للصداع كمامات باردة
من التهاب الحَلقْ الى لسع البعوض، مروراً بالأنف المحتقن ونوبات السعال وعسر الهضم والإمساك وغيرها، حالات نشكو منها دائماً ونقف ازاءها عاجزين لا ندري ما نفعل وأي دواء نتناول. هذا التحقيق الذي اعدّته باسكال هبر بجاني، الاختصاصيّة في علم الأحياء، يُرشدك الى وصفات منزلية لا تُتْعِب ولا … تُكلّف! فإلى المقال…
باسكال هبر بجاني
كثيرة هي الأعراض اليومية التي لا يسلم منها انسان: وجع عضلي بسبب نقل المفروشات من غرفة الى أخرى، عَسْر هضم بسبب الإكثار من الطعام، احتقان الأنف والتهاب الحلق… وغيرها الكثير من هذه الحالات البسيطة. فكيف يمكن الإنسان التخلّص السريع من هذه المزعجات؟
ان الطبيب حتى في هذا العصر الذي يزخر بالأدوية الرفيعة التقنية، كثيراً ما يوصي باللجوء الى بعض الوصفات المأمونة الشعبيّة والمنزلية، دونما ضجيج… وصفات لا يخلو منها منزل. ولكن ان استمرت الأعراض أو ساءت، رغم استخدام تلك الوصفات، فإن على المريض عندها، أن يعرض الأمر على الطبيب.
– لتلطيف التهاب الحلق. ينتج التهاب الحلق عادة، إما عن زكام أو أرجية (حساسية)، فهاتان الإصابتان تسبّبان التهاب أنسجة الحلق وزيادة الإفرازات المخاطية. حاول العلاج التالي: تغرغر بماء مملح دافئ (نصف ملعقة صغيرة من الملح مذابة في نصف كوب من الماء)، أربع أو خمس مرات في اليوم، لأنّ الماء الدافئ المالح يعمل على غسل السوائل المخاطية ويؤدي الى توسيع الشعيرات الشريانية في الحلق، ما يزيد مقدار الدم المتدفّق الى المنطقة المصابة، وبالتالي يُغرق المنطقة بالجسيمات الأضداد المقاومة للخمج.
كذلك، اشرب متمهلّاً نقيع عرق السوس الدافئ. فعرق السوس يحتوي على مادة Glycyrrhizin وهي مادة كيميائية طبيعية تحفّز أغشية الحلق الى إفراز سوائل تعمل على طرح المواد المخاطية. (السكاكر المصنوعة من عرق السوس مفيدة أيضاً).

– لـ “فتح” الأنف المحتقن. بهرّ طعامك. فمادة الــ Capsaicin الموجودة في الفليفلة الحرّيفة، ومادة المنتول في النعناع، ومادة Zingerbarones في الزنجبيل… كلّها مواد كيميائية تساعد على إسالة ماء الأنف ودَمْع العين، ما يساعد في تمييع المادة المخاطية ويسهّل خروجها بالإمتخاط.
وإلى ذلك، استنشق البخار من فوق وعاء مملوء بالماء الحار أو مرذاذ (دوش) دافئ لتمييع المخاط. كذلك استعمل بعض القطرات الأنفية (بعد استشارة الطبيب) لترطيب المسالك الأنفية.
– لتهدئة نوبات السعال. مصّ قطعة سكاكر يابسة. فالمواد السكرية هي مواد مطرّية تغلّف مؤخرة الحلق وتقمع مؤقتاً الإحساس بالدغدغة الذي يحمل الشخص على السعال. اصنع شراباً دافئاً. اغل ما زنته خمسون غراماً من الماء. أثناء وضع الماء على النار، القِ فيه ملء ملعقة صغيرة من السكر، ضع قطعة قرنفل صحيحة وشريحة ليمون في كوب وصبّ فوقها الماء الحار. سخّن (ولا تَغْلِ) بعض الروم، وأضف الى كوب المزيج السابق. رش قليلاً من مسحوق جوزة الطيب، وحرّك الجميع بعود قرفة طلباً للنكهة، فالسكر يعمل على الحدّ من السعال. والليمون يمكن أن يميع المادة المخاطية في الصدر والحلق، والروم يمكن أن يرخي الجسم. إياك وتعاطي المشروبات الكحولية أثناء تناولك علاجات الزكام أو السعال، لأن ذلك قد يؤدي الى الإصابة بحالة خطيرة من السبات.

