مع الأستاذ فرعون ٢٠١٦
د. غالب خلايلي
نستكمل في هذا الجزء رسائل الأساتذة: إبراهيم حقي، صادق فرعون، زياد الصواف، سامي القباني، رحمهم الله أجمعين، ونتساءل: هل ينقرض خط اليد؟
رابعاً- رسائل علامة دمشق الأستاذ الدكتور إبراهيم حقي.
تعرّفتُ إلى الأستاذ في طب النساء والولادة الدكتور إبراهيم حقي (1920-2023) رحمه الله مبكراً نسبياً من خلال علاقتي مع الأستاذ تكريتي في الموسوعة العربية. تشرّفت بإهداء الأستاذ بعض كتبي، وفاجأني برسالة أولى في مغتربي ثم برسائل متعددة بعدها تحمل قراءة ناضجة لكتبي، ونقداً أعانني على تصحيح مساري. وقد دامت العلاقة عقب استلامه رئاسة الموسوعة بعد وفاة الأستاذ تكريتي، حتى تقاعده في السادسة والتسعين من العمر، وبقيت علاقتنا قوية مثمرة تعينني على أمور كثيرة في الحياة عموما والأدبية خصوصاً كنت أستفسر عنها من الأستاذ واسع الخبرة، حتى وفاته 2023 رحمه الله، عن 103 سنة، ترك بها عددا كبيراً من الآثار العلمية والأدبية والموسوعية.
ورسائل الأستاذ حقي كثيرة منها:
الأولى (10/11/2005)
الأخ الدكتور غالب المحترم: تحية طيبة وبعد، أعتذر أولا لتأخري بالكتابة إليك لسبب واحد هو جهلي عنوانك وأذكر أنني قرأته في أحد كتبك ولكني نسيت في أيها كان، وفتشت عنه إلى أن وجدته اليوم، وهأنذا أسارع بالكتابة إليك قبل أن يجرفني تيار العمل فيبعدني عن القيام بواجبي.
أشكرك للكتب التي أهديتني إياها وقد قرأتها جميعها وتمتعت بما فيها من مقالات تمس نواحي كثيرة في حياتنا اليومية، كما تمتعت بأسلوب الكتابة سواء منه الجاد أم الفكه، وهو يدّل في الحالتين على التمكّن من اللغة، الأمر الذي فقدناه عند معظم كتابنا مع الأسف.
يسعدني أن أجد بين شبابنا من يشعر بما فينا من مثالب فيرتكس ويعبر عن ارتكاسه بالكتابة التي لم يبق لنا ملاذ سواها، ومع ذلك لن نفقد الأمل الذي نعقده على الشباب ولو طال الانتظار. سدد الله خطاك ومتعط بالصحة لمزيد من العطاء في المضمارين الطبي والأدبي. مع أطيب تحياتي وتكرار شكري
الثانية (17/09/2006):
الأخ الدكتور غالب، تحية خالصة وبعد: فقد استرحت في كل محطة من المحطات التي عرفتني بها في كتابك الأخير، ودفعني تداعي الأفكار إلى تذكر محطات قطارات الأنفاق، ولا سيما في باريس أو في موسكو، فمع أن الغاية من كل المحطات واحدة، فإن لكل منها مظهرها الخاص وزينتها الخاصة، ومحطاتك جاءت كذلك منوّعة السمات مختلفة المظهر، مما يشعر القارئ بالمتعة والطرافة، إلى جانب الفائدة بعرض أفكار شتى ومشكلات منوعة بأسلوب سلس بسيط محبب. من البديهي أن يخرج القارئ المتأني بعد قراءة أي كتاب بانطباع عن المؤلِّف وعن المؤلَّف، وقد خرجت أنا بعد قراءة كتابك بعدة انطباعات أهمها:
- سمة الوفاء في معظم المحطات: الوفاء للوطن، وللأهل، وللجامعة التي درست فيها، وللأساتذة الذين درسوك، وللأصدقاء الصدوقين، وحتى للأطفال الذين تعالجهم، ولأهلهم الذين يراجعونك، ويعترفون لك بأتعابك وجهدك، سمة الوفاء هذه كم نفتقدها في عصرنا هذا عصر المادة التي طغت على كل شيء.
