ورم حميد في الرحم يحتاج إلى استئصال
حالات مرضية عديدة نقف ازاءها مبهورين مندهشين لا نعرف كيف نتصرف والى من نتوجّه، مع أنه لو كنا نملك ثقافة طبية لاجتزنا نصف الطريق نحو الشفاء السريع.
نوال خزامي من لبنان طرحت على معدّة هذه الزاوية السيدة باسكال هبر بجاني مجموعة من الأسئلة الإستفسارية عن مشاكل صحية قد تكون أصيبت بها أو سمعتها من أقارب وأصدقاء. فإلى أسئلة القارئة وإجابات باسكال…
***
س: ما هي الأعراض التي يجب عرضها فوراً على الطبيب؟
ج: من المهم أن تراجعي طبيبك بدون تأخير اذا ظهر لك أيّ من الأعراض التالية:
-تورّم أو كتلة يدومان أكثر من سبعة أيام.
-نزف دموي ليس له من سبب يُمكن التعرّف اليه. رعاف من الأنف لا ينقطع، أو دم في البراز غير واضح أنه ناتج عن البواسير.
-قرحة مستعصية على الشفاء أو لطخة أو خال آخذان في النموّ أو تغيير اللون.
-بدانة أو نحول مفاجئَيْن: 5 كيلوغرامات خلال عشرة أسابيع أو أقل.
-انحطاط دائم.
-عسر هضم كثير الرجوع (Reflux).
-تبدّل في حركات الإمعاء.
-سعال يدوم أكثر من أسبوعَيْن.
-أيّ ألم مقيم، أو يجيء ويمضي دونما سبب واضح.
س: الأورام الليفانية.. هل يجب استئصالها؟
ج: آخر ما تفتقَت عنه الأذهان في أمر هذه الأورام العادية التي قد تنمو في الرحم، هو أنها عادة يمكن تركها دونما استئصال لها، ما لم تصبح أعراضها-كالنزف الغزير- مزعجة لإنتظام مسار حياة المرأة المصابة بها.
فإذا بقي الليفوم (الورم الليفاني) خلواً من الأعراض، فإنه قد لا يتطلب أي معالجة، أكثر من مجرد الرصد والمراقبة، كما تقول طبيبة نسوية في مستشفى كولومبيا للنساء في واشنطن. أما إذا أخذ نمو الورم في التسارع، فربما كان ذلك يعني خباثة تستوجب الإستئصال والمعالجة. ولكن ذلك نادراً ما يحدث. كما أن الورم الليفاني يُمكن أن يُثير قلقاً في نفس المرأة الراغبة بالإنجاب. اذ أنه اذا ما تجاوز حجم الورم حجم البرتقالة، أو كان قرباً من موقع نمو الجنين فإنه يمكن أن يسبّب اختلاطات في الحمل. وفي هذه الحالة قد تكون المرأة بحاجة لإستئصال الورم الليفي وحده (لا الرحم بأكمله) ولكن ذلك على أي حال ينبغي ألا يجري الا عند الضرورة القصوى لأن الإستئصال يُمكن أن يورث المرأة ندوباً تُسبب عقمها.

