اللؤلؤ يستعيد مجده
جناح التصاميم الإماراتية في معرض المجوهرات والساعات 2022 الذي يُقام في رحاب مركز أبوظبي الوطني للمعارض ADNEC، شُهد مشاركة نخبة من المصمّمات الإماراتيات، ممن عرضن تصاميمهن الفريدة التي جمعت ببراعة مطلقة وحرفية عالية بين التراث الإماراتي العريق وخطوط التصاميم المعاصرة، لإنتاج أيقونات خالدة بالاعتماد على المعدن الأصفر والأحجار الكريمة واللؤلؤ والألماس.
بخصوص نسخة هذا العام، فقد سُجّل استعراض مجموعات فريدة للمصممات الإماراتيات، ما يجسّد مستوى تطوّر وتقدم صناعة الذهب والمجوهرات على المستوى الخليجي، ويؤكد سعي بنات الإمارات وعملهن الدؤوب للتميز.
في هذا الصدد، تحدّثت مصممتا علامة عبالي للمجوهرات عبير وريما الربيدي، عن هذا المشروع، بالقول: لقد بدأت انطلاقتنا في العام 2017 وقد استوحَيْن فكرة تصاميمنا من شغفنا بجمال وروعة الخط العربي بجميع أنماطه البديعة، لذلك جسّدنا من روعة لغتنا الحبيبة بمنحنياتنا الأخاذة أنماطاً من التصاميم الخاصة بنا”. أضافتا: “استطعنا من خلال ما صمّمناه من قطع فريدة أن نجسّد حبنا لتراثنا العريق الذي شغل فيه اللؤلؤ الطبيعي المميّز بجودته العالية، مكانة رفيعة جعلت التجار يتهافتون عليه. نجحنا في دمج اللؤلؤ الطبيعي مع الخط العربي الأصيل في تشكيل أنماط متنوعة من القطع الفريدة التي تلائم مختلف الفئات العمرية”. تابعتا: “وبالفعل نجحنا في تصميم أكثر من 15 نوعاً من القطع الفريدة بأشكال هندسية متنوعة، المطعم باللؤلؤ الطبيعي وأصداف اللؤلؤ وحجر الملكايت والكوارتز والياقوت والروبي بالإضافة للألماس”.
س: وهل واجهتما صعوبات؟
ج: واجهتنا الكثير من التحديات عندما بدأنا مشروعنا، وكان أصعبها نظرة الجيل الجديد للؤلؤ باعتباره ينتمي للموضة القديمة وغير الملائم للفئات العمرية الشابة، لذلك كرّسنا جهودنا لتغيير هذا الاعتقاد السائد، فعملنا على إنتاج قطع من المجوهرات بتصاميم عصرية باستخدام اللؤلؤ والذهب عيار 18 قيرطاً. وهكذا شهدنا إقبالاً منقطع النظير من مختلف الفئات العمرية بمن فيهم المواليد”.
س: ولماذا اخترتما اسم “عبالي”؟
ج: لنخلّد قصة تراثنا وماضينا لتظلّ خالدة راسخة في ذاكرة الأجيال: على البال دوماً. ان تصاميمنا تتميز بنقوش من الذهب تحمل أسماء أو عبارات أو تواريخ أو رسومات بناءً على رغبة العملاء. ولا تقتصر مجموعتنا على الحلي الخاصة بالنساء، إذ أننا نصمّم أيضا المسابح والميداليات الخاصة بزينة للسيارات. لقد لاقى مشروعنا استحسان العملاء، وبدأنا نتوسع على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ونتطلع إلى مزيد من التقدّم لتغدو “عبالي” اسماً رائداً في عالم المجوهرات العالمي.
الى ذلك، تحدثت المصصمة عائشة بن هندي مؤسسة مجوهرات Toi عن مسيرتها قائلةً: “بدأت رحلتي مع تصميم المجوهرات نتيجة شغفي بتقديم كل ما هو مميّز، لقد عشتُ طفولتي في كنف عائلة تتمتع بحس عالٍ وتذوق رفيع لكل ما هو مميّز، ما طبع شخصيتي بِسِمَة خاصة. كانت عائلتي حريصة على زيارة معارض المجوهرات في مختلف أنحاء العالم وكنت أرافق أفرادها في رحلاتهم، ومن أبرز الوجهات التي كنّا نحرص على زيارتها بشكل سنوي معرض “بازل” في سويسرا الحدث الأضخم الذي يضمّ نخبة من رواد صناعة الساعات والمجوهرات. لقد أحببت عالم المجوهرات ولفت نظري روعة تصميمها منذ طفولتي. ان ذكريات الطفولة وما رسمته في مخيلتي من صُوَر لقطع فريدة، ألهمتني لتأسيس علامتي الخاصة، لأترجم ما أحمله في مخيلتي إلى قطع تتميز بالخصوصية بحرفية عالية وإتقان منقطع النظير. عملت بجد لأبرهن أننا نساء إماراتيات قادرات على مواكبة العلامات العالمية، وتصنيع منتجات محلية بأنامل إماراتية مبدعة، أطلقت مجوهرات Toi والتي تعني باللغة الفرنسية أنت، تكريماً للنساء عبر إطلاق مجوهرات فريدة للمرأة المميزة”. أضافت: “لقد اعتمدت على الذهب عيار 18 قيراطاً، والألماس ” VS” الممّيز بنقاوته بدرجة اللون “G” في قطع الحلي التي أنتجها. أما السمة المميّزة بالمجموعة الخاصة بي فهي “السباركل” التي تعني بالنسبة الي الجمال والتميز. لدي الكثير من المجموعات التي تمتلك الروح وسِمَة التميز ذاتها، بالإضافة إلى مجموعة تمتلك خصوصية ورونق مميز تدعى Toi et Moi معناها ” أنا وأنت” تتيح إمكانية اختيار الأحرف لتشكيل الأسماء، وأمتلك قطعاً فريدة ضمن المجموعة تحت عنوان ” في القلب” صنعت منها تحفتان ” أبوظبي في القلب” و”دبي في القلب” واستخدمتُ الألماس واللؤلؤ لتشكيل هذه المجموعة بأسلوب فريد ومميّز. لذلك، لاقت مجموعاتي رواجاً كبيراً، ما دفعني الى المشاركة في معارض عالمية مثل “أسبوع باريس للموضة” الذي عرضت خلاله مجموعاتي الفريدة”.
