من المؤتمر
بالتعاون مع مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UN OCHA)، وكذلك مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي (IACAD)، رحّبت “دبي الإنسانية” اليوم العالمي للعمل الإنساني للتعبير عن التضامن مع المتضررين من الأزمات الإنسانية وتسليط الضوء على جهود العاملين في المجال الإنساني الذين يقدمون لهم الدعم. جمع الحدث أكثر من مئة من القادة في المجال الإنساني، وركّز على التجارب الشخصية وشجاعة العاملين في هذا المجال على المستويين الوطني والدولي. بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة “دبي الإنسانية” الذي أكد على الدور الحيوي للتعاون في مواجهة التحديات المتزايدة التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني على مستوى العالم، قائلاً: “في دبي الإنسانية، نقف إلى جانب زملائنا العاملين في المجال الإنساني وعائلاتهم بينما يكرسّون حياتهم لدعم الفئات المحتاجة. نكرّم اليوم شجاعتهم وعزيمتهم. وللأسف، فإن قائمة العاملين في المجال الإنساني الذين فقدوا حياتهم أثناء تقديم المساعدات الإنسانية تطول باستمرار، ومن مسؤوليتنا المشتركة أن نضمن سلامتهم ورفاهيتهم أثناء قيامهم بعملهم الحيوي. لا ينبغي أبدًا أن يكونوا مستهدفين.”
أما المنسقة المقيمة للأمم المتحدة لدى دولة الإمارات، فقالت: “تفخر الأمم المتحدة بالعمل جنباً إلى جنب مع دولة الإمارات من خلال دبي الإنسانية للمساهمة في العمل الإنساني حول العالم. إن روح العطاء والالتزام بمبادئ العمل الإنساني التي تتحلى بها دولة الإمارات تكمن في صميم ما يمثله اليوم العالمي للعمل الإنساني – التضامن، التعاطف، والعمل.”
من جهته، قال المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي أحمد درويش المهيري: “في اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي تتجاوز قيمه ومعانيه حدود الجغرافيا والثقافة والدين، كما تجاوزتها معاناة المحتاجين حول العالم، تؤكد القيادة في الإمارات ضرورة تضافر الجهود من قبل الأفراد والحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لدعم العمل الإنساني وتعزيز دوره في تحقيق التنمية المستدامة، ولا سيما في ظل الظروف التي تمرّ بعالمنا اليوم، وما يشهده من كوارث طبيعية وأزمات إنسانية. أضاف: “وكجهة لها بصمتها الخيرية والإنسانية بصورة ريادية على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، توجه دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي في هذا اليوم تحية إجلال وإكبار لجميع العاملين في المجال الإنساني، هؤلاء الأبطال المجهولون الذين يعملون على تعزيز قيم السلام والتسامح بين الشعوب”.
وتحدّثت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الإمارات (أوتشا) ساجدة الشوا وقالت:”نحتفي كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 آب بشجاعة وتفاني العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم. نُعبر عن امتناننا العميق لكل من يساهم في تخفيف معاناة الآخرين وإحياء الأمل في قلوبهم في ظل هذه الظروف العصيبة. وإذ نحتفل اليوم في دولة الإمارات العربية المتحدة، نقدر الدور الإنساني الريادي للإمارات قيادة وحكومة وشعبًا وكذلك دور شركائنا وأصدقائنا وعائلاتنا. إن الرؤية الإنسانية وسخاء دولة الإمارات لا يقتصر فقط على كونها من أكبر المانحين للنظام الإنساني بل يفوق ذلك بالمشاركة من خلال أذرعها الإنسانية جنبًا بجنب في كل الأزمات الإنسانية حيث تكون المساعدات الإنسانية منقذة للحياة”. أضافت: “على الرغم من مرور 75 عامًا على القوانين الدولية المعترف بها عالميًا لتنظيم سير النزاعات المسلّحة والحدّ من تأثيرها، إلا أن انتهاك هذه القوانين لا يزال مستمرًا بلا هوادة، بينما يدفع المدنيون، ومن ضمنهم عمال الإغاثة الثمن الأكبر بأعداد تفوق التصوّر. لقد كان عام 2023 هو العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني بحصيلة قتلى بلغت 280، كما يتجه عام 2024 نحو مسار أسوأ، ؛ إذ سجلت الإحصاءات المبدئية أن عدد من قُتلوا من عمال الإغاثة حول العالم بلغ 176، و93 آخرون أُصيبوا، بينما تم اختطاف 64. ومؤخراً في الصراع القائم في غزة، تظهر الإحصائيات أيضًا حجم الخطر الذي يواجهه عمال الإغاثة منذ أكتوبر 2023، إذ تشير تقارير الأونوروا إلى أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا تخطى 40 ألف منهم ما يزيد عن 15 ألف من الأطفال، كما أن عدد العاملين الذين قُتلوا بلغ 224 فردًا، هذه الأرقام مروعة وتجعلنا نكتشف الحقيقة الصارخة أن العالم يخذل العاملين في المجال الإنساني، وبالتالي يخذل الأشخاص الذين يتلقون خدماتهم. اليوم وكل يوم نطالب من هم في السلطة بوضع حدّ لهذه الانتهاكات وللإفلات من العقاب والعمل #من_أجل_الإنسانية.”
تضمن جدول الأعمال جلسة حول حماية العاملين في المجال الإنساني والمدنيين سلّطت الضوء على التحديات التي تواجههم في الميدان، وذلك بمشاركة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي و”دبي العطاء” والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري ، وأجمع المتحدّثون على أنه لا يجب استهداف العاملين في المجال الإنساني، وأن هناك حاجة ملحة للعمل الجماعي من قبل الوكالات الإنسانية والحكومات والشركاء لحماية أرواح ومصالح العاملين في هذا المجال.
يُذكر أنه في 19 آب من كل عام، يُحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني، وقد تم تحديده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2008 ليصادف ذكرى تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد، العراق عام 2003. وكان الهدف الأساسي منه تكريم العاملين في المجال الإنساني، لكنه تطور منذ ذلك الحين ليشمل تسليط الضوء على جوانب مختلفة من العمل الإنساني، وحشد الناس في جميع أنحاء العالم للدفاع عن القضية الإنسانية بشكل أوسع.