غلاف العدد الخاص الصادر عن ال GAIF
ما ان رفعت الولايات المتحدة الأميركية العقوبات المفروضةعلى سوريا للسماح لدول العالم بتقديم المساعدات بعد زلزال تركيا المدمّر الذي أصابها في الصميم، وذلك لمدة ستة أشهر تنتهي في الثامن من آب (أغسطس) 2023، حتى بدأت المساعدات الإنسانية تتقاطر الى سوريا عبر الحدود البرية والجوية والبحرية. وكانت العقوبات الأميركية ضدها تنطوي في السابق، على عدد من الإستثناءات المتعلقة بتقديم المساعدة الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. ووفق النائب الأول لوزير الخزانة الأميركية أديوال أدييمو، فإن الترخيص الممنوح لا يغطي الإجراءات المتعلقة ببيع النفط السوري والمنتجات البترولية، كما أنه لا ينطبق على الأشخاص الذين أشارت السلطات الأميركية الى ممتلكاتهم سابقاً على أنها “ممتلكات محظورة”.
ووفق تقرير لوكالة “شام” نُشر أمس الأربعاء (15-2-2023)، فإن عدد الطائرات التي وصلت مطارات سوريا حتى الساعة 10 صباحاً بلغت 112 طائرة محمّلة مساعدات وآتية من الدول التالية: 34 طائرة من الإمارات، 11 من العراق، عشر طائرات من ليبيا، 7 لكل من جزائر وإيران، خمس من سلطنة عمان، أربع من كازاخستان، ثلاث من كل من مصر، بيلاروسيا، الصين، روسيا، الأردن، تونس وأرمينيا، وطائرتان من كلّ من السعودية والهند وباكستان ومنظمة الصحة العالمية، وطائرة واحدة لكلّ من بنغلادش والسودان والشيشان وفنزويلا. ومن الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء (15-2-2023) وصلت 10 طائرات متنوّعة المصدر من الإمارات وليبيا والسعودية وبيلاروسيا والصين وكازاخستان. وهذه حطّت في كل من دمشق 74 رحلة، وفي حلب 83، وفي اللاذقية وصلت إلى 27 رحلة. وكان لبنان ساعد عبر فريق مدرّب في انقاذ مفقودين تحت الركام، كما سهّل عبر معابره البرية، انتقال عشرات الشاحنات المحمّلة مساعدات، رغم الظروف الإقتصادية والإجتماعية التي تمرّ به.

الى ذلك أشارت وكالة “شام” الى أن بعض الطائرات حملت مساعدات نوعية كالمشافي الميدانية والأجهزة الطبية وكراسي الأطفال، فضلاً عن الغذاء. وتوجهت أغلبها للجرحى والمصابين. ومن المتوقع أن يستمر إرسال المساعدات يومياً، علماً أن معظم الدول تجدّد أذونات تحميل مساعدات إلى سوريا.
يُشار إلى أنّ النشرة الالكترونيّة العائدة للاتحاد العام العربي للتأمين أصدرت عددًا خاصًا بزلزال تركيا وسوريا 2023 من تسع صفحات بما فيها الغلاف الذي تصدّرته صورة عن دمار كبير تسبّب به هذا الزلزال، مع كلمة “عزاء لأُسَر الضحايا ومواساة للجرحى، وتضامن مع الذين تضرّرت بيوتهم وأعمالهم”، كما جاء في هذه الكلمة التي وقّعها الأمين العام شكيب أبو زيد، وختمها بعبارة “حَفَظَ الله الشعب السوري من كلّ مكروه”.

ونقرأ في الصفحة الثانية من هذا العدد الخاصّ مقابلة أجرتها “القاهرة الإخبارية” مع أبو زيد ذكر فيها أنّ “شركات التأمين مضطرّة لتعويض الأشخاص المؤمّن عليهم، أمّا من هم بلا تغطيات، فعلى الدولة أن تلعب دورها في هذا المجال”. وإذ طمأن الأتراك بأنّ شركاتها التأمينيّة مغطّاة بشركات إعادة، فضلاً عن وجود مجمّع تركي لإعادة التأمين، لديه تغطية تأمينيّة استعابيّة تُقدّر بــ 2،5 مليار دولار، علمًا أنّ هذا الصندوق أُنشئ للكوارث الطبيعيّة منذ زلزال اسطنبول في العام 1999، ما يُعدّ مثالاً يحتذى في وقت تفتقر الدول العربية إلى مثله، باستثناء المغرب والجزائر.
إلى ذلك، ركّز هذا العدد على قطاع التأمين السوري الذي عقد المسؤولون فيه اجتماعًا طارئًا في مقرّ هيئة الإشراف على التأمين تمّ خلاله تنسيق المبادرات لتقديم المساعدة للمتضرّرين من الزلزال وبالسرعة الممكنة والمناسبة، وبالتنسيق مع المحافظات المتضرّرة ولجان الإغاثة والأمانة السورية للتنمية.

تجدر الإشارة إلى أنّ شركات التأمين في سوريا وشركات إدارة الملفات الاستشفائية TPA قدّمتا الخدمة للمتضرّرين، بغضّ النظر عن شروط العقود، عدا عن توجيه فروعهم بسرعة لمعاينة الضّرر وسداد التعويضات. كذلك خصّصت هيئة الإشراف على التأمين في سوريا رقم “واتس آب” لاستقبال استفسارات المواطنين.
علاوة على ذلك، تضمّن العدد معلومات لصندوق النقد الدولي عن حجم تأثير الزلزال على الناتج المحلي الإجمالي خصوصًا مع تهدّم 29421 مبنى سكنيًا في عشر مدن تركية، متوقّعًا أن يتباطأ النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى 3،2% هذا العام، ليعود ويرتفع إلى 3،5 بالمئة في العام المقبل، بحسب المدير التنفيذي للصندوق محمود محي الدين.

وإلى ما أشرنا إليه في هذه العجالة، فإنّ في العدد الخاص لنشرة الــ GAIF مقالات أخرى تأمينيّة واقتصاديّة تجيب عن كثير من التساؤلات، ما يجعل هذا العدد، وبالسرعة الكبيرة التي أنجز فيها، مصدرًا من المصادر التي يُمكن العودة إليه في إطار البحث عن تداعيات زلزال تركيا الذي جاءت تأثيراته مشابهة إلى حدّ كبير لتأثيرات زلزال اسطنبول عام 1999.
