من داخل المركز معالجة دقيقة لسلحفاة ضخمة
المركز الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط المتخصّص بأبحاث وعمليات إنقاذ وإعادة تأهيل وإطلاق الحياة البحرية إلى بيئتها الطبيعية، افتُتح قبل أيام في أبو ظبي بحضور وزيرة التغيّر المناخي والبيئة في الدولة مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري ورئيس مجلس إدارة “ميرال” محمد خليفة، الشركة المطورة للمشروع ، وممثلين عن “سي وورلد باركس آند إنترتنيمنتس” الشركة المساعدة في هذا التطوير للمساهمة في الحفاظ على الحياة البحرية في الإمارات والمنطقة، علماً أن المركز يشغل مساحة 8،602 أمتار مربعة على جزيرة ياس في ابو ظبي.
ووفق بيان صادر عن جهة مسؤولة في المشروع، فإن جهود المركز ستُركّز على تعزيز وعي المجتمع ومسؤوليته تجاه حماية الحياة البحرية والموائل والنظم البيئية في المنطقة، وتسخير المعرفة والخبرة الطويلة التي تتمتع بها Sea World ذات التاريخ العريق في رعاية الحيوانات والإنقاذ وإعادة التأهيل والدراسات البحثية والعلمية لتعزيز جهود الحفاظ على الحياة البحرية في المنطقة استناداً الى خبرة لها تعود الى 60 عاماً.
وبهذه المناسبة، قال رئيس مجلس إدارة ميرال محمد خليفة المبارك: ” نفخر بأن نستهل عام الاستدامة في دولة الإمارات بافتتاح “ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ” الذي يُعدّ المركز الأول من نوعه لأبحاث وعمليات إنقاذ وإعادة تأهيل وإطلاق الحياة البحرية. إن هذا الافتتاح يُمثّل دفعة مهمّة للجهود التي تبذلها إمارة أبوظبي لتعزيز الوعي والمعرفة بأهمية الحياة البحرية وحمايتها وإلهام الجيل القادم من علماء الأحياء البحرية وحثهم على معرفة المزيد من رؤية أبوظبي طويلة الأمد لحماية الحياة البحرية وموائلها الطبيعية. وسنعمل بالتعاون مع سي وورلد لدفع آفاق العلم والمعرفة حول أهمية الحفاظ على الحياة البحرية في أبوظبي ودولة الإمارات وعلى مستوى المنطقة بشكل أوسع”. أضاف: “ترتبط دولة الإمارات ارتباطاً وثيقاً بالبحر منذ القدم، ويجسّد افتتاح المركز شعار عام الاستدامة وهو: “اليوم للغد”، وهو ما يعكس التزامنا بتعزيز الاستدامة وحماية مواردنا لمستقبل الأجيال القادمة”.
وبإشراف فريق يضم نخبة من علماء الحياة البحرية والمتخصّصين في مجال الدراسات والأبحاث ورعاية الحيوانات، سيلعب المركز دوراً مهماً وحيوياً في جهود البحث والحماية المبذولة في المنطقة. وسيقوم فريق الأبحاث بالمركز بإجراء دراسات تطبيقية تركّز على البيئة البحرية للخليج العربي، وتغطي موضوعات متنوعة مثل التنوّع البيولوجي البحري، ومرونة النظام البيئي، والحفاظ على الحياة البحرية الحساسة، واستعادة الموائل الحرجة، ومصايد الأسماك، والتلوث، وصحة الحياة البرية”.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة “سي وورلد باركس آند إنترتنيمنت” سكوت روس: “فخورون بشراكتنا مع “ميرال” لافتتاح هذا المركز الأول من نوعه الذي يمثّل ثمرة جهود سنوات طويلة.. فلأكثر من 60 عاماً، أكدت “سي وورلد” التزامها الراسخ بحماية الحياة البحرية والأنظمة البيئية وإلهام الآخرين وبذل المزيد من الاهتمام والعناية بالحياة البحرية. ويمثّل توسيع هذا الإرث ليشمل دولة الإمارات، أمراً مهماً للمضي قدماً في الجهود العالمية للحفاظ على الحياة البحرية وإحياء التراث البحري الغني والمتنوع لدولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة”.