– لتخفيف آلام الصداع. أثناء نوبة صداع الشقيقة قد تصاب الأوعية الدموية في الرأس بالتوسّع. ووضع كمادات باردة في حالة توسّعها قد يساعد في تضييق هذه الأوعية. ولكن بالنظر الى ان الأوعية الدموية يمكن أن تتقبّض أيضاً أثناء نوبة الشقيقة، فإن الكمادات الدافئة التي توسّعها قد تساعد أيضاً على تخفيف آلام الصداع. جرب الطريقتَيْن، لكي ترى أيهما أفيد لك اذا كنت مصاباً بهذا النوع من الصداع.
– عندما ياتي عسر الهضم. خذ كوباً من الصودا للقضاء على اضطراب المعدة (العَلَس)، فالأملاح القلوية تحيّد حموضة المعدة. تجنّب الأشربة الخفيفة المحتوية على الكافيين (مثل الكولا)، لأن هذه يمكن أن تساعد على زيادة تهيّج المعدة.
هل لديك غازات؟ تخلص منها بتناول شراب من النعناع الذي يحتوي على طارحات الأرياح، وعلى مواد كيميائية تساعد على تحليل الغازات واخراجها.
– لمعالجة الإمساك. كلّ ثلاث أو أربع حبات من الخوخ، أو اشرب كأساً من عصير الخوخ (اليرقوق)، فالخوخ غني بالألياف الغذائية، وهو يحتوي على مسهلات طبيعية تساعد على انطلاق المعدة خلال 48 ساعة.
كُلْ تفاحة، فالألياف غير القابلة للذوبان في قشور التفاح، وكذلك الألياف القابلة للذوبان في جسم التفاحة، تنتج كتلة برازية رخوة سريعة المرور المريح في الإمعاء. اذا استمر الإمساك لعدة أيام رغم تناولك هذه العلاجات، أو اذا لاحظتَ حدوث تبدل فجائي في عادات تفريغ الإمعاء، فعليه استشارة طبيبه، تحسباً من حدوث حالات صحية أخطر من مجرّد الإمساك.

– لوقف الإسهال. أقصر طعامك يوماً أو اثنين على أطعمة خفيضة الألياف تشمل الأرز الأبيض المغلي والموز. فالنشاء في الأرز يكتل البراز، والموز يعوّض البوتاسيوم الذي يفقده جسم الإنسان بسبب الإسهال. والجسم في حاجة لهذا المعدن كي يظل قادراً على التحكّم في ضربات القلب ودفعات الأعصاب.
والإسهال يسبب التجفاف، لهذا لا بدّ من ارتشاف محلول محتو على الملح والسكر (ذوب ملعقة صغيرة من ملح الطعام وأربع ملاعق صغيرة من السكر، في 1،14 ليتر، ويساوي ربع غالون من الماء). فالسكر والملح في الماء يساعدان الجسم على سرعة امتصاص الماء. واذا استمر الإسهال أكثر من يومَيْن، فعليك مراجعة الطبيب.
– لتسريع شفاء الجروح والكشوط. جفّف الجرح بواسطة آلة تجفيف الشعر. فالجراثيم المسببة للأخماج التي تحدث تباطؤا في عملية الشفاء، تحب الجلد الرطب. وللمساعدة على الشفاء السريع للجرح، لا بدّ من الحفاظ عليه نظيفاً جافاً. اغسل مكان الجرح بالماء والصابون ثم جفّفه بصورة غير مباشرة بمجفّف للشعر. بعد جفاف الجرح إدهنه بمرهم من المضادات الحيوية، وضمده بمضاداة نظيفة. كرّر هذه العملية كلّها مرَتَيْن يومياً الى أن يبرأ الجلد. في الجروح التي تحدث ثقباً جلدياً، أو تسبب نزفاً شديداً، راجع الطبيب للتأكد من حاجتك الى حقنة الكراز و/أو غرز الجرح.
– لمعالجة قروح الرشح. امسحْ القرحة على الشفة بالكحول، ثلاثًا أو أربع مرّات يوميًا، فالكحول تحيّد الفيروس المُسبّب للقرحة، وجفّفها من أجل مساعدتها على الشفاء. إذا انعدم وجود الكحول، فجرّب مسح المكان بالكولونيا والعطور المحتوية على الكحول.
– لوقْف الفُواق (الحزوقة). إنّ الفُواق وهو تشنّجات الحجاب الحاجز والأعصاب المتحكّمة بالمزمار (الفتحة في مؤخرة الحلق)، تثيره شارات صادرة عن الدماغ. لذا، فإنّ كلّ شيء من شأنه التدخّل في انطلاق هذه الشارات، لا بدّ أن يوقف الفُواق. جرّب لذلك الحلّيْن التاليَيْن:
- ضعْ قطرتَيْن من الخلّ على مكعّب سكّر، ومصّ المكعّب حتى يذوب في فمك. فطعم الخلّ الحرّيف وخشونة قطعة السكّر على اللسان يرسلان شارات حسيّة إلى الدماغ يمكن أن تتدخّل في عمليّة الفُواق وتوقّفها.
- خُذْ نفسًا عميقًا وأبقِه في رئتَيْك أطول مدّة ممكنة. أخرِج النّفس ثمّ خُذْ نفسًا آخر، وكرّر عملية استبقائه مرّة أخرى. فالتراكم المؤقّت (وغير المؤذي) لثاني أكسيد الفحم في الجسم، لا بدّ أن يكون من شأنه وقف انطلاق شارات الفُواق.

