
بين التاسع والخامس عشر من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، يعقد صندوق النقد والبنك الدوليان اجتماعاتهما السنوية في المغرب رغم تداعيات الزلزال المروع الشهر الماضي. وسيركزّ الاجتماع السنوي لهذا العام على ستة محاور رئيسة هي: الشمولان المالي والرقمي، التنمية المستدامة، إصلاح المؤسسات المالية الدولية، ريادة الأعمال والابتكار، شبكات الأمان الاجتماعي، والتسامح والعيش معا. وستعقد الاجتماعات في مراكش، ومن المتوقع أن تناقش وفود رسمية من 189 دولة القضايا الاقتصادية العالمية، ومخاوف التنمية، وسياسات التمويل في سيناريو الركود الذي تفاقم بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة.
يأتي هذا الإجتماع رسالة تضامن مع المغرب الذي يواجه الكوارث الطبيعية، كما ذكرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفيا، مشيرة الى أن “أفريقيا ستكون أحد مجالات التركيز الرئيسية للاجتماع، إلى جانب انتعاش الاقتصاد العالمي، مع تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجه الدول الأفريقية، لا سيما في ما يتعلق بالاتصال المادي بين الدول، وإزالة الحواجز التجارية وغير التجارية، وإدخال عملة رقمية. ومن المتوقع أن يوفر الاجتماع فرصة للمجتمع العالمي لمناقشة آفاق أفريقيا، فضلاً عن القضايا التي تؤثّر على القارة، مثل إشراك الشباب، ومشكلات الديون التي تواجه الكثير من دولها، وتغيّر المناخ. كما يتضمن جدول أعمال هذا التجمع العالمي فعاليات جانبية لمعالجة مجموعة متنوعة من القضايا، مثل أزمة الطاقة، وقضايا تغيّر المناخ، والهجرة، والتعاون الدولي، والتعافي بعد كوفيد، والتشرذم السياسي والاقتصادي العالمي”
من جهة أخرى ذكرت غورغييفا، في كلمة ألقتها في كلمة ألقتها في أحد المناسبات “أن الإقتصاد العالمي ينمو ولو بشكل ضعيف. اذ على رغم الطلب القوي على الخدمات والتقدّم المحرز في مكافحة ارتفاع أسعار المستهلك، فإن معدل النمو العالمي لا يزال ضعيفاً. اذ هو أقلّ بكثير من 3.8 في المائة، المتوسط السنوي منذ العام 2000 وحتى ما قبل جائحة فيروس «كورونا» مباشرة”.
يُشار إلى أن «صندوق النقد الدولي» أصدر في تموز (يوليو) الماضي توقعات نمو بنسبة 3 في المائة لكل من عامي 2023 و2024. وفي العام الماضي، نما الاقتصاد العالمي بنسبة 3.5 في المائة. وفي هذا الصدد أوضحت غورغييفا أن العالم خسر نحو 3.7 تريليون دولار من الناتج الاقتصادي منذ عام 2020 بسبب «الصدمات المتتالية»، في إشارة إلى الوباء والغزو الروسي لأوكرانيا. وكانت الخسائر موزعة بشكل غير متساوٍ إلى حد كبير، وكانت الدول الأكثر فقراً هي الأكثر تضرراً. وسيقدم «صندوق النقد الدولي» توقعاته الاقتصادية الجديدة، الثلاثاء المقبل (10-10-2023) خلال اجتماعه السنوي في مراكش بالمغرب وعلّقت غورغييفيا بالقول: “ان مكافحة التضخم المرتفع لا تزال تمثل أولوية”