- والانطباع الثاني الذي خرجت به هو شعورك المرهف بمشاكل المجتمع ومشاكل التعامل مع مختلف طبقات الناس، ويبدو تعرّضك لهذه المشاكل ناعماً رفيقاً أحياناً، وشديداً عنيفاً أحياناً أخرى باختلاف المشكلة وتأثيرها، وما أحوجنا إلى تعرف هذه المشاكل دائماً بدلاً من تجاهلها الذي يؤدي إلى تفاقمها وإلى تدهور المجتمع الذي نراه يوماً بعد يوم.
ثمة ملاحظة أرى من واجبي تنبيهك إليها وهي الخطأ الوارد في الآيتين القرآنيتين في الصفحة 127 ونصهما الصحيح: “لله ملك السماوات والأرض يخلق من يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور* أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير” (الشورى 49 و 50)، ولو أنهما مكتوبتان بالأحرف العادية كبقية المقال لما انتُبه إليهما. وبالمناسبة لم تتفق الكلمة على السبب الذي جاءت به كلمة الإناث نكرة، وكلمة الذكور معرفة. أختم كلمتي بشكرك جزيل الشكر لهديتك اللطيفة، كما أشكرك لما ورد في مقالك (الطب السوري)، ويسعدني جداً أن يكون بين خريجي جامعتنا من يحفظ العهد ويقدر الجهد. وفقك الله ورعاك وسدد خطاك.
خامساً- رسائل الأستاذ الدكتور صادق فرعون:
تعرّفت متأخراً إلى الأستاذ في طب النساء والولادة الدكتور صادق فرعون (1928-2017) في حفلٍ موسيقي في دار الأوبرا، وكانت معرفته كنزاً ثميناً. التقينا مرات كثيرة في عيادته قرب البرلمان السوري وبيته، وتراسلنا مرارا، وكان الأستاذ رحمه الله على كبر سنه نشيطاً ذهنيا وجسديا، ومن رسائله:
الأولى، رداً على رسالة مني أستمزجه بنشر مقال لي في مجلة طبيبك: “جزيل الشكر يا أخ غالب على هذه الحكم والحقائق المؤلمة وخصوصاً أنها واقعية، مع ذلك لا يستطيع الإنسان أن يعيش في قمقم، لذا أتذكر الآن مثلا فرنسياً يؤكد على هذه الحقيقة: سعيدٌ من له صديق!Heureux celui qui a ami ، أذكر أنني قرأته قبل عدة عقود عندما قرأت كتيباً بالفرنسية عنوانه : رحلة حول غرفتي لـ Xavier de Meister وأظن أنه من الألزاس. يسعدني دوما أن أقرأ لك وأغبطك (ولا أحسدك) على هذه المعرفة الواسعة والثقافة الجيدة. أطيب الأوقات. صادق الصدوق (3).
الثانية، رداً على مقال موسيقي أرسلته إليه، وهو الموسيقي العالم وعازف الكمان البديع: “الأخ الكريم دكتور غالب، شكرا لتذكري بهذه المقالة الجميلة. أود أن أعترف بأنني أعجب بأسلوبك الجميل والمتنوع. طبعا هذه المقالة عن الموسيقى وعن غيرها وهي ممتعة أيضا. بالنسبة للموسيقى أقول ربما هناك بعض الخلاف في الرأي عن مشاهير الموسيقى، ولكن هذا لا يؤثر أبدا في سويتها العالية. هذا ليس مجاملة. بالمناسبة قرأت بعض المقالات في “الأسبوع ……..” واستغربت وجود بعض الأخطاء اللغوية الفاضحة أو الصريحة والتي ليس من المنتظر أن يقع في مثلها من “يعتبرون” أنفسهم كتابا. غريب أمر لغتنا العظيمة ومؤلم وضعها وحتى الاستخفاف بها من قبل أهلها.. سوف أكتب لـ “لأسبوع …..” لإبداء رأيي، فعلى الأقل ألا يبقى الإنسان صامتاً ومخنوقاً. مع التحية. د صادق (4).
