د. زمكحل متحدّثًا
في أوّل مسعى له لتحقيق حلم قديم هو الإفادة من الدم الجديد الذي يضخّه طلاّب المدارس (كما الجامعات) في الجسم اللبناني المتهالك، فقد نجح د. فؤاد زمكحل في تجسيد حلمه واقعًا بعد فترة وجيزة من تسلّمه عمدة كليّة إدارة الأعمال في جامعة القدّيس يوسف FGM-USJ.
ولأنّ حلمه انبثق من مهمّاته السّابقة منذ كان رئيسًا لتجمّع رجال الأعمال ومن ثمّ رئيسًا لتجمّع رجال وسيّدات الأعمال اللبنانيّين في العالم RDCL World، فقد جاء تسلّمه كليّة إدارة الأعمال، فرصة ذهبيّة لإنجاح مسعاه.
ولأنّ د. زمكحل لا يؤجّل عمل اليوم إلى الغدّ ولا يشعر بالرّاحة النفسيّة إلاّ إذا أنجز الفكرة التي تراود ذهنه، فقد أسرع إلى تنظيم مسابقة عن “ريادة الأعمال ما بعد وباء كوفيد – 19” باسم RDCL World وFGM-USJ شارك فيها أكثر من 500 طالب من جميع المدارس اللبنانيّة، وقد كانت حصيلتها 105 مشاريع رياديّة، بنّاءة وخلاّقة للإقتصاد اللبناني ما بعد الجائحة المدمّرة.
إنّ الهدف من هذه المسابقة، وكما شرحها لنا د. زمكحل لنا، هو “بناء جسر تواصل بين طلاّب المدارس التي تتراوح أعمارهم من 15 إلى 18 سنة وبين طلاّب الجامعات وأساتذتها”.
ومن هذا المنطلق، تابع قائلاً، “تمّت دعوة تلامذة المدارس على كافة الأراضي اللبنانيّة لتقديم أفكار مُبتكرة، وبحيث أن تكون الفكرة تحمل أربعة نقاط: الأولى تتعلّق بالشخص نفسه، أي بأفكاره وخبرته. الثانية ترتبط بالفكرة نفسها التي يجب أن تكون خلاّقة ويمكنها إحداث تغيير ما بعد الوباء. أمّا النقطة الثالثة فتتناول دراسة مفصّلة عن تمويل المشروع وطريقة البيع لبقائه قائمُا. تبقى النقطة الرابعة وتتعلّق بطريقة تطوير الفكرة لكي تستمرّ وتكبر”.
عن الفائزين قال لنا: “هناك ثلاث مجموعات ربحت الجوائز المرصودة وهي ماليّة: ألف دولار للمجموعة الأولى الفائزة، 500 دولار للمجموعة الثانية، و250 دولارًا للمجموعة الثالثة”. وقدّمت RDCL WORLG هذه الجوائز الماليّة”.
بالنّسبة لأسماء الفائزين قال: “ضمّت المجموعة الأولى كريس دكاش، وكارل حجار من مدرسة راهبات القلب الأقدس، منطقة السيوفي. والمشروع الفائز حمل اسم BIOPAY، وهو يجسّد فكرة جديدة لطريقة الدفع من خلال البصمة التي تسمح أيضًا الدخول إلى الحساب المصرفي الشخصي، وكلّ ذلك من دون المرور بالبطاقة الائتمانيّة. بالنّسبة للمجموعة الثانية فتألّفت من ماري تيريز حلبي، وإيما سليمان من راهبات القلب الأقدس، عين نجم، عن مشروع BANGOO. ويجسّد هذا المشروع فكرة سيارة كبيرة (باص) تنظّم رحلات سياحيّة في كلّ المناطق اللبنانيّة وتنمّي السياحة الطبيعيّة. تبقى الفكرة الثالثة، فالمجموعة المُبتكِرة لها، تشكّلت من إيلودي ديراني، أنجيلا خويري، ريان رتيل، ولين سلمان، من معهد الأباء الأنطونيين، بعبدا، وحمل المشروع اسم KHEBZETNA، الذي يجسّد بناء معمل يحصل على كلّ بقايا الخبز والطحين في لبنان ليُعاد تدويرها في آلات حديثة، لخبزها من جديد ومن ثمّ بيعها بأسعار متدنّية جدًّا”.
حضر لقاء توزيع الجوائز الأب الرئيس لجامعة الـ USJ البروفسور سليم دكاش، وكبار الدكاترة والأساتذة، واللجنة التحكيمية في كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف برئاسة عميد الكلية البروفسور فؤاد زمكحل، وأعضاء مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، إضافة إلى المسؤولون والمدراء في المدارس المشاركة.
بدءاً رحّب الدكتور فؤاد زمكحل بالحضور وقال: “إني أفخر بالقبّعَتَيْن اللتَيْن أرتديهما اليوم، قبّعتي الأولى كرئيس لتجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، وقبعتي الثانية كعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف، التي تهدف إلى بناء جسور التواصل بين عالم الأعمال والعالم الاكاديمي. إنّنا اليوم نواصل هذا الجسر الأساسي لنوصله ونوسّعه ليضم المدارس والجامعات والشركات، لأن هذا التآزر سيكون الحجر الأساس لإعادة بناء وإنماء إقتصادنا وبلادنا. أؤمن من صميم القلب، بأن الركن الأخير الصامد في لبنان، هو جيل الشباب والقطاع التعليمي، الذي إذا فقدناهما، نكون قد فقدنا بلادنا نهائياً، لكن إذا نمّيناهما نكون قد حمينا بلدنا الحبيب وبدأنا معهم إعادة هيكلة بلدنا وإقتصادنا. إن اعادة النمو لن تكون إلاَ من خلال جيل الشباب وأفكارهم البنّاءة والخلاّقة وشركاتهم الصغيرة جداً التي ستكون المحرّك الأساسي لإنمائنا المقبل”. أنهى كلامه بالقول: “أشكر زملائي في الكلية، وفي التجمع اللبناني العالمي، ولا سيما كل الذين تباروا وشاركوا في هذه المسابقة عن ريادة الأعمال ما بعد الوباء، لأنهم أعادوا إلينا البسمة وروح المبادرة والثقة المفقودة، بأن لبنان ينحني وينزف، لكنه لم ولن يستسلم، وأن مرونتنا وروحنا الريادية ستكون دائماً الحجر الأساسي لخلاصنا”.
بعد ذلك، تابع أعضاء مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم توجّهاتهم للطلاب، وقال السيد روني عبد الحي: “الحقوا شغفكم، لأن هذا هو الدافع الأساسي لنجاحكم مهما كانت المعوقات، وإننا إلى جانبكم”. أمّا السيد عماد فواز فقال: “إن الريادي هو الذي يبني الأوطان والقارات، ولن يستسلم أو يهرب من أمام الصعوبات”. أضاف: “إذهبوا إلى البعيد وخذونا معكم”.
ختم الأب الرئيس سليم دكاش هذا الحفل بالقول: “إن شبابنا هم آمالنا وثقتنا للمستقبل. إننا سنتابع النضال يداً بيد مهما تكن الطريق شائكة، لذا ندعوكم إلى ألاّ تيأسوا ولا تستسلموا، لكن إحلموا وإخترعوا بأفكاركم البنّاءة والخلاّقة، ولنحلم سويا كيف نبني الإستراتيجيات الواقعية لإعادة بناء وطننا وإقتصادنا. رسالتنا هي أن نبض لبنان هو عبر شبابه وريادييه”.