من داخل قاعة المؤتمرات النقيب حنا وصلاح جمعة وخلفهما شعار نقابة الوسطاء ومنصّة أمّن
في خطوة تواكب التطور التكنولوجي والرقمنة، فضلاً عن الذكاء الإصطناعي، اقدم نقيب وسطاء التأمين في لبنان الياس حنا بهذه الصفة، وبصفة رئيس شركة Acair للوساطة ومقرها لبنان، الى إطلاق منصة أطلق عليها اسم “أمّن” يستفيد منها جميع الوسطاء بمن فيه طبعاً هو نفسه كقيّم على شركة وساطة.
وراء هذه الخطوة أسباب عدة، لعلّ أهمها أن النقيب الياس حنا أقدم عليها لمواكبة التطوّر الحاصل في قطاع التأمين العربي والغربي معاً، لناحية مماشاة العصر، وهو ما يُفيد جميع الوسطاء المنضوين في نقابة Libs التي شهدت خلال تولي الياس حنا مسؤولية هذه النقابة انجازات عدة رفعت من شأنها ونقلتها الى مصاف النقابات ذات السمعة الدولية الطيبة. صحيح أن ما أقدم عليه قد يراه البعض من البديهيات في زمن الذكاء الإصطناعي، ولكن المبادرة هي انجاز على مستوى قطاع التأمين ككلّ، لا على مستوى الوساطة فقط، اذ بات بإمكان أي راغب في التأمين على سيارته، مثلاً، أن يدخل الى هذه المنصة ويطلع على المزايا التي تقدمها شركات الوساطة المنضمة الى منصة “أمّن” من ناحية الأسعار ويطلع على الأسعار ويتخذ قرار الإختيار بهدوء وبتمعّن وبسلاسة، مع الإشارة هنا الى أن الراغب فهو من يختار شركة وسيط تأمين على المنصّة ومن ثم يختار الشركة الذي يريد التأمين عليها من شركات تأمين وافقوا على المشاركة بهذه المنصّة وذلك حفاظاً على مصلحة الوسطاء، والا فَقَدَ هذا القطاع مبرّر وجوده، ووجودُهُ مطلوب ومرغوب به لأن الوسطاء في لبنان وربما في غير لبنان، يُغذّون صناديق شركات التأمين المباشر بحوالى 50 بالمئة من إيراداتهم، وهذا باعتراف القيّمين على شركات التأمين، وكذلك استناداً الى دراسة قيّمة أعدّها نقيب الوسطاء الأسبق عصام حتي، تأكيداً على دور الوسيط في العمل التأميني وازدهار هذا العمل.
ولكن هل من سلبيات في اعتماد هذه المنصّة لتسهيل بيع البوالص عبر الـ online وبسهولة كافية؟
سألنا أحد الوسطاء، وهو بالمناسبة صاحب شركة Star Gate السيد صلاح جمعة والذي شارك في المؤتمر الذي عُقد في فندق هيلتون بيروت متروبوليتان الثلاثاء الفائت، فاجابنا: “بالتأكيد انها خطوة مهمة تخطوها نقابة Libs نحو اعتماد التكنولوجيا الموسّعة، وهو ما يُشكر عليه النقيب حنا، كما أعضاء مجلس الإدارة الذين يُتحفوننا دائماً بالجديد والمهمّ. ومن هذه الإيجابيات، نذكر أن العميل بات بامكانه، وبسهولة، المقارنة بين شركة وساطة وأخرى من خلال الميزات المدرجة على منصة “أمّن”، خصوصاً لناحية الخدمات والأسعار، فضلاً عن أن هذه المنصّة، كما قال النقيب حنا، سوف تتمدّد باتجاه الدول العربية في الأشهر القليلة المقبلة، ما يعني أن الوسيط اللبناني، كما الوسيط العربي، باتا يتعاونان تعاوناً وثيقاً ويتبادلان الزبائن والأعمال، وهذا التعاون كان وراء انشاء رابطة الوسطاء العرب قبل سنوات يوم كان يترأس النقابة ايلي زيادة. لكن ثمة سلبية واحدة، برأيي، يُمكن تسجيلها ضمن هذا الإطار وهي أن الوسيط يقوم بجهد شخصي ويبني “داتا” الزبائن بعد معاناة وصداقات ومحاولات مضنية أحياناً لكسب هذا العميل. فهل هذا الجهد الذي بذلناه سابقاً ولا نزال، سيذهب هدراً؟ هذا هو السؤال الذي يخطر على بالي حالياً، ولكن وفي مطلق الأحوال، لا يُمكن الجزم بأي سلبية قبل انطلاق عمل هذه المنصّة لمعرفة قوة استقطابها لطلاب التأمين ومدى استجابتهم للتكنولوجيا المتقدمة، سيما أن معظم الراغبين في تغطية مركباتهم، هم في اعمار تتراوح بين الخمسين وما فوق أي أنهم غير معتادين على هذا النمط الحديث، في حين أن اعتماد هكذا منصّة تلقى رواجاً بالتأكيد، عند الشباب ما دون الـ 25 من العمر، ولكن هل لدى هؤلاء امكانية اتخاذ القرار منفردين لشراء البوالص لسياراتهم من دون مساعدة يتلقونها من أبائهم؟ سؤال ينتظر أيضاً عمل هذه المنصّة ليُبنى على الشيء مقتضاه.
سألناه بالمناسبة عن Star Gate ونمو أعمالها، وما اذا كانت عندها خطط معينة لهذا العام، فأجابنا:
-نحن نعيش في بلد واحد وأنت تعرف الظروف مثلي، وكيف أن الحركة الإقتصادية متراجعة بل هي أكثر: في تراجع مستمر، فهل يُمكن أن نحقّق نسبة نمو تفوق نِسَبْ السنوات الماضية؟ طبعاً لا، ان همّنا كان ولا يزال، المحافظة على النِسَب السابقة ولو بحدّها الأدنى كي نتمكّن من الصمود ومتابعة المسيرة.
س: مع ذلك انتقلتم الى مكاتب جديدة في نهاية 2022 على أمل أن تكون هذه النقلة بارقة خير..
ج: صحيح، انتقلنا الى مكاتب جديدة وجهّزناها وكنا على قناعة بأن 2024 سيشهد انطلاقة اقتصادية متجدّدة، لكن حرب غزة قضت على هذه الامال، وها نحن ننتظر لعلّ وعسى.