كذلك، تحدثت المصممة خديجة السلامي مؤسسة “حرف ونقش للمجوهرات” قالت: “استلهمت المجموعة الخاصة بي من الحرف والنقش العربي. أحببت إظهار الفن والتراث الإماراتي بطريقة عصرية وعملية. تتميّز القطع التقليدية لدينا بكبر حجمها، إذ كانت تُحفظ في الخزنة “التجوري”، واستخداماتها مقتصرة على الأعراس والأعياد والمناسبات الكبيرة، لذا قررت العمل على تصاميم لقطع صغيرة بأسلوب عصري، بحيث تلائم مختلف الفئات العمرية للاستخدام اليومي. ولقد لاقت التصاميم القبول والاستحسان. أما أبرز التصاميم فهي الشناف العربي القديم، وبعض التصاميم أخذتها من العمران الإماراتي المطرز بنقوش وتصاميم فريدة من المباني والأحياء الإماراتية. كذلك استوحيت تصاميمي من إمارة أبوظبي العاصمة الشهيرة بفخامتها، اذ استخدمت حجر “الروبي” وعملت على دمجه مع حجر “الزفير” في تصميم فريد يعبر عن فخامة العاصمة ومكانتها المميزة، كما استخدمت الزمرد مع الزفير في شناف الشارقة لتجسيد روعة الهدوء والشعور بالسكينة في إمارة الشارقة عاصمة الثقافة، وألهمتني منطقة الشندغة القديمة في دبي التي تتضمن تفاصيل دقيقة لبواباتها ونوافذها الجميلة لإنتاج تصاميم مميزة، كما استوحيت بعض التصاميم من البيئة البحرية التي كانت تعتمد على السفن الشراعية، لذا أطلقت عليها مجموعة “الشراع”. تابعت: “أشارك في معرض المجوهرات والساعات المُقام في أبوظبي للمرة الثالثة، بالإضافة لمشاركتي في معارض للمجوهرات في دبي والشارقة، وعلى المستوى الإقليمي شاركت في معرض في السعودية والكويت والبحرين، وعلى مستوى العالم شاركت في معارض غايبور والهند وبانكوك واسطنبول ومومباي.
وفي الموضوع نفسه، تحدثت المصممتان الإماراتيتان الشابتان سلامة ومريم علي الخريم الزعابي، مؤسستا علامة إم كيو للمجوهرات قالتا: “نحن نعشق الرسم والتصميم منذ الصغر، ساقنا شغفنا لدخول مجال تصميم المجوهرات والحلي لإنتاج قطع فريدة تحمل بصمتنا الخاصة. بدأنا العمل على مشروعنا منذ العام 2020. نحن طالبتان في الجامعة إذ يدرس كلٌّ منا ضمن تخصص بعيد عن عالم المجوهرات، فسلامة تدرس الأمن الوطني في أكاديمية ربدان، وأما مريم تدرس الهندسة الصناعية في جامعة خليفة”. تابعتا: “بدأت فكرتنا من تجسيد رسوماتنا وتحويلها إلى قطع من المجوهرات. وبدعم من والدتنا تمكّنا من تحقيق الحلم وتحويله إلى واقع وأصبحت الرسوم التي تخطّها أقلامنا قطعاً فريدة مصنوعة من المعدن الأصفر ومزينة بأحجار الألماس، نحن نرسم القطعة بناءً على رغبة العملاء وميزانياتهم وننفذها بمنتهى الإتقان. لقد شاركنا للمرة الأولى في معرض المجوهرات والساعات 2022، ونطمح إلى توسيع نشاطنا لتصبح “إم كيو” من العلامات التجارية الرائدة على مستوى المنطقة والعالم أجمع”.
يُذكر أن معرض المجوهرات والساعات 2022، يستمر حتى 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، أي حتى نهاية يوم غد مساء.
مجموعة من المجوهرات صمّمتها إماراتيات
شاركن في المعرض