وفي تتمة للموضوع: في المقطع الثالث (من مقالك) هذا التسلسل يخالف التاريخ، فباخ كان أولا، ثم بيتهوفن، ثم شوبان. على هذا لا يمكن لباخ أن يتأثر بشوبان. باخ هو أعظم مؤلفي عصره الكلاسيكي (القرن 17-18 وبيتهوفن في القرن التالي: 18-19 أما شوبان فهو في العصر الحديث الرومنطيقي). باخ بحر محيط لا حدود لعالمه، وبيتهوفن أيضا، ولا شك أنه تأثر بباخ. شوبان شاعر يذوب عاطفة وحبا وشوقا.. وهل يحق لنا أن نقول: إنه عالم الضعف والاستسلام؟ إنه يعبر عن حبه لوطنه الذي اضطر لهجره ويعبر عن شوقه اللامتناهي… مع أطيب التحية الصباحية. صادق.
الثالثة، في معرض دفاعه عن سلامة اللغة العربية كتب في 10 أيلول 2015: العزيز دكتور غالب، جزيل الشكر على دفاعك عن لغتنا العربية الغالية على النفوس، وشكرا لإدراجك اسمي بين الأسماء وأنا افتخر بذلك. أذكر جيدا مرة، وفي أحد المستشفيات دون ذكر الاسم، أن زميلا كان يحاضر فيرفع المنصوب ويجر المرفوع وهكذا. بعد تردد قصير صرت أقول له وبصوت عالٍ: يا أخا العرب، هذه هكذا. فاعل مرفوع أو مفعول به منصوب. نظر إلي شزرا وقال بتعالٍ وكِبر: هل نحن هنا في درس قواعد؟؟ وظل مدة طويلة ينظر لي شزرا!! رحمك الله يا بروفيسور “كناوس”. كانت اللغة الألمانية بالنسبة له مجالا مقدسا لا يجوز التراخي أو التهاون فيه. بالألمانية توجد الصيغتان: أنتَ وأنتم.. وكان أيضا من غير المسموح التفريد (؟) Dutzen بل فقط توجيه الكلام بصيغة الجمع: أنتم وأنتنّ لذا لم أتعلم إلا هذه الصيغة.. مرة ثانية شكرا ورحم الله أساتذتنا. الأستاذ حسني سبح درس بالتركية ولكنه أتقن العربية وهو في كبره. مع المحبة صادق.
سادساً- رسائل الأستاذ الدكتور زياد الصواف:
تعرّفت مبكراً جداً إلى الشعاعي الأستاذ الدكتور زياد وحيد الصواف (1939- 2022) عندما درسنا علم الأشعة علم 1982، وبقينا أصدقاء حتى وفاته، رحمه الله. كان الصوّاف عدا عن علمه الطبي الغزير في الطب الشعاعي، مثقفا كبيراً مع مسحة فلسفية، وقراءة ناضجة جداً للأحداث، ومن رسائله:
الأولى، الأخ الدكتور غالب: قرأت بتمعن قصتك الجميلة “حينما عبثَ الجَدْيُ بالوردِ” وهي جميلة جدا ذكّرتَني بها بـ (بيدبا الفيلسوف وهو يحكي لدبشليم الملك) مع الاعتذار لابن المقفع وكليلتة ودمنته. قد تكون هذه القصة جميلة جداً للأطفال، وسيتعلمون منها حتما بعض القيم الرئيسية في الحياة وقوانيها التي وضعها من صنعها وأبرأها، وأول هذه القوانين كما ورد في سورة غافر: (من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) 40. والبحث هنا يقود الطفل إلى سؤال بديهي: من هو الذي يجزي وما هي صفاته، فيتعلم من غافر أيضاً: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) 19. فلا شيء في هذه الدنيا يسير من ذاته أو عبثا، وعلى كلٍّ القصة جميلة جداً وبأسلوب جيد ولك الشكر. وقد ذكرتني في مقال صادق فرعون عن اللغة العربية قيمة تلك اللغة التي لا تقدر بثمن وأقل ما يقال فيها أنها لغة القرآن، ناهيك عن فلسفة العرب وحكمتهم وشعرهم وأقتبس هنا مثلا من عنترة العبسي: لاتسقني ماء الحياة بذلة… إلى آخر الأبيات. الحديث يطول وذو شجون ولا أريد أن أطيل عليك. زياد (6).
