الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتسلّم شهادة المستوى الذهبي من مدير عام الصحة العالمية
التهاب الكبد C الناتج من عدوى فيروسية، هو حالة مرضية تؤدي في بعض الأحيان الى أضرار خطيرة في هذا العضو الذي يقوم بما لا يقل عن خمسة آلاف وظيفة مهمة لإستمرار الحياة بانتاجه اللبنات الأساسية اللازمة لبناء الجسم وكذلك لتخليصه من المواد الكيمائية السامة الناتجة عن الإحتراق، كما بقوم بانتاج العصارة الصفراوية ونقلها الى الإمعاء عن طريق القنوات المرارية المنتشرة فيها والتي تساعد هضم الطعام وتخليص الجسم من المواد السامة.
وفي العالم اليوم، وفقاً لآخر الإحصاءات، 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد C المزمنة. وعلى رغم عدم توافر مضاد لهذا المرض، فبالإمكان الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفاعلية تستمر من 8 الى 12 أسبوعاً، علماً أن هناك أربعة أشخاص من اصل خمسة يتعايشون مع هذا المرض على المستوى العالمي من دون معرفتهم بأنهم مصابون بهذه العدوى التي يُمكن أن تُسبب السرطان ما لم تُعالج أو يُشفَ منها.
وكانت مصر من أعلى الدول من حيث ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس C، لكن جهودها في التصدي لإلتهاب الكبد C، جعلها أول دولة في العالم تصل الى هذا المستوى المتميّز في القضاء على الفيروس، وبسبب هذه الجهود حصلت على شهادة «المستوى الذهبي» من «منظمة الصحة العالمية»، تقديراً لمسارها في القضاء على هذا الفيروس. وبناء عليه تسلّم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هذه الشهادة من مدير عام «الصحة العالمية»، تيدروس أدهانوم، في حضور وزير الصحة والسكان المصري خالد عبد الغفار، وكبار مسؤولي وقيادات المنظمة.
أدهانوم علّق على نجاح مصر في هذا المجال بالقول: أن «هذا الإنجاز لم يكن ليتحقّق من دون الالتزام الكامل الذي لمسته شخصياً من الرئيس السيسي تجاه هذا الملف، وملفات الصحة بشكل عام، وهو ما ظهر في المتابعة الشخصية الدقيقة والتخطيط السليم والعمل الجدي الذي قامت به المنظومة الصحية في مصر في هذا الصدد، من خلال المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس C . وهذا ان دلّ على شيء ففعلى وفاء مصر بالمتطلبات التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات إلى المستويات التي تؤهلها للقضاء على المرض”.
وفي تصريح لرئيس الجمعية المصرية لسرطان الكبد، العضو السابق باللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، د. أشرف عمر، قال في هذا الصدد: “أن مصر كانت الدولة الأولى في عدد الإصابات بفيروس C عالمياً، وكذلك كانت الأولى في التخلّص من المرض. وهذا إنجاز كبير أنقذها من مشكلة صحية يُمكن أن تصنف باعتبارها (أمناً قومياً)، لأنها لا تمس النواحي الصحية فقط، بل تطاول الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وتؤثر في الإنتاج، وتكلّف الدولة المليارات في التشخيص والعلاج والمتابعة لعلاج تبعات هذا الفيروس”، مضيفاً أن “مصر وصلت إلى هذا الإنجاز بفضل 3 عوامل هي: الإرادة السياسية التي وفرت الدعم اللازم، والبنية التحتية الصحية المنتشرة في البلاد، والكوادر الطبية التي أشرفت على التشخيص والعلاج عبر المنظومة الصحية بكفاءة شديدة”، يُضاف الى ذلك، “التفاوض مع شركات الأدوية العالمية لتوفير علاجات الفيروس محلياً”، منوّهاً بأن هذه الخطوات جعلت مصر “توفر علاج فيروس C لجميع المصريين المصابين بالمرض من دون مقابل، بالإضافة الى إجراء مسح شامل للمصريين للتأكد من خلوّهم من المرض، وكان هذا المسح هو الأكبر على مستوى العالم الذي تجريه دولة لاكتشاف مرض معين، ومكّن ذلك المنظومة الصحية من اكتشاف وعلاج المصابين مجاناً، وبذلك تخلصت من فيروس C”.
الى ذلك، كشفت منظمة الصحة العالمية أن «مصر شخّصت 87 في المائة من المتعايشين مع فيروس C، وقدّمت العلاج لـ93 في المائة من المُشخصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبي للمنظمة، وهي تشخيص 80 في المائة على أقل تقدير من المتعايشين مع المرض، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70 في المائة من المُشخصين به”. ووفق المنظمة، فقد «نجحت مصر في الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بفيروس C في العالم إلى بلد به أحد أقل المعدلات، من خلال خفض معدل انتشار الفيروس من 10 في المائة لأقل من واحد في المائة (0.38) في مدة تزيد قليلاً على عَقد من الزمان!”