بحضور ممثلين من تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة وستة بلدان ذات أولوية هي أفغانستان وجيبوتي وباكستان والصومال والسودان واليمن، اجتمع اليوم التحالف الصحي الإقليمي لتسريع وتيرة الجهود المبذولة لتحسين صحة الأمهات والمواليد والأطفال ودعم التمنيع واستئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. أما الهدف فهو تعزيز الدعم المقدم إلى الدول الأعضاء في تنفيذ استراتيجياتها الوطنية للحد من وفيات الأمهات والمواليد والأطفال، واستئصال شلل الأطفال وتعزيز التغطية بالتطعيم من خلال البرنامج المُوسَّع للتحصين .
ووفقاً البيانات الأخيرة، فإن 60 بلدًا على مستوى العالم ليست على المسار الصحيح لتحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة بشأن وفيات الأطفال دون سن الـ 5 سنوات، وأن 65 بلدًا ليست على المسار الصحيح لتحقيق الغاية المتعلقة بوفيات الأطفال الحديثي الولادة. ففي العام 2023، كانت البلدان الستة ذات الأولوية تمثل ما يقرب من 85% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة (694 ألف من أصل 812 ألف حالة وفاة) في إقليم شرق المتوسط، وسجلت بعض أعلى معدلات وفيات الأمهات على مستوى العالم، وتراوحت بين 155 و563 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية.
المشاركين سيناقشون سُبُل تعزيز الجهود وتجديد الالتزام وزيادة الاستثمار في صحة الأمهات والمواليد والأطفال لمساعدة البلدان على تحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015، ومنها خفض وفيات الأمهات إلى أقل من 70 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة حية، ووضع حد لوفيات المواليد والأطفال دون سن الخامسة التي يمكن تجنبها بحلول عام 2030.
وإدراكًا للحاجة المُلحّة لاتخاذ إجراءات، تتعاون منظمات مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وصندوق الأمم المتحدة للسكان بشكلٍ وثيقٍ مع البلدان التي تتحمل عبئًا كبيرًا لتنفيذ تدخلات مُسندة بالبينات من خلال مبادرات مثل مبادرة ”كل امرأة وكل مولود في كل مكان“ ومبادرة ”العمل لإنقاذ أرواح الأطفال“.
الى ذلك، شدد الاجتماع على ضرورة تكثيف الجهود لاستئصال شلل الأطفال وتعزيز جهود التمنيع ضد شلل الأطفال والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. وجديرٌ بالذكر أن أفغانستان وباكستان، وكلاهما من بلدان إقليم شرق المتوسط، هما الوحيدان في العالم اللذان لا تزال سراية فيروس شلل الأطفال البري مستمرة فيهما. ويمثل البلدان، بالإضافة إلى الصومال واليمن والسودان، 90% من الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح في الإقليم والبالغ عددهم 2.8 مليون طفل، وهؤلاء الأطفال لم يتلقوا ولو جرعة واحدة من اللقاحات الروتينية. وهذه الفجوة التمنيعية الكبيرة لا تهدد استئصال شلل الأطفال فحسب، بل تزيد أيضًا من خطر اندلاع فاشيات أمراض أخرى يمكن الوقاية منها باللقاحات، ومنها فاشيات فيروس شلل الأطفال المُتحوّر (فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح).
وقد بلغت جهود استئصال شلل الأطفال منعطفًا حرجًا. ويتيح تراجع انتقال الفيروس مؤخرًا في أوائل عام 2025 فرصةً حاسمةً مدتها 6 إلى 12 شهرًا لوقف انتقال فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1. ويظل الحفاظ على جودة أنشطة التمنيع والترصُّد، والوصول إلى الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح، وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية من الأولويات الرئيسية لكي يصبح الإقليم خاليًا من شلل الأطفال.
يُشار الى أن التحالف الصحي الإقليمي أنشئ في العام 2019، وهو برنامج تابع للأمم المتحدة يضم 18 وكالة تعمل معًا لدعم التقدم المُحرَز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. ومن خلال تعزيز التعاون بين الوكالات ودعم الدول الأعضاء في معالجة الأولويات الصحية، يعزز التحالف الصحي الإقليمي التنسيق والتعاون والتأثير. وفي ظل الموارد المحدودة في الوقت الحالي، تُعدُّ المواءمة الاستراتيجية والكفاءة عامِلَين حيويين لمضاعفة الجهود الجماعية.