الثانية، وهي الرسالة قبل الأخيرة منه، ردا على مقال لي بعنوان (من الأب إلى الابن مع الحب): ابني الحبيب غالب. قديما قالوا: ليس من مات فاستراح بميت / إنما الميت ميت الأحياء. موت الروح هو الكارثة وحياة الروح حب الإله. مع تحياتي ولك مني كل الشكر وأتمنى لك عاما سعيدا مليئا بالخير والبركة. زياد. (7)
سابعاً- رسائل الأستاذ الدكتور سامي صبري القباني:
علّمني جراح القلب والصدر الشهير الأستاذ سامي القباني (1937-2017) بدءاً من عام 1982، لكنني لم أتعرّف إليه شخصياً إلا مصادفةً في حفل موسيقي في مكتبة الأسد عام 1988، أي بعد سنتين من كتابتي في مجلة “طبيبك”، لنبقى على ودّ وتواصل حتى وفاته. والأستاذ قباني غني عن التعريف علمياً، ناهيك عن ذوقه الأدبي الرفيع، وكتاباته الاجتماعية الرائعة. وقد كانت بيننا مراسلات كثيرة منها:
الأولى، عزيزي غالب: أنت بالتأكيد أفضل مني في الإبقاء على عروة الصداقة قائمة بين الأصحاب، فقد كنت أنوي التعليق على آخر صورة أرسلتها عن ….، وكيف أننا لا نحسن – نحن العرب – استخدام مثل هذه اللقطات التي لا يمكن أن تصدق في البلاد الغربية لشرح قضيتنا، لكنك سبقتني في الاتصال. اطمئن غالب، فصديقك سامي ما يزال هو هو، فيما عدا الأسى الذي يعصر قلبه لما يجري في بلادنا، والذي جعله أكثر صمتا وشحّاً في التواصل مع أصدقائه من عادته (التي لم تكن لائقة بالأساس). أرجو أن تبقي على الطريق بيننا سالكة (ولو أنها تقريبا وحيدة الاتجاه)، فأنا أحب ان أطالع ما ترسله، ولو أني قد أخالفك الرأي أحيانا. أدعو أن لا يطول الأمد قبل أن يتاح لنا أن نلتقي “وندردش” من جديد. مع كامل تحياتي لك ولأفراد العائلة جميعا. سامي.
الثانية، رسالته قبل الأخيرة في 17 أيار 2016، في رد على رسالتي التي حملت مقالا هو كاتبه بعنوان” أيها العربي: هل تعرف من أنت؟”: شكرا غالب لتذكرتي بأمر قد أهملته وآن الأوان أن أشمّر لتنفيذه، ألا وهو كتابة أطروحة بالانكليزية عن إنجازات العرب والمسلمين التي ادعاها علماء الغرب ومفكروه لأنفسهم زورا وبهتانا. س. (هكذا كان الأستاذ يوقع أحياناً بحرف واحد: س).
