاً بنسبة 36 في المائة لإضافة السكر إلى الوجبات.