من لقاء بوتين واردوغان في أوزبكستان
العقوبات الأميركيّة على روسيا بدأت مفاعيلها تظهر في قطاعات اقتصاديّة وماليّة عدّة، فبعد انسحاب شركات تأمين من السوق الروسي، من أبرزها Generali، Ingosddtrakhg، Euro Assistance وAllianz، التي قرّرت بيع عمليّاتها الروسية لشركة Zetta Insurance، أعلنت وكالة انترفاكس الروسيّة، أنّ شركة “تويوتا” أغلقت مصنعها في “بطرسبورغ” وهي حاليًا تسرّح جميع الموظّفين بسبب استحالة استئناف التوريد. كذلك وصلت تداعيات العقوبات إلى المصارف، فالبنكان Deniz وIS (إيش)، وكلاهما تركيان، علّقا استخدام نظام المدفوعات الروسي MIR عقب حملة أميركيّة اتّهمت فيها أشخاصًا يساعدون موسكو عبر هذا النظام في تجنّب العقوبات التي فرضت عليها بسبب الحرب في أوكرانيا.
ويأتي هذا القرار بعدما وسّعت واشنطن نطاق عقوباتها لتشمل رئيس الكيان الذي يدير منظومة MIR التي أقبل عليها عشرات الآلاف من السياح الروس الذين وصلوا إلى تركيا هذا العام. ويعكس تعليق جهود اثنَيْن من البنوك التركية الخمسة، تجنّب التأثر بالمعركة المالية بين الغرب وروسيا، إذ تتّخذ الحكومة التركية موقفًا دبلوماسيًا متوازنًا.
مسؤول في بنك إيش IS الذي هبطت أسهمه عشرة بالمائة، أوقف استخدام نظام مدفوعات MIR ويجري تقييمًا للعقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزنة الأميركيّة. وبهذا الصّدد قال: “أنّ البنك حريص على الامتثال للقوانين واللوائح الوطنيّة والدوليّة ومبادئ الأعمال التجاريّة”.
وردًا على طلب للتعليق، قال بنك Deniz: “نحن غير قادرين حاليًا على تقديم الخدمة”، في إشارة إلى MIR. وكان البنك قد قال في وقت سابق أنّه “يعمل وفقًا للوائح العقوبات الدوليّة”.
ومعروف أنّ أنقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي، تعارض العقوبات الغربية على روسيا من حيث المبدأ، علمًا أنّ علاقات وثيقة تربطها بكلّ من موسكو وكييف جيرانها في البحر الأسود. كما أدانت تركيا الغزو الروسي وأرسلت طائرات مسيّرة مسلّحة إلى أوكرانيا في إطار توازنها الدبلوماسي.
ومع ذلك، يقول دبلوماسيون أنّ الدول الغربية تشعر بقلق متزايد إزاء تنامي العلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا، خاصة بعد عدّة اجتماعات بين الرئيسَيْن رجب طيب اردوغان وفلاديمير بوتين، بما في ذلك الأسبوع الماضي في أوزبكستان.
وفي الشهر الماضي، أرسلت وزارة الخزانة الأميركية خطابا إلى الشركات التركية الكبرى تحذرها من إمكانية التعرّض لعقوبات إذا واصلت العلاقات التجارية مع الروس الخاضعين للعقوبات. وذهب العديد من الروس إلى تركيا بعدما أصبحت خيارات السفر قليلة أمامهم عقب غزو بلادهم لأوكرانيا في شباط (فبراير)، وأوقفت العقوبات استخدامهم بطاقات الائتمان الأميركية. وتصف روسيا أفعالها في أوكرانيا بأنها “عملية عسكرية خاصة”.
وما زال نظام MIR مستخدما من قبل ثلاثة بنوك تركية حكومية.