التوقيت الشتوي في لبنان وفي غيره من الدول، “يطل برأسه” في أكتوبر الحالي، بحيث يتمّ تأخير الساعة بواقع ساعة واحدة. ومع أن دولاً عدة ألغيت هذا التغيّير في التوقيت بشكل نهائي لأن لا معنى له، تبيّن في ما بعد، أنها فعلاً صائبة لأن هذا التبديل في التوقيت يؤهّب لمشاكل صحية وسلوكية ناتجة عن “اضطراب بما يُعرف “بالساعة البيولوجية” للجسم والتي تنظّم دورة النوم والإستيقاظ، كما ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، في تقرير علمي لها نشرته مؤخراً.
في التقرير المذكور أن هذا الإضطراب يتسبّب في زيادة الشعور بالتعب والإرهاق بحيث يؤدي الى النوم المضطرب أيضاً، وهذا احتمال وارد، وكذلك لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تقرير الإندبندنت ارتكز على دراسة أجريت العام 2019 من قبل باحثين في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام، تمّ خلالها فحص تأثير اضطرابات النوم على أمراض القلب لدى الفئران. ووجدت الدراسة أنه بعد 16 أسبوعاً، اصيبت الفئران التي تعطلت دورات نومها بشكلٍ ما، بترسبات دهنية (لويحات) في الشرايين بشكل أكبر، مقارنة بالفئران ذات أنماط النوم الطبيعية.
كذلك أصيبت الفئران التي تعاني نقصاً في النوم بضعف في مستوى خلايا الدم البيضاء في الدورة الدموية، وبكمية أقلّ من الهيبوكريتين، وهو هرمون يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم حالات النوم والاستيقاظ. ومن ناحية ثانية، أظهرت الأبحاث أيضاً زيادة في حوادث السيارات عند تغيير التوقيت إلى الشتوي أثناء محاولة السائقين التكيف مع تغيير الوقت.
وفي الدراسة ايضاً أن ساعات الظلام المتزايدة، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الحالة المزاجية والاكتئاب لدى بعض الأشخاص، فضلاً عن التعب وآلام العضلات وضعف العظام بسبب نقص «فيتامين د» الذي يحصل عليه الجسم جراء التعرض لأشعة الشمس. كذلك فإن بعض الأشخاص قد يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) نتيجة لقصر الأيام، وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية. وتشمل أعراض هذا الاضطراب العاطفي الموسمي انخفاضاً في الحالة المزاجية ، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية، والشعور باليأس أو الذنب، والنوم لفترة أطول من المعتاد.
وتقول هيئة الخدمات الصحية إن نقص ضوء الشمس قد يمنع جزءاً من الدماغ يسمى «المهاد» من العمل بشكل صحيح، وهو ما قد يؤثر على إنتاج الميلاتونين (هرمون النوم) والسيروتونين (هرمون المزاج).