علاء الزهيري متحدثاً
بمشاركة مئة شخص بينهم ممثلون عن الهيئة العامة للرقابة المالية ونخبة من المتحدثين هم السادة: مايكل ماكورد (الرئيس التنفيذي، مركز مليمان للتأمين متناهى الصغر) ومكين لطفي (رئيس لجنة التأمين متناهى الصغر وتامين المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالاتحاد المصرى للتأمين) ونائبته هديل عبد القادر، نظّم الإتحاد المصري للتأمين برعاية الشركة الإفريقية لإعادة التأمين Africa Re، ورشة عمل الأربعاء 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 ، وتحت عنوان ” التأمين متناهى الصغر كوسيلة للنمو الإقتصادي وسبل الحصول على 40 مليون عميل يحتاج الى هذا التأمين” للتأمين متناهي الصغر بشكل مربح “.
في بداية الورشة أكد السيد علاء الزهيرى (رئيس الاتحاد المصري للتأمين) في كلمة ألقاها، أن استراتيجيات الاتحاد هي السعي إلى تحقيق الشمول التأميني والوصول إلى المواطنين الذين لا تصل إليهم الخدمات التأمينية، ولهذا يجب:
-السعي نحو الوصول إلى أن يكون هناك وثيقة تأمين لكل مواطن مصري.
-ضرورة أن يكون لدى كل شركة تأمين قسم خاص بالتأمين متناهي الصغر.
-دور قنوات التوزيع وأهمية قرارات الهيئة العامة للرقابة المالية فى إشارة إلى القرار الصادر عن مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية برئاسة الدكتور محمد فريد، القرار الرقم 292 لسنة 2023 بتعديل القرار الرقم 902 لسنة 2016، ليسمح بإضافة شركات الاتصالات والمتاجر الالكترونية المرخص لها بمزاولة النشاط من الجهات المختصة والتي توافق عليها الهيئة، الى القنوات المسموح لها بتسويق وثائق التأمين متناهي الصغر النمطية إلكترونياً من خلال شبكة نظم المعلومات، والذى يسمح لشركات التأمين بالتعاقد مع المتاجر الالكترونية لتمكين جموع المتعاملين معها من التأمين على المنتجات التي يتمّ شراؤها، وكذلك مع شركات الاتصالات لتسويق وتوزيع وثائق التأمين متناهية الصغر النمطية الإلكترونية، وهو القرار الذى يتكامل مع جهود الهيئة لتعزيز مستويات الشمول التأميني باستخدام التطبيقات التكنولوجية، الأمر الذي يسهل من وصول أكبر فئات المجتمع الى المنتجات التأمينية المختلفة.
-ضرورة وجود بنية تكنولوجية والاعتماد على المنصات الرقمية Digital Platforms ليتمّ من خلالها إدارة العمليات المختلفة لوثائق التأمين متناهي الصغر (توزيع الوثائق، تحصيل الأقساط، سداد التعويضات، ….) نظراً لصغر حجم القسط وضرورة العمل على تخفيض المصروفات الإدارية التى تتعلّق بالاصدار وتسويه التعويض وباقي المصروفات الاخرى.
-أهمية تبنّي فكر مختلف لإدارة التعويضات الخاصة بوثائق التأمين متناهي الصغر ومعتمداً على Minimum requirements only، كما ينبغي أن يكون سداد التعويضات الخاصة بوثائق التأمين متناهي الصغر خلال مدة زمنية وجيزة لاتتعدى 72 ساعة على أكثر تقدير، اذ أن لذلك بالغ الأثر على التسويق والدعاية لشركات التأمين، وهو البند الذي تخصّص له الشركات مبالغ طائلة.
بعد ذلك، تناول الكلام المدير الإقليمي للشركة الأفريقية لإعادة التأمين بمنطقة شمال شرق أفريقيا والشرق الأوسط، جمال صقر الذي أوضح أن هناك فجوة تأمينية مستمرة Persistence insurance gap ، من أسبابها:
- تواجد السكان فى المناطق النائية.
- مستويات الوعي التأميني المنخفضة.
- استخدام أساليب التوزيع التقليدية غير المواكبة للمستجدات في هذا الحقل.
لذا ركّز من على التطوّر الذي حدث لجهة التوزيع المختلفة وهي:
-مؤسسات التمويل متناهى الصغر MFI (Microfinance Institutions)، المنظمات والجمعيات المجتمعية Community Organization or association، مشغلو شبكات الهاتف المحمول MNO Mobile Network Operators والمجمّعات Aggregators.
وأكد على ضرورة تبنى الشركات التكنولوجيا الرقمية للربط مع نقاط البيع المختلفة .
