د. عادل منير
بالتعاون مع جمعية وسطاء وخبراء التأمين الأفروأسيوي، وبمشاركة الهيئة العامة للرقابة المالية، ينظّم الاتحاد الأفروأسيوي للتأمين وإعادة التأمين (F.A.I.R)، مؤتمرًا إقليميًا ثالثًا في القاهرة في فندق ميناهاوس في 5 و6 نيسان المقبل حول “الإرتقاء عن تحديات 2020”. وسيكون هذا المؤتمر تحت رعاية وزير قطاع الأعمال العام، وبحضور ممثلين عن مئة منظمة وشركة تأمين من أكثر من 20 دولة، إضافة إلى حضور كبار مسؤولي الدولة المصرية المعنيين بملف الخدمات المالية غير المصرفية، وفي مقدّمهم رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية وقيادات شركات التأمين المصرية .
الدكتور عادل منير، أمين عام الاتحاد، قال عن هذه المناسبة: “أن استضافة القاهرة هذا الحدث الإقتصادي تأتي في توقيت بالغ الأهمية لتزامنها مع جائحة كورونا، وما سببّته وتسبّبه من تعطيل للأعمال في مختلف القطاعات بشكل عام، ما وضع صناعة التأمين ضمن الصفوف الأمامية المتضرّرة والمتكبّدة خسائر ناجمة عن هذه الجائحة. من هنا، سيتمّ في هذا المؤتمر، تناول هذه المسألة من زاوية كيفيّة التغلّب على تداعيات كورونا وإستعادة معدلات النمو، وأخذ العبرة من تلك الظروف المؤلمة وتحويلها إلى دافع لمزيد من التقدّم واكتساب المناعة ضد مختلف المخاطر المستقبليّة“. كذلك أكّد منير أن هذا المؤتمر سيكون استكمالا لمسيرة زيادة الوعي والإرتقاء بِحِرَفية لتسويق التأمين، بما يخدم جميع الأطراف المشاركة، إذ يُقام بعد نجاح المؤتمرين السابقين، الأوّل “عالم من الفرص” في 2017 الذي سلّط مزيدا من الضوء على فن تسويق التأمين، والثّاني “تسويق التأمين: إستراتيجيات النمو والإبتكار” في 2019 الذي قدّم عرضًا للواقع وطرح مختلف أساليب تسويق التأمين وأحدث إبتكاراتها من مختلف الأسواق الأفروأسيوية،بالإضافة لتأكيده ضرورة تبنّي التقنيات الحديثة والتسويق الرقمي في صناعة التأمين، علمًا أنّ الحماسة لطرح التسويق الرقمي هي أحد أكثر المواضيع اهتمامًا لزيادة النمو، وتاليًا ليتحوّل هذا المسعى ركيزة أساسية لجذب العملاء والتفاعل معهم، فضلاً عن بناء علاقة دائمة بين الطّرفَيْن، لما للرقمنة من فوائد، من بينها الوصول إلى كلفة متدنية وقدرة على قراءة سلوك الجمهور المستهدف، إضافة إلى تمكّن أدوات التسويق الرقمي من توفير احصائيات ومؤشرات تساعد الشركات على فرز السوق والوصول إلى الجمهور المستهدف بكلفةأقل من التسويق التقليدي، مع مراقبة جودة وسمعة العلامات التجارية في القطاعات المصرفية وغير المصرفية كافة، وفي مقدّمها نشاط التأمين.
عن هذا المؤتمر، قال خبير التامين الاستشاري وليد سيد مصطفى في عرض تاريخي لنشأة الاتّحاد، أنّ الفكرة انطلقت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ففي 18 نيسان 1955، عُقد أوّل مؤتمر في مدينة “باندونغ” الاندونيسية بحضور وفود من 29 دولة أفريقية وآسيوية ولمدّة ستة أيام، كان في مقدّمهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وقد تمّ فيه التداول بضرورة تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول قارتَيْ اسيا وافريقيا في كافة القطاعات، ومنها قطاع التامين، الذي كان، حينذاك، في مهده الأول، وكان يعتمد على الشركات الاجنبية.
لقد تأسّس الاتحاد في العام 1964، وأوّل اجتماع له، تمّ في مصر بحضور ممثلي قطاع التأمين في 20 دولة بأسيا وافريقيا،بدءًا من الفلبين شرقا حتى السنغال غربًا، وقد انتهى إلى انشاء اتحاد الافرواسيوي لقطاع التأمين ومقرّه القاهرة، بعدد أعضاء وصل إلى 230 شركة تأمين وإعادة تأمين يمثلون 53 دولة، بما فيهامصر.
