عبدالله الذيب ورمزي الصبوري خلال المؤتمر الصحفي
بعد مسيرة طويلة في حقل خدمات الدفع امتدت لأكثر من 26 عاما في أبرز البنوك: في الكويت (17 عاما) وفي شركة فيزا مديراً عاماً لمنطقة المشرق العربي (خمس سنوات)، فضلاً عن توليه منصب الرئيس التجاري في شركة areeba (أربع سنوات)، عدا اطلاقه العديد من الخدمات، لا سيما في مجال المدفوعات غير التلامسية وتقنيات NFC، ولعبه دورا أساسيا في تنمية الأعمال التجارية في “المنطقة الأكثر نشاطا” في العالم لبطاقات الدفع البيومترية عندما شغل منصب مدير عام لشركة Zwipe لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تولّى رمزي الصبوري في نيسان (أبريل) 2024 في خطوة مكمّلة لمسيرته المصرفية-التكنولوجية الرئاسة التنفيذية لشركة Arab World Technologies التي ولدت في استراليا لتنطلق من لبنان. وكرئيس تنفيذي لهذه الشركة المختصرة بـ AWT سيؤدي رمزي دورا أساسيا في عالم المنصّات المالية e-Wallet المبنية على أحدث التقنيات العالمية المتطوّرة، اذ تطرح الشركة ابتكارات متطورة في مجال الدفع الالكتروني وتسهيل طريقة إدارة الأفراد والمؤسسات لأموالهم. وتأتي هذه الخطوة المصرفية-التكنولوجية الجديدة بالتعاون مع رجل أعمال لبناني استرالي هو السيد عبدالله الذيب الذي يتولى رئاسة هذه الشركة، مستنداً الى خبرة واسعة تزيد عن 23 عاماً في مجال الخدمات المصرفية والمالية والتخطيط المالي والمحاسبة في استراليا، ما يمكّنه من تعزيز دوره كرئيس لها، وبخاصة أنه من خلال عمله كمؤسس ومدير إداري للعديد من الشركات الأسترالية الناجحة في مجال الإدارة العقارية والمحاسبة، حقّق النجاح لهذه الشركات وحصد العديد من الجوائز المرموقة. وبفضل تمرّسه في القطاع المالي، تمكّن عبدالله من تطوير حلول الدفع المتطورة مع التركيز القوي على الإمتثال ومعايير القطاع. وهو، منذ العام 2019، يقود فرقاً متخصصة في لبنان، مع التوجّه نحو تطوير تطبيقات وبرمجيات الهاتف المحمول من تصميم شركة AWT.

إطلاق هذه الشركة الذي تمّ قبل ظهر اليوم الثلاثاء (21-5-2024) من فندق Bayview (منطقة المنارة)، اقتضى بطبيعة الحال، عقد مؤتمر صحفي للإثنين معاً: رئيس مجلس الإدارة والرائيس التنفيذي تحدثا خلاله عن هذه المنصة المالية الإجتماعية والمقدمة خدمات الكترونية واسمها Matensa وعن قدراتها المبتكرة في تطوير الحلول المالية.

بداية تناول رئيس مجلس الإدارة الكلام متحدثاً عن نشأة الفكرة في استراليا وتبلورها وتطورها في لبنان فقال: “لطالما رأيت فجوة في مجال التعامل المالي في لبنان، الذي يواجه مع الاقتصاد القائم على النقد والمعاملات المالية غير الفعالة، تحديات كبيرة، ما يتسبّب في مشاكل واسعة النطاق”. أضاف: “وبسبب وجود هذه الفجوة، قررت الاستثمار في لبنان واستفدت من خبرتي بوضع قدرات AWT لتطوير حلول متقدّمة. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، استعنا بكفاءات الشباب اللبناني لانشاء تقنيات مبتكرة، تعززت بمنصة MATENSA ذات الهندسة التقنية المعتمدة في إنشائها، من حيث التطور والأمان واستحالة تعرّضها للتعطيل أو الاختراق وقدرتها على مواجهة هذه التحديات بفعالية واحداث تغيير ايجابي”. تابع:” انالشركة العربية للتكنولوجيا العالمية AWT هي شركة تكنولوجيا مالية تتيح حلولا للمؤسسات المالية على مستوى العالم”.
بعده، تناول رمزي الصبوري الكلام مشيراً الى ان منصة MATENSA بنيت على خمس ركائز أساسية هي:
1-المحفظة الالكترونية التي تتيح معاملات الدفع بين الشركات والأفراد، إضافة الى المعاملات بين المستخدمين وفق تدابير أمنية تحاكي معايير التقييم العالمية المتّبعة وتحويل الأموال.
2-الإدارة المالية، وهذه الميزة تسمح بإنشاء وإبرام اتفاقات وعقود ثابتة مع جهات توفير الخدمة، مع إمكانية حفظ سجلات مفصّلة لكل العمليات، مع حماية المعلومات الحساسة وميزة التنبيه التلقائي للدفع عند الاستحقاق.
3-التثقيف المالي، ومع هذه الخدمة، يتمكّن مستخدم المنصة من إدارة أمواله الخاصة بوعي ومسؤولية، ومن خلال الالتزام بالدفع المؤقت يحصل على مكافآت وتقييمات محايدة للسلوك المالي بخصوصية تامة.