يُعتبر “ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ” أحدث مراكز البحث والإنقاذ التابعة للمؤسسة الأم والأول لها خارج الولايات المتحدة. وسيمثّل جزءاً من شبكة عالمية تستفيد من الخبرة الواسعة التي اكتسبتها “سي وورلد” على مدار أكثر من 60 عاماً من رعاية وإنقاذ وإعادة تأهيل الحيوانات البحرية. كما تُعدّ واحدة من أكبر الهيئات المعنية بإنقاذ الحيوانات البحرية في العالم التي تمتلك فرق انقاذ جاهزة للاستجابة الفورية والتعامل مع مختلف طلبات انقاذ ورعاية الحيوانات على مدار السنة، اذ ساهمت منذ العام 1965 في انقاذ أكثر من 40 ألف حيوان حتى الآن. ويتطلع “ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ” لريادة جهود دعم وإنقاذ الحيوانات المحتاجة للرعاية في دولة الإمارات العربية والمنطقة بشكل أوسع، كما يهدف إلى إنقاذ الحيوانات البحرية المريضة والجريحة واليتيمة في مياه الخليج العربي، وتوفير الرعاية اللازمة بهدف إعادة الحيوانات السليمة إلى موائها الطبيعية. ولتحقيق ذلك، جُهزّ المركز بأسطول من مركبات الإنقاذ بما في ذلك قاربان مصمّمان خصيصاً لمهام الإنقاذ، ومستشفى بيطري يوفر إمكانات فرز للحالات الحرجة من الحيوانات. وسيحتوي المركز أيضًا على أكثر من 25 حوض إنقاذ، تتنوع بين الأحواض الكبيرة المخصّصة للثدييات البحرية والأحواض الأصغر حجماً للأسماك واللافقاريات والزواحف البحرية. وقد تمّ تجهيز اثنين من الأحواض بأرضيات قابلة للرفع، مما يجعل عملية تقديم العلاج أسهل وأقل إزعاجاً وإرباكاً للحيوانات. كما تم تجهيز المختبر الموجود في المركز بقدرات إنقاذ وإعادة تأهيل متقدمة بما في ذلك القدرة على إجراء التحاليل المخصصة لعلوم الأمراض للحياة البرية.
وسيقوم المركز بإجراء دراسات تطبيقية تركّز على البيئة البحرية للخليج العربي، بما في ذلك دراسات بحثية تطبيقية لاستعادة النظام البيئي البحري من خلال مشروعات تربية الأحياء المائية والأسماك، وزراعة الأعشاب البحرية، ومكاثرة الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى المشروعات الميدانية التي تركّز على الموائل الحيوية في مياه الخليج العربي مثل الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف وأحواض المحار والشعاب المرجانية. وستقوم نخبة من أفضل العلماء والباحثين بإجراء هذه الدراسات في أحدث مختبرات الأبحاث والبنى التحتية التي تضم ثلاثة مختبرات جافة ومختبرًا رطبًا ومرفقًا للاستزراع المائي بمساحة 345 متراً مربعاً تشمل خمس غرف لتربية الأعلاف الحية، وحوضًا للأسماك البالغة وحوضًا لتربية اليرقات. وسيقوم فريق البحث بالمركز بمعظم هذه الدراسات باستخدام مركز الأبحاث الذي يبلغ ارتفاعه 12.5 متر والمزوّد بأحدث المعدات الميدانية.
وفي إطار التزام المركز بتعزيز الوعي حول أهمية الاهتمام بالبيئة البحرية وإلهام الجيل القادم من علماء الأحياء البحرية، سيضمّ قسم التعليم التابع للمركز فريقًا مؤلفاً من نخبة علماء الأحياء البحرية وفريقاً متخصصاً من خبراء إنقاذ الحيوانات البحرية.
وبالإضافة إلى الفريق المشترك من كلّ من “ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ” و”سي وورلد أبوظبي”، يحتوي المركز قاعة دراسية جافة وأخرى رطبة مجهزتَيْن بالكامل لاستضافة الأنشطة العلمية التجريبية، بالإضافة إلى قاعة عالية التقنية تتسع لـ 160 شخصًا. كما سيستضيف المركز في مرحلة لاحقة ورش عمل ومحاضرات في مقرّ المركز أو في المدارس ليقدم بذلك تعليم وتدريب مهم للطلبة والمعلمين في مجالات علوم الحياة البحرية وجهود الحفاظ عليها.
ان هدف “ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ” تقديم المساعدة إلى أي حيوان بحري معرّض للخطر أو بحاجة للمساعدة.