أسعد ميرزا
في بيان مشترك لجامعة القديس يوسف USJ وجمعية شركات الضمان في لبنان ACAL، أن اتفاقاً جرى بين الطرَفَيْن لإعادة إحياء معهد التأمين المعروف بإسم ISSA بعدما توقّف عن التدريس قبل سنَتَيْن لأسباب قيل يومها أنها مادية. ومن المعروف عن هذا المعهد أنه خرّج كبار خبراء التأمين في لبنان وفي دول عربية عدة وبعض هؤلاء يُمسك حالياً بزمام شركات كبيرة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر السيد أسعد ميرزا الرئيس التنفيذي لشركة The Capital والذي يتولى حالياً رئاسة ACAL.
يومها سعت جامعات عدة لإفتتاح فرع لتدريس مادة التأمين، منها تحديداً: الحكمة، الأنطونية، AUST وجامعة الكسليك، علماً أن جامعة NDU تدرّس مادة تأمينية اكتوارية، كما أن الجامعة اللبنانية الألمانية في ساحل علما (الى الشمال من بيروت) نشِطت في المدة الأخيرة بهذا الإتجاه بشخص الدكتور غابي بجاني، عميد كلية إدارة الأعمال والتأمين فيها، وقد أقام قبل فترة ندوة تأمينية دُعي اليها خبراء من السوق اللبناني للتحدث عن هذه الصناعة..
لماذا تقرّر إعدة افتتاح معهد ISSA بعدما كان أُقفل لأسباب مادية؟ ترى هل تغيّرت الظروف.. هل حُلّت المشكلة المادية؟ هل أصبحت الطريق سالكة لإعادة انطلاق هذا المعهد الذي لعب دوراً كبيراً على مستوى قطاع التأمين اللبناني؟ أم أن إعادة إحياء المعهد في ظلّ هذه الظروف الإقتصادية الصعبة جداً هي من باب قطع الطريق أمام تلك الجامعات لمنعها من افتتاح فرع لمعهد تأميني، كما يقول بعض الخبثاء.
طرحنا السؤال على رئيس ACAL ، خريج المعهد، السيد أسعد ميرزا وطلبنا منه وضعنا في صورة ما يجري كون ACAL هي الشريك لإعادة إنطلاق هذا المعهد مع جامعة القديس يوسف.. فقال:
-بالحقيقة أن رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش والمديرة السابقة لـ ISSA السيدة ايرما مجدلاني قررا معاً إعادة إحياء هذ الفرع، وكان هناك اتصال معنا كجمعية لشركات الضمان في لبنان لنعمل معأ ونعيد إحياء هذا الفرع وهو ما يُناسبنا كجمعية لشركات الضمان لأن المعهد كان خزاناً للكوادر التأمينية اللبنانية والعربية وحتى العالمية على حدّ سواء.
س: ولكن المشكلة تكمن في التمويل؟
ج: صحيح، المشكلة في الأساس هي مالية، اذ أن الطلاب، على ما يبدو، لم يكونوا قادرين على تسديد الأقساط التعليمية بسب ارتفاعها، اذ كانت تتراوح بين تسعة و13 ألف دولار سنوياً، وسبب هذا التوقّف عن التسديد يعود الى الأزمة المصرفية المعروفة التي حالت دون دفع أموال المودعين.
بالنسبة الينا كـ ACAL فالمطلوب هو الإشراف على الجانب التدريسي في هذا المعهد بحيث نؤمن له الأساتذة المحاضرين الذين يواكبون التطوّر التكنولوجي الحاصل في هذا القطاع على المستوى العالمي. بكلام آخر فنحن لن نشارك في التمويل، وأصلأ لم تطلب الجامعة منا ذلك. دورنا فقط هو إرشادي تخطيطي تغييري في المنهج الدراسي من خلال الأساتذة الذين سنختارهم لهذه المهمة والذين سيرفعون من قيمة الشهادة التي سيحصل عليها الطالب عند التخرّج. حتى الآن عقدنا اجتماعَيْن، وهناك ثالث على الطريق لوضع خطة تسمح بإعادة إفتتاح Issa في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، أي قبل موعد إفتتاح الجامعات.
