توقيع الاتفاقيات
ملتقى الصحة العالمي الذي اختتمت أعماله في الرياض اليوم الثلاثاء (30-10-2023)، شهد توقيع 92 اتفاقية ومذكرة تفاهم، تهدف إلى تعزيز الحياة الصحية وتمكين الوصول لمستهدفات التحوّل للقطاع الصحي في مختلف المجالات في السعودية وتعزيز الفرص الاستثمارية في مجالات التقنيات والبحث والابتكار.
ووفق البيان الصادر عن وزارة الصحة، فإن الاتفاقيات تنوّعت بين مجموعة من الجهات الحكومية والهيئات والجامعات والشركات المحلية والعالمية التي تسعى إلى رفع كفاءة وجودة تقديم الخدمات الصحية بهدف الوصول لمجتمع سعودي حيوي يحقّق صحة أفضل للمواطنين.
بالنسبة لوزارة الصحة، فقد وقعت عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، أبرزها برهنة مفاهيم تطبيقات الذكاء الاصطناعي للبيانات السكانية الصحية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة.
يُشار الى أن وزير الصحة السعودي الجلاجل كشف في كلمته الإفتتاحية انطلاق المركز السعودي للعلاج بالبروتون، وهي تقنية متقدمة جداً، وواعدة، تمنح الأمل للمرضى، علماً أنه المركز الأول من نوعه في المنطقة. وسيسهم بشكل كبير، إضافة إلى رعاية المرضى، في تعزيز السياحة العلاجية في السعودية، مشيراً إلى أنه سيستقبل أول مريض قبل نهاية هذا العام في مدينة الملك فهد الطبية بالتجمع الثاني.
الى ذلك, قال الجلاجل أنه «بحلول عام 2024، ستنتقل جميع التجمعات من وزارة الصحة إلى “شركة الصحة القابضة»، مشيراً إلى قرب إطلاق «التأمين الوطني» للمواطنين، وذلك عبر التجمعات الصحية التي تعد هي الشبكات للتأمين، وكل مواطن ستكون له شبكة، وهذه الشبكة هي التجمع الذي سيُطلق من «القابضة» في المرحلة الثانية التي ستبدأ في منتصف 2024، وستستغرق سنتين حتى استكمال نقل جميع التجمعات إلى القابضة، ومن ثم يبدأ «التأمين الوطني”.
وكان مجلس الوزراء السعودي أعلن في الثاني من حزيران (يونيو) 2022 تأسيس «الصحة القابضة»، وهي شركة حكومية تهدف إلى تسخير الإمكانات من أجل تعزيز جودة وكفاءة الخدمات الصحية المقدمة إلى المواطنين. ثم وافق في 23 آب (أغسطس) 2022، على نقل ملكية الأصول، ومنح الحقوق، ونقل الالتزامات والحقوق المالية والتعاقدية للدولة، ذات العلاقة بالخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة، إلى شركة «الصحة القابضة» أو أي من شركاتها التابعة.وفي هذا المجال أوضح الجلاجل أن متوسط تغطية الخدمات الصحية في مناطق المملكة ارتفع من 81 في المائة إلى 94 في المائة، لافتاً إلى إنشاء 3 شركات متخصصة في مجالات تساعد على إعادة هيكلة قطاع الصحة في البلاد، من ضمنها Nupco التي «ندرس مع صندوق الاستثمارات العامة مدى جاهزيتها لطرحها للاكتتاب العام”.
و Nupco مملوكة بالكامل لـ«صندوق الاستثمارات العامة» وتهدف إلى تحقيق كفاءة الإنفاق الحكومي ورفع مستوى الخدمات الصحية الحكومية وتحسين سلاسل الإمداد والتموين الطبي للقطاع العام في السعودية وتلبية احتياجات الرعاية الصحية.
يُذكر ان الرعاية الصحية في السعودية، تُعدّ أحد المجالات الرئيسية لـ «رؤية 2030»، اذ تسعى المملكة إلى تطوير صناعة الأدوية بشكلٍ خاص والخدمات الصحية المختلفة. وفي حزيران (يونيو)، أنشأ صندوق الاستثمارات العامة كياناً جديداً لجذب شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية للاستثمار في تطوير المنتجات الصيدلانية بما في ذلك الأنسولين واللقاحات وعلاجات البلازما.
وفي كلمته أيضاً، تناول الجلاجل موضوع زيادة مساهمة القطاع الصحي في الناتج المحلي من 199 مليار ريال حالياً إلى 318 مليار ريال في 2030، وسوف تكون حصة القطاع الخاص منها نحو 145 ملياراً. وقال: «أدعوكم للاستثمار بالفرص الواعدة في القطاع الصحي، التي يصل إجماليها إلى 330 مليار ريال حتى عام 2030″، موضحاً أن «رؤية السعودية 2030 وضعت الطموح نهجاً وتكون وزارة الصحة في وضعها الأنسب، والأكثر فاعلية، أذ سنهتم بالوقاية قبل أن يحتاج المريض للعلاج”، مؤكداً “انخفاض مؤشر نسبة الوفيات من الأمراض المزمنة إلى 500 حالة لكل 100 ألف، انخفاض معدل وفيات الحوادث إلى 14 حالة لكل 100 ألف، وارتفاع متوسط نسبة تغطية الخدمات الصحية للمناطق إلى قرابة 94 في المائة، وتجاوز قيمة المشتريات لشركة «Nupco » 177 مليار ريال هذا العام”.
وخلال «جلسة الاستثمار في الصحة في المملكة» المصاحبة للملتقى، قال الجلاجل: «إن التحوّل في القطاع الصحي هدفه استيعاب الأعداد الكبيرة، وإعطاء القطاع الخاص مساحة وتمكيناً أكبر ليصل نموه من 20 في المائة إلى 50 في المائة من تقديم الخدمات الصحية”، موضحاً أنه من «أهم مميزات التأمين الوطني في السعودية أنه ليس له سقف محدد، ولا يتطلب موافقات مسبقة”.
إشارة أخيرة الى أن البروفيسورة حنان بلخي، المدير الإقليمي المنتخب لمكتب منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط ، شاركت في الجلسة الحوارية بعنوان ” الخارطة إلى مقاومة الميكروبات في عام 2024″. ضمن ملتقى الصحة العالمي . وبيّنت خلال الجلسة؛ أنّ جميع القطاعات تستخدم المضادات حفاظاً على الحياة، سواءً للإنسان أو النبات أو الزراعة، كما سلّطت الضوء على استضافة السعودية للمؤتمر الوزاري الرابع لمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية في تشرين الثاني ( نوفمبر) 2023.
كما أشادت بلخي بالنسخة السادسة لملتقى الصحة العالمي 2023 قائلة “جاءت ثرية بالمستجدات في جميع القطاعات الصحية”، مؤكدةً على وجوب استثمار الجميع في الصحة كأفراد؛ سعياً إلى الارتقاء بصحة الإنسان نفسه، فمن دون الإنسان المعافى الصحيح لا يمكن إنجاز أي شيء”.