ريم عبد الحميد
منظمة الصحة العالمية، وقّعت مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة التعاونية للتأمين،أكبر شركة تأمين في المملكة العربية السعودية، لتكون بذلك أول شراكة مؤسسية للمنظمة على الإطلاق في منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويُنشئ هذا الاتفاق المهم إطارًا للنهوض بالأولويات الصحية الإقليمية بما يتماشى مع مهمة منظمة الصحة العالمية.
جرى توقيع مذكرة التفاهم في حدث رفيع المستوى في الرياض، عُقِد خلال ملتقى اقامته شركة التعاونية للبحوث والتطوير الذي حضره أكثر من 100 ضيف مدعو. ووقّع نيابةً عن التعاونية الدكتور عثمان القصبي، الرئيس التنفيذي للمجموعة، والدكتور هادي العنزي، المدير التنفيذي الأول لحوكمة الصحة والتحوّل. وانضم أنيل سوني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة منظمة الصحة العالمية، إلى الحدث عبر الإنترنت من جنيف، في حين وقَّعت ريم عبد الحميد، المديرة الإقليمية لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هذه الاتفاقية خلال المشاركة بالملتقى نيابةً عن المؤسسة.

أنيل سوني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة منظمة الصحة العالمية، قال في هذا الصدد: “هذه الاتفاقية ليست الأولى لمؤسسة منظمة الصحة العالمية في منطقة الخليج، بل هي نوع جديد من الشراكة من أجل الصحة العامة. نحن نعمل، بالمشاركة مع التعاونية للتأمين ومؤسسة “مينا” للرعاية الصحية، على بناء منهاج يقوم على الابتكار والإنصاف والهدف المشترك. ونساعد معًا على تشكيل مستقبل كيفية تعزيز النظم الصحية واستدامتها في جميع أنحاء الإقليم من خلال استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة، والقيادة المحلية، والتعاون الذكي”.
أما الرئيس التنفيذي للتعاونية للتأمين، د. عثمان القصبي، فقال: “يُمثّل اليوم لحظةً محوريةً حيث تتكاتف التعاونية للتأمين مع منظمة الصحة العالمية لإطلاق مركزنا للبحث والتطوير. ونلتزم معًا بدفع الابتكار والتحوّل الرقمي في مجال الرعاية الصحية، والنهوض بالرعاية القائمة على القيمة، وتمكين إدارة صحة السكان. ومن خلال هذه الشراكة مع المنظمة، وبدعم من مؤسسة المنظمة، نهدف أيضًا إلى تحسين الإتاحة بتكلفة ميسورة، وضمان تحقيق نتائج أفضل للجميع”.
جدير بالذكر أن توقيع مذكرة التفاهم، يمهّد الطريق لشراكة أطول أجلًا للنهوض بالأولويات الصحية الإقليمية.و في حين ستُحَدَّد برامج معينة بالتشاور مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، فإن المجالات قيد النظر تشمل تعزيز نظم.. استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة، وتعزيز الوصول إلى الرعاية الأولية العالية الجودة، والنهوض بالصحة النفسية والمهنية، وبحث نماذج لإدارة صحة السكان تقوم على الابتكار المحلي.

على صعيد آخر، علّقت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، على هذا الحدث بالقول: “عشية انعقاد جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعين، نحتفل بتدشين إطار رائد للتعاون المتبادل بين مؤسسة منظمة الصحة العالمية والتعاونية للتأمين ومؤسسة مينا للرعاية الصحية. وفي وقتٍ تزداد فيه التحديات الصحية العالمية تعقيدًا، يعكس هذا التعاون رؤية جريئة وتطلعية ترى في الشراكة حافزًا للتغيير التحويلي، من الإقليم ولأجله. ولا يسعني إلا أن أتوجه بجزيل الشكر للتعاونية للتأمين ومؤسسة مينا للرعاية الصحية على تبنِّي رؤيتنا المتمثلة في حصول جميع الأفراد على الرعاية الصحية دون أي تمييز”. أضافت: “وقد يساعد التعاون أيضًا في توجيه الجهود الرامية إلى إعادة بناء النظم الصحية في المناطق المتضررة من الأزمات مثل سوريا والسودان، حيث يمكن أن يكون للخبرات الإقليمية والابتكار المُوَجَّه أثرٌ منقذ للحياة. ومع إعادة تحديد الأولويات استرشادًا بتوجيهات المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، يمكن للشراكة أن تدعم استخدام الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية والاستراتيجيات المسندة بالبيّنات لتحسين تقديم الرعاية في بعض البيئات الأكثر معاناةً من نقص الخدمات”.
بالنسبة لشركة “التعاونية للتأمين، نشير الى أنها تأسست في العام 1986، وهي أول وأكبر شركة تأمين في المملكة العربية السعودية، اذ بلغ تقييمها 20 مليار ريال سعودي، فضلاً عن أنها تضم أكثر من 3.5 مليون عضو، وقد أحدثت تحوّلاً في النُظُم الصحية في المملكة من خلال الوقاية والأدوات الرقمية ونماذج الرعاية المجتمعية.