شعار اليوم العالمي للسرطان
تحت شعار “متحدون وفريدون”، وقبل اليوم العالمي للسرطان في 4 فبراير المقبل، انطلقت حملة الإتحاد الدولي لمكافحة السرطان في خطوة تهدف الى تحوّل جذري في العناية بمرضى هذا الداء وتوفير النُظم الصحية في جميع أنحاء العالم، خصوصاً مع ازدياد المصابين به. ففي العام 2022، كان هناك ما يُقارب من 20 مليون حالة سرطان جديدة، كما حصد السرطان 10 ملايين شخص تقريباً، علماً أنه يُصاب 1 من أصل 5 أشخاص بالسرطان خلال حياته، وتختلف تجربة المصابين به من شخص لآخر. ولا يَقتصر الأمر على أن السرطان يشمل أكثر من 200 نوع من الأمراض التي تتطلّب علاجات محددة فحسب، بل يختلف وضع حياة كل شخص من حيث الخلفية الاجتماعية الاقتصادية والقيم والتفضيلات.
ولِمعالجة هذه الفروقات بشكل أفضل، فإن الرعاية المُرتكزة على الناس يَجب أن تُركز على الأفراد والمجتمعات المحلية بدلاً من المرض فقط. وهذا يَعني تقديم الخدمات الصحية وخدمات السرطان في الوقت المناسب وفي المكان المناسب وبالطريقة المناسبة،و بما يتناسب مع احتياجات كل فرد. فهي تشرك الناس وتُمكنهم من القيام بدور أكثر فاعلية في صحتهم.
“ومن خلال وضع الأفراد والمُجتمعات في صميم عملية اتخاذ القرارات، تُصبح أنظمة الرعاية الصحية أكثر كفاءة، وتتسِم رعاية مرضى السرطان بالإنسانية والتعاطف، مما يُؤدي بنا إلى زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة وتحسين جودة الحياة للمرضى. ولأن لِكل شخص مُتأثّر بالسرطان تجربته واحتياجاته الفريدة، فإن مُجتمع السرطان متحِد في عزمه على تحقيق تقدم ملموس في مجالات الوقاية من السرطان، والكشف المُبكر، عنه وعلاجه، وتوفير الرعاية المُثلى لِجميع المرضى”، على حدّ ما تقول أولريكا أريهيد كاغستروم، رئيسة الاتحاد الدولي لِمكافحة السرطان، الأمين العام لجمعية السرطان السويدية.
تَشمل الرعاية بمرضى السرطان المُرتكزة على الناس مبادرات مثل برامج الصحة المُجتمعية المكيّفة لقضايا الصحة المحلية، والتدريب على الكفاءة الثقافية لمقدمي الرعاية الصحية، ومبادرات محو الأمية في مجال الصحة، وخدمات التطبيب عن بعد، وبرامج توجيه المرضى، وإشراك الأشخاص الذين عانوا من السرطان لصياغة السياسات.
وتُؤدي هذه المقاربة إلى رفاه أفضل للمرضى، ورفع جودة الرعاية ونسبة الثقة في مقدمي الرعاية الصحية. كما تُعزز رضا المرضى وعائلاتهم، مع تحسين العدالة الصحية والفعالية الشاملة لأنظمة الرعاية الصحية.
الهدف في السنة الأولى من الحملة التي ستدوم ثلاث سنوات (2025-2027) هو تسليط الضوء على العوائق والثغرات في الأنظمة الصحية، بالإضافة إلى المُمارسات الفضلى الحالية التي تُقدم الرعاية المُرتكزة على الناس.
يُمكن الاطلاع على روايات الشهود على موقع اليوم العالمي للسرطان، ومنها قصة كريستين من النرويج، التي شعرت بالإرهاق والضعف بعد تشخيصها بسرطان الغُدد الليمفاوية في الجهاز العصبي المركزي، وواجهت تحديات من بينها مقابلة أطباء مختلفين في كل زيارة طبية. أو قصة سوخانتي من الهند، الذي لاحظ غياب أنظمة دعم مهيكلة لمُقدمي الرعاية، وذلك عندما تم تشخيص زوجته سوما بالسرطان في سن الحادية والأربعين، ومنحها الأطباء ستة أشهر فقط للبقاء على قيد الحياة.
“من خلال فهم احتياجات الأفراد والمُجتمعات المحلية وتفضيلاتهم ودمجها في عملية تقديم الرعاية الصحية، ستُوفر الأنظمة الصحية إمكانية الحصول على الرعاية بشكل أكثر إنصافًا في الأماكن ذات الدخل المنخفض والمرتفع على حد سواء. ومن المُهم أن يشعر الأشخاص المُصابون بالسرطان بأنهم مرئيون ومسمُوعون وبأنه يتم تمكينهم.” على حدّ قول د. كاري آدامز، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان
ان حملة اليوم العالمي للسرطان المُمتدة لثلاث سنوات #مُتّحدون_وفريدون، والتي أطلقها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، تعترف بأن كل تجربة مع السرطان هي تجربة فريدة من نوعها، وأن لِكل شخص احتياجات ووجهات نظر فريدة وقصة فريدة ليرويها؛ ومع ذلك، فإن الأشخاص المتأثرين بالسرطان مُتّحدون في طموح مشترك ليروا الحكومات تُنفّذ سِياسات ترقى بالوقاية من السرطان، وتُقدّم أنظمة صحية تُعالج مرضى السرطان بفعالية ونجاح، بشكل يُؤدي إلى نجاة المزيد من الأشخاص من السرطان لينعموا بحياة طويلة وتتسم بالعافية.
صُمّمت هذه الحملة لِدعم الأفراد المُصابين بالسرطان في كل مكان، بالإضافة إلى أعضاء الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان.