حسن فوّاز بعد انضمامه إلى منظمة القيادات العربية الشابة
رجل الأعمال اللبناني الشاب حسن فوّاز الذي يبلغ من العمر 32 عامًا، أصبح عضوًا في منظمة “القيادات العربيّة الشابة” YAL في خطوة تؤكّد سعيه الجادّ لتحقيق المزيد من أمنياته في حقل الاستثمار في عدّة مجالات، وفي لبنان تحديدًا. وتشمل هذه الاستثمارات: إنشاء صناديق ماليّة لمساعدة الذّين لا يملكون إمكانيات مالية وإنّما لديهم مشاريع وأفكار وابتكارات في الصناعة وفي العمل الانتاجي ويحتاجون إلى تمويل، خصوصًا الشباب المبتكرين منهم. ذلك أنّ تلك المساعدة تعزّز الانتاج المحلّي وتوقّف نَزْف الاستيراد من الخارج الذي سبّب ويتسبّب في عجز في ميزان التجارة. كما من أهداف تلك الصناديق، استثمار الأموال المودعة والمسجونة في المصارف في مشاريع استثماريّة، وبذلك يتخلّص المواطن من دولاره “المسجون” ليحصل على دولار “متحرّر”. وإلى هذه الصناديق، يسعى إلى إنشاء مركز مالي، كما في البلاد المتقدّمة، ينتظر ترخيصه القانوني من المصرف المركزي لإطلاقه بشكلٍ رسمي بالتعاون مع مجموعة من المستثمرين الأجانب. ويرغب حسن فوّاز من وراء هذه الخطوة، استقطاب الراغبين في تأسيس شركات مالية قانونية مرخّصة ترتبط بعقود مع المصارف وتتّخذ من لبنان مقرًّا لها تتواصل عبره مع دول الخليج.
وحسن فوّاز لمن لا يعرفه، يملك قدرات مبنيّة على أربعة أسس متينة: الملاءة، المال، المعرفة والاختصاص، وهي جميعًا تحرّك العجلة الاقتصاديّة والماليّة وبوتيرةٍ يحتاجها حاليًا لبنان. ومن ميزات هذا الشاب، أنّه بنى نفسه بنفسه، وكان بعدُ في السادسة عشرة من عمره. سافر إلى أفريقيا والعراق والخليج وانطلق يبحث عن مصادر تمويليّة لمشاريع استثماريّة كبيرة بناءً لرغبة رجال أعمال مقتدرين، ما سمح له بالحصول على عوائد ماديّة جيّدة ساعدته في تأسيس حياته المهنيّة.
ومتابعةً للأهداف التي سعى إليها، أسّس أولى شركاته الماليّة الخاصّة في الخارج، وعبرها بدأ يتداول بالعملات والأسهم، إلى أن قرّر استثمار خبراته وكفاءاته وإمكاناته في لبنان الذي يشهد اليوم عجزًا كبيرًا في ميزانه التجاري والذي يحتاج إلى نهضة صناعيّة محليّة تجعل منه بلدًا مواكبًا لما يجري في العالم، إذ أنّ هذا البلد، لا يفتقر، لا للعنصر البشري الكفوء ولا للأدمغة، ما يساعد في استقطاب شركات عالميّة إلى لبنان، خصوصًا في هذه المرحلة التي تتدنّى فيها الأجور. وبهذه الطريقة، يخرج من حلقة العجز في الميزان التجاري الذي يدور فيه إلى الانتاج المحلّي ما يوقف استنزاف العملة الوظنية وتدهور سعر صرف الليرة.
ولكن ما هي YAL وأهدافها ومهمّاتها؟
هي منظمة مستقلّة لا تسعى للربح، تأسّست في العام 2004 في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في منطقة البحر الميت تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ونائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة.
من أهمّ ما تهدف إليه YAL أو منظمة القيادات العربية الشابّة، هو الاستفادة من قدرات وخبرات أعضائها في شبكتها الاقليميّة بغرض تحفيز ريادة الأعمال وتطوير الشباب العربي عن طريق برامج التوجيه والمبادرات التعليميّة ليصبحوا قادة الغد، أي أنّ المهمّة الأساسية، هي إنشاء شبكة قوية من رجال الأعمال القادة المؤثّرين ليكونوا قدوة للشباب العربي في منطقة الخليج.
ووفق البيان الموزّع عن YAL، فإنّ هناك شروطّا للانضمام إلى فريقها، كأن لا يتجاوز عمر المنتسب الـ 49 عامًا عند تاريخ تقديم الطلب، وإن يكن هناك بعض الاستثناءات بعد موافقة أعضاء مجلس الإدارة. كذلك على الراغب أن يكون عربيًا أو يحمل جواز دولة عربية، وأن يكون شخصًا موثوقًا به ويتحلّى بسمعة طيّبة محليًا وعالميًا، كما عليه أن يملك سجلاًّ حافلاً بالانجازات القياديّة وخبرة في مجال عمله وفي مجالات أخرى، وأن يكون شخصًا مؤثّرًا في القطاع العام أو قطاعات أخرى أو أن يشارك في أي مجال ذي صلة بالعالم العربي. على أنّ البارز في أهداف YAL دعمها الأعضاء في مجال تعزيز فرص التعاون مع القطاع العام، وكذلك تمكين الشباب الذين يتواصلون مع أعضائها الخبراء في مجالات مهنيّة مختلفة، من تطوير أنفسهم والدخول إلى عالم الأعمال والمال والاستثمار، طبعًا إذا كانت لديهم الكفاءات المطلوبة.
ومن يقرأ أهداف YAL ويطّلع على مسيرة رجل الأعمال الشاب حسن فوّاز، يجد القواسم المشتركة بينه وبين تلك الأهداف. وتُعدّ هذه الخطوة التي أقدم عليها، أوّل مدماك يبنيه في مسيرته الاستثماريّة الطويلة في لبنان ودول العالم العربي، لا سيما الدول الخليجيّة منها.
للتذكير هنا، فإنّ فرع المعهد العالي للأعمال في لبنان المعروف تحت اسم ESA، أطلق قبل سنوات برنامجًا حمل اسم “دائرة القادة” Cercle des Dirigeants، بهدف توجيه مخطّط استراتيجي لأصحاب مدراء الشركات المنضوين إليه، نحو آفاق رفيعة المستوى، مع العلم أنّ هذا البرنامج يسمح للمشاركين فيه بتنفيذ رؤية تطويريّة لشركتهم من خلال تنفيذ أفكار أساسيّة مثل الحَوْكمة والإدارة الذكية للأمور المالية أو النهج التنظيمي للشركة. وعلاوة على ذلك، فإنّ هذه الدائرة تتيح لقادة من لبنان ومن المنطقة الاقليميّة، للاجتماع والمشاركة في مؤتمرات وحلقات حوار ولقاءات بهدف تأمين ديناميكيّة جديدة وخلق روح التآزر بين الشركات اللبنانيّة والدوليّة. وكانت دائرة القادة CDD قد أنشئت في 19 كانون الأوّل 2016 بهدف تقوية الروابط بين المعهد الفرنسي ESA- فرع لبنان، وبين قادة الرأي الذين يمثّلون النسيج الاقتصادي اللبناني والاقليمي.