البنك المركزي الأوروبي يستعد لخفض آخر بأسعار الفائدة
مع غرق فرنسا في الفوضى السياسية وبقاء البنك المركزي الأوروبي في طريقه لخفض آخر لأسعار الفائدة، قد يواجه “اليورو” اضطرابًا في الأشهر المتبقية من العام 2024 وترنّحاً!
هذا هو تحليل نايغل غرين، الرئيس التنفيذي لمجموعة DeVere Group، إحدى أكبر المؤسسات المستقلة للاستشارات المالية وإدارة الأصول في العالم، عقب الإنتصار غير المتوقع الذي حققه الإئتلاف اليساري في الإنتخابات التشريعية الأخيرة، وعن هذا التحليل، علّق قائلاً: “لقد أثارت النتائج الأخيرة مخاوف بشأن الاستقرار المالي في فرنسا، ما أدى، بداية، إلى انخفاض اليورو بنسبة تصل إلى 0.4% قبل أن يشهد انتعاشاً طفيفاً. ثم مع عدم حصول أي حزب على الغالبية المطلقة، فإن الجمود السياسي على وشك أن يعيق صنع السياسات الفعالة والإصلاحات التقدمية”. يضيف هذا المحلل البارز: “على رغم أن الأسواق قد تجد بعض الراحة في تجنّب انتصار اليمين المتطرف، فإن التصويت المجّزأ يعني أن الشلل التشريعي يشكل تهديدا حقيقيا. إضافة الى إلى مشاكل اليورو، فمن المتوقع على نطاق واسع أن يمضي البنك المركزي الأوروبي قدمًا في خفض آخر لأسعار الفائدة، بعد خفض سابق في أوائل حزيران الماضي. وهذا التخفيض سيُضعف اليورو من خلال جعله أقل جاذبية للمستثمرين الذين يبحثون عن عوائد أعلى”. والحل؟ يجيب نايغل غرين عن السؤال بالقول: “يتعين على المستثمرين أن يفكروا في خمس استراتيجيات لحماية محافظهم الاستثمارية. أولاً، من الممكن أن يؤدي تقليل الاعتماد على اليورو من خلال الاستثمار في عملات أكثر استقرارا مثل الدولار الأميركي والفرنك السويسري، إلى تخفيف المخاطر المرتبطة بتقلبات اليورو. ثانياً، يمكن لصناديق التحوط التي تستخدم العملة أن تحمي أيضا من تقلبات العملة، ما يوفر خيارا استثماريا أكثر أمانا وسط مخاوف من انخفاض قيمة اليورو. ثالثاً، عادة ما يكون أداء الأصول مثل الذهب والمعادن الثمينة الأخرى جيدا أثناء حالة عدم اليقين الاقتصادي، حيث تعمل كوسيلة للتحوط ضد ضعف العملة والتضخم. رابعا، سيساعد العمل مع مستشار مالي على تجنب المخاطر المرتبطة بالتقلبات. خامساً وأخيراً، يمكن الاستثمار في الأسواق الناشئة التي ترتبط ارتباطاً أقل بمنطقة اليورو، أن يوفّر فرصاً للنمو وفوائد التنويع، مما يقلل من تأثير انخفاض قيمة العملة الأوروبية”.
يختتم نايغل غرين حديثه قائلاً: “يواجه اليورو عامًا مليئًا بالتحديات في المستقبل، اذ يعاني من عدم الاستقرار السياسي في فرنسا واستراتيجية البنك المركزي الأوروبي الاستباقية لخفض أسعار الفائدة. مع تقدم عام 2024، ستكون اليقظة والقدرة على التكيّف أمرًا أساسيًا لحماية الاستثمارات واغتنام الفرص وسط المسار المضطرب المتوقع لليورو على المدى المتوسط”.