وسيلة الكتابة مهمة.. هل ينقرض خط اليد؟
مع توفّر وسائط متعدّدة للكتابة، لاحظتُ مثلاً أن الأستاذ حقي، رحمه الله، اعتمد خط اليد في كل رسائله بعد التقاعد (مع صورة منها بالبريد الإلكتروني) حتى بلغ من العمر عتيّاً، وكانت آخر رسالة منه بعمر 102 سنة، وهي واضحة مثل سابقاتها تماما. ولا عجب في هذا السلوك الذي تأسس في عمر مبكر جدا، احتفظ فيه الأستاذ بكل قصاصة ورق أتته، أو كتبها هو، ولم يتخل عن هذا السلوك إلا عندما أقعده المرض في سنته الأخيرة، فراح يملي على ولده وابنته عبر الإيميل أو الواتس أب. يبقى الإيميل أكثر رسميّة واعتماداً، بديلاً للرسالة الورقية، علمأُ أن المتلقي هو المسؤول عن حفظ الرسائل، لتصبح هذه المهمة أصعب بطريق الواتس أب أو المسنجر، لضياع الرسالة في بحر من الرسائل غير ذات القيمة. في ذات يوم قريب كنت أكتب فيه وصفةً لمريض بخط اليد (الممارسة التي تكاد تنقرض) أمسك الأب (وهو الكاتب في محكمة) بها ورفعها، وقال بإعجاب: يا الله.. من زمان لم أر مثلها. والواقع أن الكتابة اليدوية في طريق الانقراض، مع أجيال لا تعرف القلم أو كيف تمسك به، فـ: قل لي إلى أين المسير في ظلمة الليل العسير؟
غيض من فيض.. والمجالس أمانات:
نعم، المجالس أمانات، لا يمكن البوح بكل مكنوناتها. وما ذكرته من الرسائل هو أقلّ القليل (عدا ما يخصّ الأستاذ شقفة برسالته الوحيدة)، علماً أن مجموع الرسائل يشكّل كتاباً كبيراً، تربوي الطابع فلسفياً وأدبياً، أرجو أن يرى النور في وقت قريب.
إن لغتنا هي لسانُ حالنا، تزدهرُ بازدهارنا، وتتقهقرُ بتقهقرنا، وكم هناك من أحياء بين الأموات، بما تركوا من آثار طيبة، وكم هناك من أموات بين الأحياء، بضحالة تفكيرهم وسوء لغتهم وفعالهم! فلا عجب إذن أن نرى اليوم أمماً حيّة تبدع بلغاتها، وأخرى ميتة دفنت تراثها ولغتها، وما عاد عندها حتى فضول الاطلاع، إذ تبنّت الصمت واللامبالاة وحياة الاستهلاك (ثقافة اللاشيء)، وإذا صحت قليلا تبنّت (بدع الإنترنت وضلالاته)، لتصل إلى المرحلة الأصعب ألا وهي استهجان الآخرين لوجودها.
العين في 10 أيلول 2024
***
- Sent:Wednesday, 12 November 2014, 23:22 From: PHARAON sphar.frcog@gmail.com
- From:PHARAON sphar.frcog@gmail.com Sent:Saturday, 24 January 2015, 0:10
- وفي خطوة جميلة، قامت السيدة سلمى صادق فرعون كتابا قيماً يضم مقالات أبيها الراحل، عن دار الفكر، بعنوان: (د. صادق فرعون، من الشام وإلى العالم).
- From: ziad sawaf <ziadsawaf@gmail.com> Sent: Monday, 15 October 2012, 23:55
- From:Ziad Sawaf <ziadsawaf@gmail.com> Sent: Sunday, 17 January 2021, 01:07:14 pm
- From: Sami Kabbani <kabbaniss@gmail.com> Sent: Saturday, 2 November 2013, 21:37
- From:Sami Kabbani kabbaniss@gmail.com Sent: Tuesday, 17 May 2016, 21:19