السفير البابوي متوسّطًا من اليمين المطران جورج بقعوني، ظافر شاوي، البطريرك يوسف العبسي وروجيه نسناس
تكريم لافت من قداسة البابا فرنسيس بواسطة بطريركيّة إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك بشخص البطريرك يوسف العبسي، ولكلّ من السيدَيْن: روجيه نسناس وظافر الشاوي. ولم يكن هذا التكريم مُستغربًا بل كان طبيعيًا وفي محلّه، لأنّ العمل الإنساني والاجتماعي يبقى هو الأساس وهو الحجر الذي يُبنى عليه، والمُكرّمان وضعا هذا الحجر وعليه نَمت جمعية خيريّة تأسّست عام 1883، كما بُنِي عليه مشروع استشفائي رعائي حمل اسم “واحة الحياة”. وتمثّل هذا التكريم بالوسام الذي ناله كلّ من المكرّمَيْن: وسام الاستحقاق البابوي الذي لا يُعطى إلاّ لمن هو أهلٌ له وروجيه نسناس كما ظافر شاوي هما مَنْ يستحقّ هذا الوسام الذي يرمز إلى صليب القديس سيلفستر من قبل السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا الذي شارك في هذا الحفل، إلى جانب مطارنة بيروت المتعاقبين: جورج بقعوني، كيريللس بسترس ويوسف كلاّس.
ولا يُخفى على الكثيرين ماذا قدّمه هذان المكرّمان، أوّلاً على صعيد الجمعية الخيريّة الاجتماعيّة التي توسّع دورها وازدادت خدماتها منذ تسلّمها الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس والجهد الذي بذله بالتعاون مع ظافر شاوي لتنفيذ الرسالة الكنسيّة لناحية تقديم العَوْن والمساعدة، ليس فقط لأبناء طائفة الروم الملكيّين الكاثوليك وإنّما لمحتاجين من طوائف ومذاهب عدّة. على أنّ العمل المتميّز الثاني والذي يُعتبر تكملة لدور الجمعيّة الخيريّة، هو تنفيذهما مشروع “واحة الحياة”، مركز الرعاية الدائمة الذي أنشأته الجمعيّة الخيريّة الاجتماعيّة الذي عُدّ الأوّل من نوعه في لبنان وربما في الشرق العربي من ناحية الفكرة الاستشفائيّة الجديدة التي بُني عليها، من دون أن ننسى مشاريع عدّة أطلقها نسناس وشاوي تجسّدت بمشاريع تمويل خاصّة بالشباب وفي المناطق الريفيّة تحديدًا، فضلاً عن القروض الجامعيّة التي مُنحت لطلاّبٍ يعانون صعوبات مالية. يُضاف إلى كلّ ذلك، بناء الكنائس والمؤسّسات لتقوية أواصر أبناء الطائفة ودعمهم خصوصًا الذين هم في ضيقة.
في هذا الحفل، توالت كلمات الثناء على الرجلَيْن، الأولى للبطريرك يوسف العبسي الذي ثمّن دورَيْ نسناس وشاوي في خدمة الطائفة ولبنان بالتعاون مع المطارنة الذين تعاقبوا على أبرشية بيروت، ليُسلّط الضوء بعده السفير البابوي المطران باولو بورجيا على ما فعله المُكرّمان، سواء في الجمعية الخيريّة أو في “واحة الحياة” أو في المستوصف الذي لا يزال قائمًا ويخدم العشرات من المرضى. ثمّ كانت كلمة لرئيس مجلس إدارة “أكسا” روجيه نسناس شكر فيها للبابا كما للبطريرك مبادرتهما، قبل أن يستعيد بعض ذكريات الماضي لا سيما قصّة إنشاء “واحة الحياة” وكيف تمّ جمع التبرّعات لوضع حجر الأساس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. أخيرًا كانت كلمة ظافر شاوي الذي تناول فيها حرصه على العائلات المحتاجة ورغبته ومساهمته في إنشاء وتطوير المدارس والكنائس الكاثوليكيّة ومساعدة الفقراء ضمن القدرات المتوافرة، منهيًا كلمته بالقول: “إنّ الطريق طويل ونأمل المتابعة من أولادي وأولاد سواي”.
وفي الختام، شرب الجميع نخب هذه المناسبة…