الرياضة المنتظمة من أهم وسائل تجنّب أمراض السرطان
15 شباط (فبراير) هو اليوم العالمي لسرطان الأطفال لعام 2024 الحالي. وبالمناسبة تُطلق منظمة الصحة العالمية حملة توعية تحت شعار: “تقليل فجوة البقاء على قيد الحياة”. وتُلقى هذه المهمة بل المسؤولية على كاهل الآباء وأطباء الأسرة والأطفال وعلى مراكز التوعية للكشف المبكر عن أمراض سرطان الأطفال، مع التأكيد أن ما من أحد أكثر استعدادًا لتوجيه كل ما يملك من استثمارات في عافية أبنائه أكثر من الآباء، وذلك بالتعرّف الى العلامات والأعراض المُبكرة لبعض أنواع السرطان وتحرّيها بعناية، يمكن إنقاذ حياة الطفل!
يُذكر أن أكثر من ألف طفل في العالم تُشخّص لهم يوميًّا اصابتهم بالسرطان. وبسبب التقدم الطبي الحديث فقد اتيحت فرص سانحة للغاية للبقاء على قيد الحياة في البلدان المرتفعة الدخل، حيث يتمكن أكثر من 80% من الأطفال المصابين بالسرطان من البقاء على قيد الحياة. وفي المقابل، لن ينجو سوى 20% من الأطفال الذين شُخِّصت حالاتهم بالسرطان في بعض البُلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وتشير أحدث التقديرات إلى أن أكثر من 70% من جميع الأطفال المُشخَّصة حالاتهم بالسرطان تُوفوا في عام 2022، مع العلم أن العوامل الأساسية التي تُسهم في الإصابة بالسرطان في مرحلة الطفولة لا تُفهَم جيدًا، ولا يمكن الوقاية إلا من نسبة ضئيلة منها، ما يعني أن تعافي هؤلاء الأطفال يعتمد اعتمادًا كبيرًا على قدرة النُّظُم الصحية على ضمان تشخيص حالاتهم في الوقت المناسب، وإحالتهم مبكرًا، وتوفير العلاج المناسب لهم. وتحقيق ذلك يشكِّل تحديًا من نوع خاص في العديد من بلدان الإقليم التي تواجه حالات طوارئ إنسانية وكوارث طبيعية وعدم استقرار سياسي.
وكانت منظمة الصحة العالمية أطلقت عام 2018 المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الأطفال بهدف رئيسي هو تقليص فجوة البقاء على قيد الحياة بحلول عام 2030، من خلال التأكد من بقاء ما لا يقل عن 60% من الأطفال المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم على قيد الحياة بعد تشخيص حالاتهم. والمبادرة جهد تعاوني تشارك فيه منظمة الصحة العالمية على نطاق عالمي وإقليمي وقُطري، بالمشاركة مع مستشفى سانت جود لبحوث الأطفال.
ويمكن بلوغ هذا الهدف الطموح في المقام الأول من خلال تعزيز النُّظُم الصحية، بحيث يكون بمقدور مقدِّمي الرعاية الصحية الأولية –أو حتى الآباء– اكتشاف العلامات المبكرة لسرطان الأطفال، ومن ثَم، يستطيع نظام الإحالة توجيه الطفل إلى الرعاية المتخصصة ذات الأهمية الحيوية لبقائه على قيد الحياة. وبالإضافة إلى العلاج، يحتاج الأطفال أيضًا إلى تركيز الاهتمام على نمائهم البدني والمعرفي المستمر وعافيتهم الغذائية. ويستدعي ذلك تقديم الرعاية من فريق متفرِّغٍ ومتعدد التخصصات.
وغنيٌ عن القول أن الوالدين والممارسين العامين، وأطباء الأطفال يطلعون بدور حيوي في الكشف عن سرطان الأطفال في مرحلة مبكرة. ومن الضروري الإلمام بالعلامات والأعراض المبكرة لبعض أنواع السرطان، والاستمرار في تحرِّيها لدى الأطفال وهذا ما تساهم به أيضاً المراكز الصحية الإرشادية والإستشفائية مثل “غلوب مد” التي خصّصت بالمناسبة، و على جاري عادتها، نشرة يُمكن الأهل الإفادة من ما ورد فيها. لكن قبلاً نُشير الى أنه في إقليم شرق المتوسط، كان سرطان الدم هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا في صفوف الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين صفر و19 عامًا في عام 2022. وتُعَد الحمى الشديدة دون مبرر واضح العلامةَ الأكثر شيوعًا على الإصابة بسرطان الدم. وهي كذلك علامة شائعة على الإصابة باللِّمفومة. ويُعَد ورم أرومة الشبكية، وهو ورم في العين، سرطانًا آخر شائعًا لدى الأطفال. ومن الأهمية بمكان اكتشاف هذا الورم في مراحله المبكرة للوقاية من العمى. وتضخم العين هو العلامة الأكثر شيوعًا عليه. وتشيع أيضًا أورام الدماغ إلى حد ما في صفوف الأطفال. ومن العلامات والأعراض التي ينبغي تحرِّيها الصداع، وحالات التأخر النمائي، وزيادة محيط الرأس لدى الرضع.
في العودة الى نشرة “غلوب مد” الخاصة باليوم العالمي لسرطان الأطفال، نشير الى أن حملات التوعية بهذا اليوم وعلى مدار السنة، هو لزيادة الوعي حول تأثير السرطان على الأطفال المصابين بهذا الداء وعلى أسرهم في العالم أجمع. يصاب بالسرطان كل عام نحو 400 ألف طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين صفر و19 سنة حسب منظمة الصحة العالمية. ويُعد السرطان من بين الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال والمراهقين من حول العالم .
أما أنواع الأمراض السرطانية الأكثر شيوعاً بين الأطفال فهي: سرطان الدم (اللوكيميا)، أورام المخ والنخاع الشوكي، الورم الأرومي العصبي، نوع من أنواع السرطان ينمو من خلايا عصبية غير ناضجة تسمى الخلايا العصبية الجنينية، ورم ويلمز، هو سرطان كلوي يصيب الأطفال.
ولتقليل خطر إصابة الأطفال بهذا الداء، تنصح “غلوب مد” بالتالي:
-شجّع أطفالك على إتباع عادات صحيّة مثل تناول الوجبات المُغذية الغنية بالفاكهة والخضروات.
-أقلعْ عن التدخين وحافظ على بيئة خالية من التدخين من أجل أطفالك.
-ساعد أولادك على الحفاظ على وزن صحي من خلال تناول الوجبات الصحيّة.
-حافظ على بشرة طفلك من خلال استخدام الكريمات الواقية من الشمس وعدم التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
-شجع أطفالك على ممارسة النشاطات البدنية بإنتظام.
بالنسبة للتشخيص المبكر، فهذه هي العناصر الأساسية، ودائماً حسب “غلوب مد”: -التعرّف على أعراض السرطان وفهم أهمية طلب المشورة الطبية خصوصاً عند ظهور نتائج غير إعتيادية.
-الحصول على خدمات التقييم والتشخيص السريري.
-الإحالة الفورية للعلاج.
إن الكشف المُبكر يُعزّز فعالية العلاج ويزيد من فرص نجاحه، لذا إحرص على إجراء الفحوص الصحية بصورة منتظمة واستشارة طبيبك دائماً.