تمّ تحدث في ورشة العمل، العضو المنتدب لمركز التأمين متناهي الصغر في مجموعة ميليمان العالمية مايكل ماكورد، فقال أن التأمين متناهي الصغر أداة للنمو الاقتصادي، ولكن يبقى السؤال: “كيف على 40 مليون عميل للتأمين متناهي الصغر بشكل مربح”.
لقد بدأ كلمته بتعريف “التأمين متناهي الصغر” فقال: هي منتجات مصمّمة خصيصًا لذوي الدخل المنخفض ويقدمها مجموعة متنوعة من الكيانات المختلفة، و يتم العمل بها وفقًا لممارسات التأمين المتفق عليها: International Association of Insurance Supervisors (IAIS).
الى ذلك، تطرق الى تعريف التأمين متناهي الصغر في مصر : وهو تقديم منتجات التأمين لذوي الدخل المنخفض في كلٍّ من تأمين الممتلكات والمسئوليات و الحياه وفقا للمادة (2) من القانون 2016 لحمايتهم من الاخطار المحتملة في مقابل القسط الذي يدفعه العميل حسب طبيعة الخطر المؤمّن عليه وعلى الا تتعدى قيمة الخطر 100 ألف جنية مصري. ومن الجدير بالذكر ان الهيئة العامة للرقابة المالية قامت برفع الحد الاقصى الي 220 ألف حالياً.
كذلك، تناول الفئات المستدفة موضحاً ان الطبقات تحت خط الفقر ليست كلها فئات يُمكن أن يصلها التأمين متناهي الصغر وانما الطبقات تحت خط الفقر والتي قد حقّقت المتطلبات المالية الأساسية لها. أضاف ان سوق التأمين متناهي الصغر في مصر يشكّل حوالى 27 مليون شخص .
علاوة على ما تقدّم، تناول أيضا أهم التحديات التي تواجه تطبيق التأمين متناهي الصغر والتوسّع به في مصر، وهذه أهمها:
-انخفاض مستوى التوعية بالتأمين متناهي الصغر.
-عدم كفاية منتجات التأمين الزراعي.
-ضعف التنبؤات المناخية رغم التقلّبات المناخية العالمية الشديدة والهجمات المتكررة غير المتوقعة.
-بعض المعوقات أمام الشمول المالي للمرأة.
-التحدي المتعلق بتسعير التأمين متناهي الصغر بسبب عدم كفاية البيانات.
كذلك تطرّق الى اهم أعمدة نجاح التأمين متناهي الصغر، وهي: تضمين التأمين متناهي الصغر في استراتيجية الشركة وما يستتبع ذلك، دعم من الجهات الرقابية، وقد أشاد السيد ماكورد الجهود التي بذلها الاتحاد والهيئة العامة للرقابة المالية في هذا الصدد، توافر بيانات لتطوير المنتجات، وجود قنوات توزيع مناسبة وفعاّلة للوصول للفئات المتهدفة.
ومن النقاط المهمة للحصول على تأمين متناهي صغر بمردود جيد:
– بساطة منتجات التأمين وعدم تضمين بنود يصعب فهمها.
-توعية السوق المستهدف (التسويق) وأهمية شرح منتجات التأمين متناهي الصغر.
-تدريب العاملين به للإحاطة بكافة جوانبه للتمكّن من توعية العملاء.
-سهولة الوصول الى شراء التأمين ودفع الأقساط والحصول على التعويضات والإستماع الى الشكاوى والاجابة على الاستفسارات وغير ذلك.
-الاستجابة لطلب السوق والعملاء، اسعار مناسبة مقابل التغطيات، الربحية، فترة تسوية التعويضات.
– تحسين كافة الجوانب العملية ( الإعتماد على التكنولوجيا، توافر البيانات، التسويق الجيد).
وأوضح في سياق كلمته، قاعدة 1-3-5 التي تمثّل تسوية تعويضات العميل المصاب خلال يوم و تسوية تعويض العميل المتوفى خلال ثلاث أيام وتسوية كافة المستندت خلال خمس أيام.
واستكملت السيدة هديل عبد القادر نائبة رئيس لجنة التأمين متناهي الصغر بالاتحاد المصري للتأمين الجلسة الثانية بتوضيح أهم ثلاث نقاط أساسية ينتظرها العميل من شركة التأمين :
1-القيمة التي يحصل عليها العملاء من وثيقة التأمين والتي تتمثل في عدم الشعور بالقلق “راحة البالpeace of mind ” تجاه الخطر المؤّمن عليه، بالإضافة الى غيرها من العوامل المعنوية.
