القنّب وهو لا يزال نباتاً
تدخين القنّب أو “الحشيشة” الذي كان يُعتبر مأموناً صحياً، أي أن خطره يُشبه خطر تعاطي أنواع التبغ المختلفة أو الخمر، أكّدت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن الأميركية في سانت لويس، نشرتها دورية JAMA Network Open أن هذه العشبة تُعرّض الجسم الى خطر الإصابة بأمراض خطيرة بالنسبة لأولئك المصابين بـ«كوفيد-19″، بل تضطرهم لدخول المستشفى والخضوع للعناية المركزة مقارنة بأولئك الذين لم يدخنوا القنب. وهذا يعني أن الشعور بـ “أمان” تعاطي القنّب هو في غير محله ولو أن نتائج هذه الدراسة بحاجة الى مزيد من الأبحاث.. لقد تبيّن أن “الأشخاص الذين أبلغوا بـ(نعم) عن تعاطي القنب، وبأي عدد من المرات، كانوا أكثر حاجة إلى دخول المستشفى والعناية المركزة من أولئك الذين لم يستخدموا القنب”، كما قال رئيس فريق باحثي هذه الدراسة د. لي شيون شين. ويعود الخطر الى أن “استنشاق دخان “الحشيشة” يؤدي إلى إصابة أنسجة الرئة الحساسة ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، بالطريقة نفسها التي يتسبّب فيها دخان التبغ بتلف الرئة، ما يعرض الأشخاص لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي”، ودائماً حسب شين الذي أضاف أن “هذا النبات يقمع جهاز المناعة، وينهك قدرة الجسم على مكافحة الالتهابات الفيروسية بغض النظر عن كيفية استهلاكه”.
ووفق الدراسة التي حللت السجلات الصحية لأكثر من 72 ألف شخص من المصابين بـ«كوفيد-19» خلال العامين الأولين من الوباء، كان تعاطي القنب مختلفاً عن تدخين التبغ في أحد مقاييس النتائج الرئيسية وهو: «البقاء على قيد الحياة»؛ إذ أظهرت النتائج أنه في حين كان المدخنون أكثر عرضة للوفاة بسبب «كوفيد-19» مقارنة بغير المدخنين – وهي نتيجة تتناسب مع العديد من الدراسات الأخرى – فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لمستخدمي القنب. وهو ما علق عليه تشين: «بالنسبة لخطر الوفاة، فإن خطر التبغ واضح بالدليل العلمي، ولكن ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة بالنسبة للقنب”.