بيانات جديدة واردة من 187 دولة لمنظمة الصحة العالمة، أظهرت أن العدد التقديري للوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي، ارتفع من 1.1 مليون شخص في العام 2019 إلى 1.3 مليون عام 2022، مبينة أن من بين الوفيات 83% بسبب التهاب الكبد B، و17% نتيجة التهاب الكبد C، كما يموت أكثر من 3500 شخص حول العالم بسبب عدوى التهاب الكبد B وC.
وبناء على هذه النتائج، حذّرت WHO من خطورة التهاب الكبد الفيروسي، حيث أن العدوى منه تكون صامتة، ولا تظهر أعراضها إلا في مراحل متقدمة من المرض. وعلى رغم وجود أنواع مختلفة عديدة من فيروسات التهاب الكبد (من A الى E)، إلا أن التهابيْ الكبد B وC هما الأكثر إثارة للقلق ويسبّبان ما يقرب من 8000 حالة عدوى جديدة يومياً، ومعظمها لا يتمّ الكشف عنها، مؤكدة أنه يمكن تلافي الكثير من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد، نظراً لوجود لقاحات وعلاجات فعالة ضد التهاب الكبد B.
جاء ذلك في تحذيرات المنظمة العالمية بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، الذي يحلّ موعده يوم 28 تموز من كل عام، وهو اليوم الذي يتزامن مع ذكرى ميلاد العالم الحائز على جائزة نوبل الدكتور باروخ بلومبرغ، الذي اكتشف فيروس التهاب الكبد الفيروسي (ب)، والذي طور اختبارًا تشخيصيًّا ولقاحًا للفيروس.
بالمناسبة أوضحت وزارة الصحة السعودية أن التهاب الكبد الفيروسي هو السبب الرئيسي السابع للوفيات في جميع أنحاء العالم، وهو المرض المعدي الوحيد الذي تتزايد فيه الوفيات، كما أن هناك 5 فيروسات رئيسة لالتهاب الكبد الفيروسي يشار إليها بأنواع (أ، ب، ج، د، هـ)، مبينة أن التهاب الكبد الفيروسي (أ، هـ) يحدث بسبب تناول الطعام أو شرب الماء الملوث، فيما ينتقل التهاب الكبد الفيروسي (ب، ج، د) نتيجة التلامس بالحقن مع سوائل جسم الشخص المصاب، مشيرة إلى أن 354 مليون شخص على مستوى العالم لا يزالون يعيشون مع هذه العدوى التي تهدّد الحياة، ويموت شخص واحد على الأقل بسبب التهاب الكبد الفيروسي كل 30 ثانية.
يُذكر أن الكبد يُنفّذ أكثر من 500 عملية حيوية من أشهرها، إنتاج العصارة الصفراوية التي تساعد على التخلّص من الفضلات وتكسير الدهون في الأمعاء الدقيقة أثناء الهضم، وإنتاج بعض البروتينات لبلازما الدم، وإنتاج الكوليسترول والبروتينات الخاصة للمساعدة في نقل الدهون عبر الجسم، وتحويل الغلوكوز الزائد إلى غلايكوجين للتخزين، الذي يمكن تحويله لاحقا مرة أخرى إلى غلوكوز للحصول على الطاقة، إضافة إلى تنظيم مستويات الأحماض الأمينية في الدم التي تشكل اللبنات الأساسية للبروتينات، ومعالجة الهيموغلوبين لاستخدام محتواه من الحديد، وتنظيف الدم من الأدوية والمواد السامة الأخرى، ومقاومة الالتهابات عن طريق تكوين عوامل المناعة وإزالة البكتيريا من مجرى الدم.
الى ذلك أشارت وزارة الصحة السعودية عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن التهاب الكبد الفيروسي يصيب الكبد، وهناك عدة أنواع من الفيروسيات قد تتسبب في الإصابة بالمرض، علماً أن شدة المرض تختلف من إصابة حادة إلى مزمنة، وقد يتطور المرض في بعض أنواع التهاب الكبد الفيروسية إلى حدوث تليُّف أو سرطان بالكبد في حال عدم تلقي العلاج والرعاية الصحية اللازمة، ويُعد اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، والبول الداكن، والغثيان والقيء من أكثر أعراض الإصابة بجميع أنواع التهابات الكبد شيوعًا، وفي بعض الحالات يشفى المريض بدون مضاعفات أو تدخل طبي، بينما في بعض الحالات قد يتطور ليصبح مرضًا مزمنًا، فيصل إلى تليف أو سرطان في الكبد.