س: وهل تعتقد شخصياً أن التمويل سيكون متوافراً بحيث أن الطلاب الجدد المنتسبين للمعهد سيكون بمقدورهم تسديد الأقساط، خلافاً لما حصل في السابق، اذا لم يكن هناك دعم مادي من الجامعة نفسها أو من جهات خارجية او من منظمات ثقافية؟
ج: لا يُمكنني التنبؤ بأمر متعلق بأهالي الطالب وقدراتهم المادية على التسديد بالعملة الصعبة، كما لا يُخفى على أحد. فإذا كان والد هذا الطالب غير مقتنع بأن مستقبل قطاع التأمين واعد في لبنان، وأن الشركات بحاجة إلى كوادر علمية جديدة في هذا الإختصاص، فطبعاً لن يُقدم الوالد على هذه الخطوة…
طبعأً نحن يُهمنا أن يُعاد افتتاح المعهد ولكننا أيضاً نمرّ بأزمة مادية لأن محفظتنا التأمينية تراجعت 50%. فتوقف المصارف عن الإقراض والتمويل شلّ حركة البناء ومبيعات السيارات وإنشاء المصانع والى ما هنالك، إضافة الى أن برنامج “الحياة” الذي كان معظم الشركات يعتمد عليه، قد تراجع كثيراً، يُضاف الى ذلك البرنامج الإستشفائي الذي يُعاني ما يُعاني، مع ارتفاع الكلفة وأجور الأطباء وثمن الأجهزة الطبية الحديثة. ولكي تعرف حجم هذه المأساة التي نمرّ فيها، نذكّر أن المحفظة التأمينية في لبنان تراجعت من مليار وسبعمئة مليون الى 850 مليون.
س: اذن ACAL ليست بوارد المساعدة المادية…
ج: لم ننطرق الى هذا الموضوع أبداً.
س: ولكن المشكلة لا تزال هي هي: التمويل!
ج: بالمبدأ نعم مع ذلك سيُعاد إفتتاح المعهد، فإذا تقدّم عدد وافر من الطلاب للإنتساب اليه والدراسة فيه، لديهم القدرة المادية على التسديد، فسينطلق المعهد حتماً…
س: اليس بمقدور ACAL أن تتصل بشركات تأمين عربية كبرى لدعم هذ المعهد الذي يُخرّج كوادر لقطاع التأمين العربي ككل، وليس كقطاع التأمين اللبناني؟ ثم ماذا عن دور الإتحاد العام العربي للتأمين Gaif؟ اليس بإمكانه تقديم الدعم المادي؟
ج: على جامعة القديس يوسف أن تقوم بهذه الإتصالات وليس نحن، علماً أن لجامعة القديس يوسف فرعاً في أبو ظبي بدولة الإمارات، ويُمكن عبره فتح باب المساعدة المادية. باختصار ان دورنا دور إرشادي وتطويري وتدريسي لرفع مستوى الشهادة التي تُقدّمها ISSA للخريجين.
س: بعيداً من هذا الموضوع. أصدرت ACAL قبل يومَيْن بياناً طالبت بموجبه الشركات بالتكافل والتضامن والإلتفاف لمواجهة هذه المرحلة الصعبة. فما هي الدوافع لإصدار هذا البيان؟
ج: الوضع الإقتصادي، كما يعلم الجميع سيء للغاية والمشاريع العمرانية (وغير العمرانية) متوقفة، ناهيك عن أن العمل المصرفي في حالة الشلل فكيف يُمكن لعجلة الإقتصاد أن تدور في ظلّ هذا الواقع المصرفي، علماً أن عمل شركات التأمين يتوقف على هذه المشاريع لناحية تغطيتها. ان الوضع الإقتصادي حالياً جامد وإذا كان بعض المطاعم يعمل في بيروت وبعض المناطق، فهذا ليس مؤشراً على أن الوضع الإقتصادي في حالة تعافٍ.. إن قطاع التأمين “ماشية أموره حاليا”، ولكن ماذا عن الغد؟ لا ندري!
س: وهل استطعتم الإفراج عن أموال الشركات المودعة في المصارف؟
ج: أبداً أبداً، لا شيء جديداً حالياً أموال الشركات محجوزة تماماً مثل أموال أي مودع آخر.
س: هناك قضية تطورت بين شركة “المشرق” وبين وزير الإقتصاد والتجارة أمين سلام فهل تدخلتم في الموضوع كجمعية حاضنة لشركات التأمين؟
ج: المشكلة هي بين “المشرق” و الإقتصاد، وهناك دعوى مُقامة من قبل الشركة، ما يعني أن التوصّل الى تفاهم غير ممكن حالياً، علماً ان المشرق لم تطلب منا التدخل إنما اتصلت بالوزير بصفة شخصية لعلّ وعسى لكن عندما تُقام دعوى، فلا بد من انتظار الحكم القضائي…