وليد حلاسو
ما كان للخبر أن ينتشر، لو لم يُشاهد المعني به في لقاء Town Hall في صالة بلدية سن الفيل والذي كان مخصصاً لوضع فريق Nextcare اللبناني في أجواء استراتيجية الشركة للعام 2024 من قبل الرئيس العام التنفيذي كريستيان غريغوروفيتش (ومقرّه دبي). لماذا؟ لأن الأخبار الإعلامية الصادرة عن هذه الشركة غالباً ما “تُغربل” و”تُصفّى” وتبقى أياماً “سجينة” الى أن تُبصر النور، وهذه سياسة متبعة من قِبلها ليست جديدة!
أما الخبر-الحدث، اذا جاز التعبير، فهو تعيين وليد حلاسو مديراً عاماً لهذه الشركة العائدة الى مجموعة Allianz التي، كما بات معلوماً، قد تخلّت عن التأمين والإعادة في لبنان، مكتفية بـ NextCare كشركة TPA، بعد انفصالها عن شركة SNA التي باتت تمارس، كما كان الحال في السابق، النشاط التأميني، وكانت يومها في طليعة الشركات التأمينية اللبنانية عندما كان يتولى شؤونها وشجونها كبير خبراء التأمين في لبنان أنطوان واكيم أحد الإكتواريين الأربعة في لبنان الذين أطلقوا هذا الإختصاص.
ومن المعروف أن وليد حلاسو تسلّم الإدارة العامة في NextCare من المدير السابق جهاد فليحان (الذي يتوجه الى إطلاق شركة TPA خاصة به وبشركاء) وبذلك يعود ايلي شمعة الذي تولى المسؤولية في هذا المنصب طوال أشهر في الشركة الى منصبه الأساس.
أما لماذا اعتبرنا خبر تعيين وليد حلاسو حدثاً بحد ذاته، فلأن لهذا الأخير تجربة طويلة في قطاع الـ TPA منذ انضم الى شركة “مدنت” قبل أن يصبح اسمها “غلوب مد”، مزاولاً مهنة يعشقها ويعرفها غيباً هي ادارة الملفات الإستشفائية والأهم أنه نجح بل كان رائداً فيها، لا في لبنان فحسب بل في دول عربية عدة تولى خلالها الإستشارة في مجال TPA في شركات خليجية وسعودية، علماً انه تولّى إدارة هذا الملف في شركة comin In لصاحبها روجيه زكار والذي انطلق من commercial ليتوسع عبر الشركة الجديدة الى قبرص ومصر ودول أخرى.
ومع أن وليد حلاسو غني عن التعريف، خصوصاً في مجال الـ TPA، الا أنه يُفترض بنا أن نركّز على هدفَيْن اثنَيْن يتصدّران أولوياته، كما فهمنا منه: التركيز على التكنولوجيا المتقدمة جداً في إدارة الملفات الإستشفائية وتكثيف العمل للنهوض بالرعاية الصحية عن طريق التوعية ونشر المعرفة، وهو كان الأول الذي أطلق مفهوم الرعاية في شركة “غلوب مد”، وقد نشرت له “تأمين ومصارف” الكثير من الأحاديث التي تظهر هذه الريادة. وبالتكنولوجيا المتقدمة وبالرعاية الصحية لا يتراجع عدد المرضى فقط، وانما تتدنى الفاتورة الإستشفائية الى أكثر من النصف، وخصوصاً أن من مبادئه انشاء “عيادات منزلية” لمعالجة الميؤوس من شفائهم عبر جمعيات، بينها “بلسم”، وكأنهم في المستشفيات.
مبروك لوليد حلاسو الذي عاد الى لبنان بعد 6 سنوات من “التغيّب” المهني، مع الأمل ان ينجح في تحقيق هذه الرعاية الشاملة، لا عبر NextCare فقط وانما في كل لبنان…