س: ما هي أنسب أيام الشهر لإستقصاء الكتل الثديية؟
ج: للشابات قبل سن اليأس، فإن أنسب الأوقات لإجراء فحص ذاتي للثدي، هو الوقت الذي يعقب العادة الشهرية، حيث يخفّ تضخمّ الثديين ويصيران أقل تحسساً بالألم. تأكّدي من تكرار الفحص في نفس الوقت من كل شهر، لأن الثديَيْن يكونان عرضة لتبدّل خفيف طوال فترة الدورة الطمثية، وبذلك يتبدّل ملمسهما بين وقت وآخر من الشهر.
س: ما هي أصحّ طريقة للفحص الذاتي للثدي؟
ج: تمدّدي وضعي وسادة تحت كتفك الأيمن. ضعي ذراعك الأيمن تحت رأسك. افحصي ثديك الأيمن والمنطقة الواقعة بين الثدي والإبط، وكذلك الإبط نفسه، مستخدمة في ذلك بطن الأصابع الوسطى الثلاثة لليد اليسرى. زحزحي نسيج الثدي بشكل دوائر صغرى، مع الضغط بحزم على النسيج. يُمكن في أثناء ذلك أن تكون الدوائر المضغوطة متراكزة ومتجهة نحو الحلمة، أو متوازية صعوداً وهبوطاً متجهة من أحد جانبَيْ الثدي الى جانبه الآخر، أو بشكل اسفين. وتكرّر العملية نفسها على الثدي الآخر.
بعد فحص ثدييك كليهما قفي أمام المرآة وانظري اليهما بتمعن: هل هنالك أي شذوذ في مظهرها، بما في ذلك تبدلات بالحلمة أو نقرة بالجلد.
تحسّسي وجود كتلة بارزة ناتئة من بقية نسيج الثدي. إبحثي عن أيّ تبدّل كبروز كتلة لم تكن موجودة من قبل أو الإحساس بألم لم يكن له وجود في السابق، افرازات غريبة من الحلمة، أو تبدلات جلدية.

ان وجود كتلة في الثدي لا يعني أبداً وجود سرطان. اذ أن نسبة تصل الى 80 % من الكتل الثديية هي حالات حميدة سالمة من الخباثة. فالكتلة الطرية القابلة للتحرك قد تكون كيسة أو نفطة تتشكل بسبب تجمعّ سائل في إحدى قنوات الحليب بالثدي. وهذه الكيسات التي يكثر وجودها بين نساء تتراوح أعمارهن بين 35-50 سنة، متعددة الأحجام وقد يرافقها ألم وبخاصة قبيل مجيء العادة الشهرية. كما أنها قد تصيب المراضع بسبب تراكم الحليب في الكيسات.
س: ما هي أهم مواعيد أخذ صور إشعاعية للثدي؟
ج: لم يتمّ البت في السن التي يجب فيها أخذ صور إشعاعية للثدي. غير أن الأدلة توحي بضرورة أخذ صُوَرْ بشكل منتظم للثدي، حتى قبل الخمسين من العمر. ويدعو المختصون الى ضرورة أن تأخذ المرأة حتى سن الأربعين صورة إشعاعية تتخذها وسيلة قاعدية للمقارنة، تعقبها صورة كل عام أو عامَيْن بين الأربعين والتاسعة والأربعين من العمر، وصورة كل عام بدءاً من الخمسين.

س:الإنتباذ البطاني الرحمي هل يصعب تشخيصه؟
ج: وهو علة تصيب منطقة حوض المرأة، وكثيراً ما تغيب عن عين الطبيب أو احساس المريضة بها، الى أن تتطوّر وتكبر. وفي هذه الحالة ينمو نسيج منفصل عن الرحم، في مكان واقع خارجه، ويلتصق بأحد أعضاء منطقة الحوض، وغالباً ما يُسبب آلاماً حادة وعقماً للمرأة أحياناً. ان من المهم وضع اليد على الإنتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis) في وقت مبكر بالنظر الى أن هذه الحالة يُمكن تبطيئها عن طريق الأدوية.
ونظراً الى بطء تقدّم هذا المرض، فإن الفحوص الحوضية، بل واخبارات فائق الصوت كثيراً ما تخطئ الإهتداء الى هذه الحالة، الى أن يلحق بالمريضة أذى خطير. وأحد الإختبارات التي يُمكن عن طريقها الإهتداء الى الإنتباذ البطاني الرحمي في مراحله المبكّرة هو الإختبار المسمى “تنظير جوف البطن” (Laparoscopy)، في منطقة الحوض. قد ينفر الأطباء من تنظير جوف البطن لأنه اجراء جراحي. وكونه عملاً جراحياً، فإنه يحمل ما تحمله الجراحة من محاذير محتملة. ومع ذلك، فإنه ضروري ولا مناص من إجرائه اذا كانت المرأة المريضة تعاني مغصاً ممضّاً أثناء العادة الشهرية أو أثناء العمل الجنسي، أو تصاب بآلام حوضية بين الحين والحين، تدوم أكثر من بضعة أشهر.