يُمسك يده ليوقف الإرتجاف وهو يشرب الماء
في 11 نيسان (أبريل) من كلّ عام يُصادف اليوم العالمي لمرضى الشلل الرعاشي (باركنسون). وبهذه المناسبة الأليمة، وبخاصة لأهالي المصابين، تنطلق الحملات الإرشادية من جهات طبية ورعائية لنشر المعرفة وتقديم الإستشارات. ومن هذه الجهات، بل في طليعتها، شركة “غلوب مد” لإدارة الملفات الإستشفائية التي لا تترك مناسبة للتوعية الطبية، الا وتكون حاضرة للقيام بالمهمة المطلوبة منها.
أما لماذا 11 نيسان (أبريل)، فلأن هذا التاريخ يُصادف ذكرى ميلاد الطبيب البريطاني جيمس باركنسون الذي وصف هذا المرض وحدّد أعراضه وأهمها الفقدان التدريجي لنشاط العضلات الذي يؤدي الى ارتعاش الأطراف والرأس والتصلّب والبطء وضعف التوازن، علماً ان الرجال هم أكثر عرضة للإصابة به من النساء مع موت الخلايا العصبية التي تصنع مادة “الدوبامين” الكيميائية والتي تقوم بقتل السيالات العصبية للتحكّم بالحركة بشكل صحيح.

والملاحظ هنا أن المريض لا يحتاج الى أيّ علاج خلال المراحل المبكرة من مرض باركنسون، لأن الأعراض غالباً ما تكون خفيفة. ويُعيد البعض سبب تلك الأعراض الى العمر (فوق الستين عاماً)، مع أن سبب حصوله غير معروف، وإن كان يُعتقد انه يُنشأ من تفاعل معقّد بين العوامل الوراثية والتعرّض للعوامل البيئية مثل مبيدات الحشرات وتلوث الهواء.
وتُشير الدراسات التي اُجريت بهذا الصدد، الى ان معدل انتشار باركنسون قد تضاعف في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة، بحيث أظهرت التقديرات العالمية في العام 2019، أن هناك أكثر من 8،5 ملايين شخص يعانون هذا المرض. كذلك تُفيد التقديرات الحالية انه في العام 2020 تسبّب هذا الداء في 329 ألف وفاة. وفي أيار (مايو) من العام 2022، أقرّت جمعية الصحة العالمية خطة عمل بشأن الصرع وغيره من الإضطرابات العصبية، يُعمل بها حتى العام 2031. ومن المقرّر أن تُعالج هذه الخطة، التحديات والفجوات في توفير الرعاية والخدمات للأشخاص المصابين بالصرع وغيره من الإضطرابات العصبية مثل مرض باركنسون المنتشر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك السياسات الصحية العالمية التي تركّز على الوقاية والحدّ من المخاطر والتثقيف والتوعية وامكانية الحصول على العلاج والرعاية على مختلف مستويات النظام الصحي. ويسمح Support التابع للمنظمة، وهو برنامج التدريب على المعارض والمهارات على الإنترنت، بالتوجّه الى القيّمين على رعاية الأشخاص المصابين بالخرف وبمرض الباركنسون لتجديد معلوماتهم…
عودة الى نشرة التوعية لـ “غلوب مد” عن “مرض الباركنسون” لنشير، استناداً الى المعلومات المذكورة فيها، ان مرض الباركنسون أو الشلل الرعاشي، هو عبارة عن اضطراب دماغي يؤدي إلى فقدان السيطرة على العضلات تدريجيا نتيجة ضمور وتلف الخلايا المسؤولة عن إفراز الناقل الكيميائي “دوبامين”. علماً إن الرجال أكثر عرضة للمرض من النساء وبدءاً من العمر 62.
وتشمل الأعراض الحركية لهذا الداء:
-الارتجاف أو الارتعاش في اليدين والذراعَيْن والساقَيْن والفكَيْن والوجه.
-انعدام التوازن وصعوبة في المشي.
-صعوبة بالنهوض عن الكرسي.
-تيبُّس العضلات ما يؤدي لتقيد الحركة.
-قامة مُحْدَوْدَبَة.
وتشمل الأعراض غير الحركية: اكتئاب، فقدان حاسة الشم، مشاكل في النوم وصعوبة في التفكير والتركيز.
وبحسب نشرة “غلوب مد”، فإن الباركنسون يؤثّر في العديد من جوانب الحياة اليومية، لكن، بالمواظبة على العلاج، كما تغيير اسلوب الحياة، بإمكان المريض أن يحيا حياة نشطة. ولهذا يُنصح المرضى بتناول وجبات طعام متوازنة تشمل: الكالسيوم والفيتامين “د” لتعزيز قوة العظام، البروتين، فضلاً عن الخضوع لحمية غذائية غنية بالألياف وكثيرة السوائل لتجنب الإمساك.
كذلك تعزّز التمارين الرياضية القدرة على التنسيق والتوازن وتخفّف الإرتعاش. ولهذا، يُنصح بممارسة التمارين الرياضية ثلاث إلى أربع مرات اسبوعياً مدة ساعة. كما أظهر بعض الأبحاث أن ممارسة التمارين مثل ركوب الدراجة الهوائية، يُمكن أن تخفّف من عوارض المرض وحتى الحدّ من خطر الإصابة به.

وعند العناية بشخص مصاب بمرض الباركنسون، تذكّر ضرورة الاهتمام بسلامته من خلال:
-فتح المجال أمام المريض للحركة في المنزل وإزالة كل العقبات من أمامه، سيما السجاد والأسلاك الكهربائية وغيرها.
-ضمان سلامته في المطبخ من خلال عدم وضع أدوات الطبخ بين يديه، كذلك تنشيف بقع الماء عن الأرض لتجنّب إمكانية الإنزلاق.
-وضع مقابض اليد لحمايته في الحمام.
-وضع مماسك الى جانب السرير لمساعدته على النهوض.