يُشار إلى أنّ الدكتور عادل منير، وكما هو معروف، يشغل حاليًا منصب الأمين العام لهذا الاتّحاد الذي يهدف إلى تدعيم الجهود لتعزيز التعاون بين شركات التأمين وإعادة التأمين في أفريقيا وآسيا، من خلال تسهيل التعاون الإقليمي الافرواَسيويوتبادل المعلومات والخبرات وتنمية العلاقات التجارية.
يتابع وليد سيد مصطفى كلامه قائلاً: يوجد عدد من المجمّعات في الاتحاد هي: مجمّع إعادة تغطية التأمينات العامة (أنشئ عام 1974) وتديره شركة Milli Re تركيا لحساب الأعضاء، ويصل حجم اقساطها الى 50 مليون دولار، مجمّع تأمين الطيران (عام 1989) وتديره شركة SCR في المغرب، وحجم اقساطه يصل الى 5 ملايين دولار، صندوق تأمين البترول والطاقة (عام 1998) وتديره شركة تراست ري البحرينية ويبلغ حجم اقساطه 40 مليون دولار،مجمّع تأمين الاخطار الطبيعيّة وتديره شركة GIC RE في الهند ويصل حجم اقساطه الى 3 ملايين دولار. ويتمّ حاليًا دراسة انشاء مجمّع للتأمين الزراعي ومجمّع آخر للتأمين متناهي الصغر. أمّا إجمالى عدد أعضاء هذه المجمّعات فيصل إلى 120 عضوًا من أعضاء الاتحاد الافرواسيوي، مع الإشارة إلى أنّ كلّ عضو من أعضاء الاتحاد يتمتّع بمزايا تبادل اعمال اعادة التأمين داخل المجمّعات، وعلى أن يتمّ توزيع الفائض على أعضائها فقط.
وإلى ذلك، ودائمًا حسب وليد سيد مصطفى، تمّ تأسيس جمعية وسطاء وخبراء التأمين الافرواسيوي“FBCS”، اعترافاً بالدور المتزايد لوسطاء وخبراء التأمين في بلدان الافرواسيوي والذي يستهدف تطوير صناعة التأمين الوطنية وزيادة التعاون الإقليمي. وفي حزيران 2019 سمحت اللجنة التنفيذية للاتحاد الافرواسيويللتأمين وإعادة التأمين” FAIR” للوسطاء والمنتجين الأفراد العاملين في نشاط التأمين وإعادة التأمين وأيضا الخبراء الاستشاريين وخبراء المعاينة وتقدير الاضرار، بالانضمام للجمعية.
تبقى إشارة أخيرة، وهي أنّ رئيس الاتحاد المصرى للتأمين السيد علاء الزهيري أعلن أنّ الاتحاد المصري للتامين والاتحاد الأفرو- آسيوي للتأمين واعادة التأمين سينظّمان معًا مؤتمر شرم الشيخ السنوى الثالث للتأمين وإعادة التأمين (Sharm Rendezvous) وكذلك المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد الأفرو-آسيوي، فى مدينة شرم الشيخ إعتباراً من 19 ايلول 2021 وسيكون عنوان المؤتمَرَيْن: “الإتجاهات الحديثة للتأمين وإعادة التأمين: فرص ما بعد كوفيد-19“.
من ناحية أخرى صرّح د. عادل منير في الإطار نفسه أن توأمة المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد ومؤتمر شرم الشيخ السنوى الثالث، تأتي ضمن جولة جديدة من التنسيق ودعم الجهود على المستوى الإقليمي والعالمي للارتقاء بصناعة التأمين وإعادة التأمين.
ومن المتوقع ان يشهد المؤتمر إقبالاً من المشاركين على المستويين الإقليمي والعالمي إذ سيشارك فيه ممثلون من كبرى شركات التأمين واعادة التأمين وشركات الوساطة العالمية، فضلاً عناعضاء الاتحاد الأفرو اسيوي وخبراء تأمين دوليين وجهات ذات علاقة بالتأمين معنية بشكل مباشر وغير مباشر بصناعة التأمين، فضلاً عن مسؤولي الادارة العليا وصنّاع القرار بأسواق التأمين العالمية ووسائل الاعلام المحلية والعالمية.
ولا شكّ ان تحديد مدينة شرم الشيخ مقرا للمؤتمر يأتى فى إطار التأكيد على ان مصر لا تزال مقصداً سياحياً جاذباً لعقد مثل هذه الملتقيات والمؤتمرات ذات الطبيعة الدولية.
وتسعى اللجنة التنظيمية للمؤتمر إلى تقديم كافة سبل الراحة والترفيه لجميع الحضور، جنبًا الى جنب، مع المشاركة العملية والعلمية المميزة.