-هل تمّ تصميم الوثيقة لتناسب احتاجات العميل المستهدفة؟
-هل سعر المنتج في متناول العميل ذي الدخل المحدود؟
-هل يوجد تكلفة إضافية سيتحملها العميل ام يقتصر فقط الامر على قيمة القسط؟
-هل هناك خدمات أخرى اضافية سيتمّ تقديمها للعميل خلال فترة التأمين؟
-ما مدي كفاءة الخدمة المقدمة للعميل ؟
-هل موزع الخدمة محل ثقة للتعامل معه ؟
ثم انتقلت إلى التحديات التي تواجه شركات التأمين في تسويق “متناهي الصغر” خاصة لتلك الفئة محدودة الدخل، والتي تتمثل في النقاط التالية :
-قلة ثقة الافراد تجاه صناعة التأمين بصفة عامة.
-السؤال الذي يطرحه العميل دائماً ، ماذا اذا لم يحدث الخطر هل سيسترد ما دفعه من أقساط؟
-قلة وعى العميل عن التأمين .
-محدودية الدخل وعدم وجود دخل ثابت للعميل.
-صعوبة فهمه لطبيعة المنتج.
كذلك أوضحت هديل عبد القادر اهم العوامل المؤثرة في تصميم منتجات التأمين متناهي الصغر:
-فهم وتوعية العميل تجاه مفاهيم التأمين.
-ما اذا كان المنتج يحقق احتياجات العميل.
-سهولة الوصول للفئة المستهدفة .
-اذا كان القسط مناسباً للعميل ذي الدخل المحدود.
-اذا كانت تكلفة التغطية مناسبة لدخل الفئة المستهدفة.
لذلك يجب أن تحرص شركة التأمين على توفير المنتج الذي تمّ تصميمه بالفعل والتأكد من فهم العميل ووعيه قبل شراء الوثيقة حتى يكون عميل دائم لديها ويكون حريصاً على تجديد الوثيقة بعد انتهاء المدة المحددة لما لها من أهمية مردود إيجابي عليه.
كما ذكرت ان من بعض الحلول التي يُمكن ان تساعد في توعية شركات التأمين تجاه السوق المستهدف :
-توعية العاملين في سوق التأمين وأهمهم مكتتب التأمين ومسؤول المبيعات.
-أن يتمّ تقديم تغطيات زراعية مخصصة تتناسب مع المُزارع البسيط.
-أن يتمّ الاخذ في الاعتبار التغيّرات المناخية.
-محاولة الاستفادة من المؤسسات التي لديها عدد كبير من العملاء مثل مشغلّي شبكات الهاتف المحمول والمتاجر الالكترونية وغيرها…
كما استعرضت السيدة هديل عبد القادر بعض الحالات الفعلية لعملاء التأمين متناهي الصغر وكيفية مساهمة التأمين في دعم مشروعاتهم الصغيرة وزيادة أعمالهم وقيام التأمين بدفع التعويضات في حالات الإصابة خلال أيام على الفور لهولاء العملاء، ثم عرضت ثلاث حالات عملية من خلال فيديو يتضمّن شهادات Testimonials من عملاء التأمين متناهي الصغر.
أخيراً كانت مداخلة لرئيس لجنة التأمين متناهى الصغر وتامين المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالاتحاد المصرى للتأمين، السيد مكين لطفي الذي أشار الى التالي:
-التأكيد على أهمية وجود system للإصدار الالكترونى لوثائق التأمين متناهي الصغر.
-أهمية الشمول المالي Financial inclusion ودوره فى دمج القطاع غير الرسمي بالقطاع الرسمي للاقتصاد.
-ضرورة اتسام منتج التأمين متناهي الصغر بالبساطة وأهمية الاستفادة من النماذج والتجارب الناجحة بالدول الأخرى، دون إهمال للطبيعة المصرية الخاصة بنا How to customize the product ، سواء للمنتجات التأمينية أو طرق وأساليب التوزيع والتسويق.
-نظراً لعدم وجود بيانات تاريخية Historical Data لمنتجات التأمين متناهى الصغر المعروضة ، والتى يعتمد عليها الاكتواريين و المطلوبة من شركات إعادة التأمين ، فإنه يُمكن أن نعتمد Prototype Product بسعر مبدئي يتمّ تطبيقه ومن خلال متابعة ومراقبة الأداء لمدة من 3 الى 6 شهور، نستطيع تسجيل انطباعات العملاء، بالإضافة إلى حساب Loss ratio بهدف الوصول إلى الشكل النهائي للمنتج وهو الحل والطريقة التى أثبتت نجاحها فى هذا الصدد.
-ان التجارب الميدانية لمجموعات العمل والبيانات التاريخية أثبتت أن العديد من التصوّرات عن معدلات الخسائر لمنتجات التأمين متناهي الصغر باعتبارها أعلى منها في منتجات التأمين التقليدية غير صحيحة.