– لتخفيف الالتواء و”الفكشة“. إلتواء المفصل أو خروجه من موضعه يمكن أن يسبّب قطع الشرايين الشعريّة في مكان الإصابة، ما يسبّب تسرّب كمية قليلة من الدمّ إلى الأنسجة المجاورة، وإحداث تورّم وألم وتكدّم. حاول هذه الطريقة العلاجيّة ذات الشقّيْن: بعد الإصابة مباشرة ضعْ فوقها كمادة مثلوجة. فبرودة الثلج تسبّب تقبّض الشرايين الشعرية ما يقلّل تسرّب الدمّ إلى الأنسجة المجاورة، ويخفّض التكدّم والورم. كما أنّ كمّادة الثلج تسبّب أيضًا تنمّل المنطقة ما يخفّف الألم.
بعد بضعة أيّام، ضعْ كمادات دافئة على مكان الإصابة لمدّة ثلث أو نصف ساعة (كرّر المعالجة الحراريّة عدّة مرّات إلى أن تختفي الكدمة). فالحرارة توسّع الأوعية الدمويّة، ما ينتج عنه زيادة تدفّق الدمّ. وهذا يساعد على محو الكدمة وذلك عن طريق إزالته خلايا الدمّ الأخرى التي يمكن أن تكون قد تكدّست عند مكان الإصابة. كذلك فإنّ الحرارة تُسبّب ارتخاء النسيج المُصاب ما يسهّل حركته ويقلّل ألم الحركة.
– لمعالجة الحروق الشمسية. الحرق الشمسي يوسّع الشرايين الشعريّة، ما يؤدّي إلى انتفاخ الجلد واحمراره. وطُرُق المعالجة التالية تُبرّد الجلد وتُسبّب تقبّض الشرايين وتلطيف الانزعاج.
* إنقعْ مكان الحرق الشمسي في حوض ماء أو ضعْ عليه كمادة باردة.
* قبل دهن المكان بكريم مكافحة الحرق، برّد الكريم بوضعه في الثلاّجة. فهذه المواد المبذولة غالبًا ما تكون محتوية على المنتول، وهو مخدّر طبيعي موضعي يقوم بتنبيه الأعصاب في الجلد التي تستشعر البرودة وتقمع الأعصاب التي تحسّ بالألم. وتبريد الكريم قبل وضعه على مكان الحرق الشمسي، يقوّي مفعوله الملطّف.

وإذا كان الحرق الشمسي أحمر داكنًا، أو عليه نفطات، أو كان يغطّي مساحة أوسع من راحة يد المُصاب، فعليه أن يعرض نفسه على الطبيب للحصول على معالجة طبيّة طارئة.
– لسع البعوض. إفركْ المكان بمكعّب ثلجي. فالسمّ الذي تنفثه البعوضة يوسّع الأوعية الشعريّة، ما يسبّب ظهور النتوء المعروف على الجلد في مكان اللسعة. ومكعّب ثلجي ملفوف بقطعة قماش إذا وُضع فوق المكان لمدّة خمس إلى عشر دقائق، فإنّه يؤدّي إلى تضيّق الأوعية، وهذا يخفّف الورم، ويُحدث تنمّلاً مؤقّتًا للأعصاب الناقلة لشارة الحكّة.
لتخفيف الحكّة الثماليّة، يُمسح مكان لسع البعوض بمعجون من بيكاربونات الصودا والماء، بعد معالجة المكان بالثلج. وقد يكون سبب التخفيف راجعًا إلى أنّ هذا المعجون يحيّد السموم التي تنفثها البعوضة.

إغسلْ مكان المعجون بعد عشر دقائق من وضعه على المكان. كرّر هاتَيْن الخطوتَيْن كلّ ثلاث أو أربع ساعات إلى أن تتوقّف الحكّة.
– إحذر: إنّ الأطبّاء يحذّرون من المعالجات التالية يالرغم من أنّ بعض الناس قد يتوهّمون بأنّها منطقيّة وإن كانت في الحقيقة مؤذية. وضع الزبد أو المواد الزيتيّة على الحرق. شرب الماء وصودا الطهو لمعالجة اضطراب المعدة. إنّ محلولاً كهذا يؤدّي في الأحوال الطبيعيّة إلى تخفيف عسر الهضم، لكن ذُكر أنّ عدّة أشخاص أصيبوا بانشقاب معدي بعد شربهم صودا الطهو مع الماء أو السوائل الأخرى. أشعّة الشمس لا تجفّف أمراض حبّ الشبابـ بل انها قد تزيدها سوءًا. غسلْ مكان الاكزيما بالصابون يمكن أن يضرّه لأنّ الصابون يمكن أن يجفّف الجلد ما يزيد في تهيّجه، بدلاً من الصابون، استعمل لوسيونًا مطهّرًا خفيفًا.

