ألماس طبيعية غير مصنّعة
أصدر مجلس الماس الطبيعي Natural Diamond Council المصدّر الرسمي لهذه الحجارة الكريمة، أصدر تقريره التحليلي لعام 2023 بعنوان “حقائق الماس: الرد على الخرافات والمفاهيم الخاطئة بشأن هذه الصناعة”. ومن خلال هذا التقرير، شرع المجلس المذكور في معالجة المعلومات الخاطئة حول كل من الماس الطبيعي ونظيراته الاصطناعية.
David Kellie، الرئيس التنفيذي لمجلس الماس الطبيعي NDC، قال في هذا الصدد: “في عصر أصبح فيه المستهلكون أكثر فضولًا واستنارة من أي وقت مضى، فإنهم يرغبون في معرفة القيم والممارسات التجارية المسؤولة في الشركات، بل من جميع الجهات العاملة في هذا المجال التي يشترون منها”. أضاف: “إننا في هذا المجلس نودّ دعم المستهلكين في اتخاذ قرارات مستنيرة من خلال توفير المعلومات بشفافية”.
وبالفعل، فإن التقرير يعالج المفاهيم الخاطئة الشائعة حول صناعة الماس. ومن الحقائق التي تضمنها التقرير، ما يلي:
–بالمستطاع التفريق بشكل ملحوظ بين الماس المزروع مخبريًا وبين الماس الطبيعي، بحيث يُمكن التعرّف الى كلّ قطع الماس المزروعة مخبريًا باستخدام أدوات التحقّق المهنية، علماً أنه يتمّ إنتاج الماس بكميات كبيرة في غضون أسابيع قليلة، على عكس مليارات السنين التي يستغرقها جمع الماس الطبيعي الذي يتشكَّل تحت سطح الأرض، فضلاً عن ذلك، فالماس المزروع مخبريًا يُظهر ميزات وأنماطًا محدّدة مرتبطة بالتكوين، مع الإشارة الى أنه يحتاج الى طاقة كهربائية هائلة يتمّ الحصول على معظمها من شبكة الكهرباء، إضافة الى أن أكثر من 60٪ من الماس المزروع يُنتج مخبريًا بكميات كبيرة في الصين والهند اذ تنتج الدولتان ما يعادل 63 ٪ و74 ٪ تراتبياً بالاعتماد على شبكة الكهرباء التي تعمل بالفحم. كذلك يتطلّب تصنيع الماس المزروع مخبريًا درجات حرارة تعادل 20٪ من درجة حرارة سطح الشمس. أما الماس الطبيعي فيتكوّن على مرِّ ملايين وأحيانًا مليارات السنين، ويحدث في مناطق محدودة من الأرض في درجات حرارة وضغوط قصوى. مع ذلك، بلغ الانتعاش العالمي للماس الطبيعي ذروته في العام 2005 لينخفض بنسبة تزيد عن 30٪ في السنوات الـ 16 الماضية. ويُقدّر الانتاج السنوي من 1 قيراط الماس، أي ما يعادل حجم كرة التمرين.ت

جدر الإشارة الى أن الماس المزروع مخبريًا سجّل انخفاضًا كبيرًا في الأسعار في السنوات الأخيرة. فمن عام 2016 إلى 2023، انخفض متوسط سعر الماس المزروع مخبريا بوزن 1.5 قيراط، بنسبة تزيد عن 74٪، في حين أن أسعار الماس الطبيعي واجهت تغيرًا بدورها على مدار الـ 35 عامًا الماضية، اذ ارتفعت بنسبة 3٪ سنويًا في المتوسط. وبتفويض من الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، يتمّ حالياً تنظيم تجارة الماس الخام بشكل صارم لضمان خلوّها من النزاعات. وعلى سبيل المثال، فمجلس المجوهرات المختص RJC يضمن موثوقية الإمداد من خلال إصدار شهادات اعتماد مُدقّقة من جهات مختصّة. كذلك تقوم العلامات التجارية وتجار التجزئة والمجوهرات بشكل متزايد بتطبيق بروتوكولات وسياسات الإمداد الأخلاقية لإضفاء الشفافية على سلاسل الإمداد الخاصة بهم.يُذكر أن الماس الطبيعي يُساعد على حماية التنوّع البيولوجي في منطقة تغطي مدينة نيويورك، شيكاغو، واشنطن العاصمة، ولاس فيغاس مجتمعة. وهو ما يعادل أربعة أضعاف الأراضي المستخدمة من قبل الشركات الأعضاء في NDC لاستعادة الماس الطبيعي على مستوى العالم تقريبًا.
الى ذلك، يعود الماس الطبيعي بالنفع على البلدان التي نشأ فيها، اذ يؤمِّن سبل العيش لحوالي 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أن ما يصل إلى 80٪ من قيمة الماس الخام يعود الى المجتمعات في شكل مشتريات محلية، ومزايا توظيف، وبرامج اجتماعية، واستثمار في البنية التحتية، بالإضافة إلى الضرائب والأرباح المدفوعة من هذا المجال الصناعي إلى الحكومات المعنيَّة.
إشارة الى أن صناعة الماس الطبيعي في كندا تساهم في 24٪ من إجمالي الناتج المحلي في الأقاليم الشمالية الغربية.