4-المتجر الالكتروني، وتشبه هذه الخدمة في تصميمها، منصات التواصل الاجتماعي، وتساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة والمستهلكين من مستخدمي المنصة على التواصل في ما بينهم. في المتجر الالكتروني يستحدث المستخدمون مجموعات ويقدّمون الحسومات ويعززون التواصل في ما بينهم. كما يتمكّن أصحاب الأعمال من عرض منتجاتهم في متجر الكتروني يسمح لزائر المتجر من الاطلاع على البضائع المعروضة وشرائها مباشرة، والاستفادة من خدمة تعبئة الارصدة للهاتف المحمول، والاطلاع على الخدمات المتاحة من شراء تذاكر، وتأمين دورات وحجز فنادق وغيرها.
5-تطوير الأعمال: تمتد قدرات AWT الى ما هو أبعد من البرمجيات، وتتعاون مع الشركاء لتسويق خدماتهم حيث تقدّم لهم استراتيجيات مجرّبة ومصمّمة وفق الحاجة.
الى ذلك، تحدّث الصبوري “عن التكنولوجيا المستخدمة في المنصة، مشيرا الى أنها قابلة للتأقلم مع متطلّبات العملاء وتتيح خدمة متقدّمة مع ضمان الخصوصية وسلاسة نظام التشغيل، مذكراً الى أن AWT تعمل على إحداث ثورة في التفاعلات المالية اليومية وتُشجّع على الدفع الرقمي الآمن في بيئة سهلة الاستخدام. لقد نجحنا مع منصة MATENSA باجتياز مراحل اختبار حية وميدانية صارمة ونحظى بشهادة اعتماد وإشادة من قبل رواد التكنولوجيا المالية”. أضاف: “عدد شركات التكنولوجيا المالية في العالم يعدّ بالآلاف. نحن لا نضيف منصة جديدة الى تلك القائمة بل نرقى بقطاع المحافظ الالكترونية الى مستوى أعلى من خلال منصة شاملة متكاملة تتعدى بمزاياها والتكنولوجيا المعتمدة في تأسيسها وتشغيلها كل تلك العاملة في العالم”.
في البيان الموزع من الشركة أن اعتماد المحافظ الإلكترونية يمثّل توّجه لبنان نحو الشمولية المالية الرقمية، ما يُعدّ تحوّلا محوريا في نهج البلاد لمعالجة التحديات الاقتصادية والاستفادة من التكنولوجيا من أجل التمكين المالي. ومع استمرار تطور المحافظ الإلكترونية، مدفوعة بالذكاء الاصطناعي والتوجّهات العالمية، يقف لبنان في طليعة المبتكرين في مجال التمويل الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إن مستقبل المحافظ الإلكترونية في لبنان، الذي يتميز بالأمن المعزّز والتوجّه للمستخدم وفق الحاجة وإمكانية التواصل مع العالم، يتابع البيان، يبشّر بعصر جديد من المعاملات المالية التي تعد بإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي محليا وعالميا.
يُذكر أن تبنّي السوق اللبناني المحافظ الإلكترونية هو حل حاسم للتحديات الاقتصادية والمصرفية التي تواجهها البلاد. ويعود التحول نحو المدفوعات الرقمية إلى عدة عوامل أبرزها التحديات الاقتصادية حيث أدى التضخم المفرط وتراجع الثقة في البنوك التقليدية إلى إجبار الأفراد والشركات على البحث عن حلول مالية بديلة. ومن العوامل البارزة أيضا تطوّر المعرفة الرقمية بعدما أدت جائحة كورونا الى تسريع عملية الاعتماد الرقمي، ما جعل المحافظ الإلكترونية خيارًا مناسبًا للشعب اللبناني المتمرس في مجال التكنولوجيا.
في نظرة شاملة على وضع لبنان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودائماً حسب البيان، يتبين أن نسبة السكان الذين يستخدمون الإنترنت في لبنان هي 78%، وعلى سبيل المقارنة، يبلغ متوسط البلدان غير المرتفعة الدخل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 52%. من الواضح أن لبنان يتميز بأداء عالي مقارنة بالدول غير المرتفعة الدخل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أما في ما يتعلق بالمدفوعات الرقمية، فإن 33% من السكان في لبنان الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً يعتمدون هذه الوسيلة، مقارنة بمعدّل 32% كمتوسط في الدول غير الخليجية. أما قائمة الجهات التي يمكنها الاستفادة من منصة MATENSA ، فتشمل مواقع التجارة الالكترونية، المؤجرون، الجمعيات الخيرية، النقابات، الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، الدوائر الحكومية، المدارس، صالات الرياضة، التجار وجهات التزويد بالكهرباء.
يبقى أن نشير الى أن منظمة المصرفيين الإسيويين اختاروا في العام 2008 رمزي الصبوري ضمن أكثر 50 من القادة الشباب الواعدين في مجال الخدمات المصرفية والمالية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ومنطقة الشرق الأوسط. حصل على هذه الجائزة المرموقة في هانوي، فيتنام. وهو، الى ذلك، تخرج في جامعة واين ستيت في ميشيغان بالولايات المتحدة بدرجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية والمعلوماتية. يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية.